9222 عملية و264 مليار دولار.. عمالقة التكنولوجيا يلتهمون الصغار بشراهة
في موجة شراء شرهة، اختطفت أكبر شركات التكنولوجيا في العالم منافسين أصغر بوتيرة قياسية هذا العام.
تأتي هذه الموجة في الوقت الذي يستعد فيه السياسيون والمنظمون الأمريكيون لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الصفقات "السرية".
وقامت شركات التكنولوجيا العملاقة بالتوسع في الاستحواذ على منافسيها الأصغر بوتيرة متسارعة، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن بيانات مؤشر ريفينيتيف، التي أظهرت أن تلك الشركات أنفقت ما لا يقل عن 264 مليار دولار لشراء بعض منافسيها الذين تقل قيمة الواحدة منهم عن مليار دولار، في رقم قياسي بلغ 9222 عملية دمج واستحواذ منذ بداية العام.
- عمالقة التكنولوجيا يقهرون كورونا.. تريليون دولار أرباح 5 شركات في 2020
- عمالقة التكنولوجيا في مرمى نيران الكونجرس.. إصلاح أم هدم؟
تأتي وفرة عمليات الاستحواذ وسط تدقيق أكثر صرامة من قبل البيت الأبيض والمنظمين وأعضاء الكونجرس، الذين اتهموا شركات التكنولوجيا الكبرى - لا سيما أبل وفيسبوك وجوجل وأمازون - بخنق المنافسة وإلحاق الضرر بالمستهلكين.
وتحقق لجنة التجارة الفيدرالية في الولايات المتحدة بالفعل بأثر رجعي في استحواذ فيسبوك على أنستقرام وواتساب، وحذرت المنظمة من أنها قد تدقق في المعاملات الأخرى حتى بعد إتمامها، حيث إنها لديها القدرة على فك الصفقات إذا اعتبرت أنها غير قانونية.
وقال المنظمون في سوق الصفقات الأمريكية إن عليهم إعادة فحص الثغرات التي تسمح لبعض المعاملات بـ "المرور تحت الرادار"، ومنها المادة التي تعفي الصفقات التي تقل عن 92 مليون دولار من إبلاغ السلطات التنظيمية. وأجرت شركات أبل وفيسبوك وأمازون وجوجل ومايكروسوفت خلال العقد الماضي 819 عملية استحواذ مشابهة، وفقا لدراسة أجرتها لجنة التجارة الفيدرالية.
وأصدرت اللجنة الأسبوع الماضي نتائج دراسة حول نشاط الاندماج والاستحواذ التكنولوجي من 2010 إلى 2019، مما سلط الضوء على عقد من النشاط المحموم اشترت فيه الشركات منافسين أصغر بوتيرة سريعة.
ويُظهر تحليل بيانات فايننشال تايمز أنه على الرغم من هذه التحذيرات، فقد زادت وتيرة إبرام الصفقات منذ نهاية الإطار الزمني للتقرير. منذ بداية العام، وقعت شركات التكنولوجيا رقما قياسيا قدره 9222 صفقة لشراء شركات ناشئة تقل قيمتها عن مليار دولار، أي ما يزيد بنحو 40 في المائة عن مستويات عام 2000.
وقال باري لين، مدير معهد الأسواق المفتوحة بواشنطن: "كان هذا متوقعًا تمامًا في الأوقات الصعبة، تصبح الشركات الراسخة بالفعل أكثر رسوخًا.. عقد الصفقات هذا سيئ لأنه يجعل هذه الشركات أكثر قوة. فهو يزيد من قوتها على الأشخاص الذين يعملون لديها، وعلى أسواق رأس المال والمستثمرين، ويمنع نوع المنافسة التي يمكن أن تجلب الابتكار".