أكبر انفجار لمذنب على الإطلاق.. موجة غبار مستمرة منذ 15 عاما
توقعت دراسة لباحثين من جامعة هلسنكي في فنلندا، أن أثر الغبار، الناتج عن أكبر انفجار لمذنب على الإطلاق قبل 15 عاما سيزين السماء هذا الصيف، وسيبدو مثل الساعة الرملية العملاقة.
وسيأتي هذا العرض الليلي من المذنب (17P / هولمز) الذي أطلق في أكتوبر 2007 وميضًا هائلاً من الغاز والغبار.
وأصبح المذنب لفترة وجيزة أكبر جسم في النظام الشمسي، وفي تلك الفترة القصيرة، كانت "ذؤابة المذنب"، وهي سحابة الغبار المحيطة بجسمه، أكبر من قطر الشمس.
والآن، وجد نموذج جديد لمسار غبار المذنب، موصوف في دراسة أجرتها ماريا جريتسفيتش، عالمة الكواكب بجامعة هلسنكي في فنلندا وزملاؤها، أن أثره استمر.
وفي عام 2022 ، تتراكم جزيئاته مرة أخرى بالقرب من نقطة الانفجار، مما يعني أن أثره سيكون مرئيًا لهواة مراقبة النجوم من نصف الكرة الشمالي.
وتقول جريتسفيتش لموقع "لايف ساينس":" التلسكوبات جيدة جدا لدرجة أن أي نظام متواضع نسبيًا سيفعل ذلك".
والمذنب (17P / هولمز) يدور بين المريخ والمشتري، واكتشفه عالم الفلك الإنجليزي إدوين هولمز لأول مرة في عام 1892، عندما اندلع منه انفجار كبير، كان كافيا لجذب انتباهه أثناء مراقبته لمجرة المرأة المسلسلة، وأن انفجار عام 2007 أكبر.
وكتب ماركو نيسينن، في رسالة بالبريد الإلكتروني، وهو الباحث المشارك في الدراسة، وعالم فلك بجمعية أورسا الفلكية الفنلندية: "المذنبات الأخرى في مدارات مماثلة حول الشمس لا تنتج هذا النوع من الانفجارات الدورية الكبيرة، لذا من المحتمل أن يكون 17P / هولمز نفسه مميزًا".
ولا أحد يعرف بالضبط كيف ينتج المذنب مثل هذه الانفجارات الدراماتيكية، لكنها قد تحدث عندما ينتقل الجليد تحت السطحي في جسم المذنب من ترتيب غير متبلور غير منظم إلى ترتيب بلوري منظم، ويطلق هذا الانتقال الغاز من داخل الجليد، مما يخلق ضغطًا خارجيًا على سطح المذنب، والنتيجة انفجار الجليد والغاز والغبار.
وفي الدراسة الجديدة، التي نُشرت في الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية، صاغ الباحثون فيزياء مسار الغبار لفهم كيف أدى شكله الأولي إلى المدار المرصود اليوم.
وبدمج الملاحظات من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي مع فهم كيفية تأثير الجاذبية والرياح الشمسية على جزيئات ذات أحجام مختلفة، تتبع الباحثون مسار مسار الغبار بمرور الوقت.
وتقول جريتسفيتش إن نمذجة مسار الغبار قد تساعد علماء الفلك يومًا ما في دراسة المذنبات، فمن خلال خريطة دقيقة لمكان وجود الغبار من المذنب يمكن للعلماء إطلاق مركبة فضائية لجمع المواد، وهو اقتراح أسهل من اعتراض المذنب نفسه وأخذ عينات منه، وتخطط هي وزملاؤها الآن لنمذجة أثر الغبار للانفجار الأصلي في عام 1892 على أمل العثور على الغبار من هذا الحدث.