فضائح ومخاوف تفقد عمالقة التكنولوجيا الأمريكية بريقها
لفترة طويلة كان الحصول على فرصة عمل لدى أحد عمالقة التكنولوجيا حلما يراود عديدا من الشباب لكن يبدو أن هذا الواقع بدأ يتغير
لفترة طويلة، كان الحصول على فرصة عمل لدى أحد عمالقة التكنولوجيا حلما يراود كثيرا من الشباب، باعتبارها أروع مكان للعمل في العالم؛ لكن يبدو أن هذا الواقع بدأ يتغير.
وفي تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قالت إن شركات التكنولوجيا الكبرى فقدت بريقها بالنسبة إلى كثير من الموظفين الموهوبين.
وأشارت إلى أنه فيما مضى كان المقر الفخم الذي صممه أشهر المهندسين المعماريين، ومطاعم البيتزا المجانية، والصالات الرياضية، والوعود بحياة مهنية مربحة تنطوي على إمكانية حل مشكلات العالم.
ولفتت إلى أن عمالقة التكنولوجيا ربما ينتابها القلق إزاء الغرامات الحكومية وحالات الطوارئ في العلاقات العامة، لكن المشكلة الأكبر تتمثل في الفشل في تعيين الموظفين الموهوبين والحفاظ عليهم.
وأوضحت أن بعض الراحلين المرموقين يبلغون وسائل الإعلام بشكاواهم بشأن الشركات حول تآكل إغراء شركات التكنولوجيا بالنسبة إلى الخريجين.
والشهر الماضي، أعلنت ميريديث ويتاكر -إحدى قادة إضراب موظفي جوجل الذي شارك فيه 20 ألف موظف عام 2018 احتجاجًا على تعامل الشركة مع حالات التمييز الجنسي- أنها ستترك الشركة للتركيز على عملها في معهد "إيه آي ناو" الذي يدرس الآثار الأخلاقية للذكاء الاصطناعي بجامعة نيويورك.
وفي أبريل/نيسان الماضي، قالت ويتاكر إنها أبلغت بأنها ستضطر إلى "التخلي" عن هذا العمل إذا أرادت البقاء في المجموعة.
هذا الشهر، انتشرت مذكرة لموظفة مجهولة في جوجل، تقول فيها: "أنا لن أعود إلى جوجل بعد انتهاء إجازة الأمومة، وإليكم السبب"، التمييز المزعوم من قبل المدير.
ووفقا لتقرير حديث صدر عن شبكة "سي إن بي سي" استنادا إلى محادثات مع موظفين سابقين في "فيسبوك"، كانت الشركة تعاني من أجل الفوز بالخريجين في أعقاب فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" التي كانت تجمع بيانات العملاء العام الماضي، رغم نفي "فيسبوك".
ويقول التقرير إن "معدل قبول فيسبوك للوظائف بدوام كامل التي تعرض على خريجي أفضل الجامعات انخفض من 85% في المتوسط للعام الدراسي 2017-2018 إلى ما بين %35 و55% اعتبارا في ديسمبر/كانون الأول".
وأشار إلى "هروب الموظفين" من "فيسبوك" إلى منافسين مثل جوجل، أو شركات ناشئة مثل "إير بي إن بي" (لتأجير واستئجار أماكن سكن)، و"سترايب" (للمدفوعات عبر الإنترنت)، و"ليفت" (لخدمات توصيل الركاب)، وهو ما يعزى إلى مخاوف أخلاقية وسياسية بين المرشحين، وكذلك أهمية "فيسبوك" كعلامة تجارية بين الشباب.
وارتأت الصحيفة أن الشركات التي بدأت كشركات ناشئة جريئة توفر الاستقلالية، وتتيح الإبداع والقدرة على التأثير لموظفيها، أصبحت الآن بيروقراطيات عالمية شبيهة بالدول.
علاوة على ذلك، فقدت ثقافة الساعات الطويلة (التي تغذيها البيتزا المجانية) جاذبيتها، حيث يسعى جيل الألفية إلى تحقيق التوازن بين العمل والحياة.
وبينما لا يزال العمل في قطاع التكنولوجيا مربحا (متوسط الراتب العالمي هو 135 ألف دولار وفقا لموقع Hired.com)، فإن الأثر المشوه لشركات التكنولوجيا على تكلفة المعيشة في مدن مقراتها يلغي بشكل متزايد الكثير من الفوائد.
وفي هذا السياق، تقدر مؤسسة "برايس ووتر هاوس كوبرز" البريطانية للخدمات المهنية أن 88% من جيل الألفية يريدون العمل لدى شركات تعكس قيمها مبادئهم الخاصة.
من جانبها، تقول سارة درينكووتر، وهي موظفة سابقة في جوجل، والمديرة الآن في مختبر حلول التكنولوجيا والمجتمع في شبكة "أوميديار"، إن الكشف عن دور بعض شركات التكنولوجيا في التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) والانتخابات الأمريكية عرض عديدا من المشكلات المثيرة للاهتمام، مثل التضليل والانحياز وعدم المساواة.
aXA6IDMuMTQxLjEyLjMwIA== جزيرة ام اند امز