توفيق.. قصة مذنب حمل اسم خديوي مصر
المذنب توفيق ينتمي إلى عائلة مذنبات تسمى "كريوتز " أو (راعية الشمس)، وهي شظايا من مذنب ضخم تفكك منذ عدة قرون
لم يرتبط اسم الخديوي توفيق بحكم مصر والسودان فقط، وإنما أيضا تم إطلاقه على واحد من أشهر وألمع المذنبات وقت اكتشافه قبل 138 عاما من الآن.
ويروي موقع "rocketstem" الأمريكي في 16 مايو/ أيار الجاري، قصة اكتشاف هذا المذنب والتي جاءت عن طريق الصدفة البحتة، حيث كان علماء الفلك يجتمعون صبيحة يوم 17 مايو/ أيار عام 1882 بصحراء سوهاج جنوب مصر للاستمتاع بمشاهدة كسوف كلي للشمس، ولكن بمجرد أن بدأت مرحلة الكسوف الكلي فوجئوا برؤية خط مشرق بالقرب من الشمس، وقد تم التقاط عدة صور له، وبعد مرور ساعة، أدركوا أن ما رأوه مذنب.
ويحمل المذنب علميا اسم توفيق (TEWFIK X/1882 K1)، كما يسمى أيضا باسم مذنب كسوف الشمس، لتوثيق ملاحظته أثناء الكسوف الكلي الشمس، حيث تعد ملاحظة المذنبات أثناء الكسوف أمرا نادر الحدوث.
وينتمي هذا المذنب الصغير إلى عائلة مذنبات تسمى "كريوتز" أو (راعية الشمس)، وهي شظايا من مذنب ضخم تفكك منذ عدة قرون، ويتم رصدها وهي تسقط نحو الشمس عشرات المرات في السنة، ولعدم توافر الإمكانيات العلمية التي تسمح برؤية الأجسام القريبة من الشمس في عام 1882، مثل جهاز (كورونوغراف)، كان الكسوف هو المناسبة الوحيدة لرصده، ولم يرصد بعدها مرة أخرى.
ويقول محمد خالد، الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية لـ"العين الإخبارية": "لم يتوقع أحد وقتها أن الخط المشرق الذي شاهدوه يمين الشمس كان مذنبا، ولكن عند مشاهدة الصور بعد ساعة تقريبًا من الكسوف أدركوا أنه كان مذنبا".
ويضيف: "لو لم يكن هناك كسوف كلي للشمس لكان المذنب سيمر دون أن يرصده أحد، حيث كان الكسوف هو المناسبة الوحيدة لرؤيته".
وكشفت صور الكسوف أن المذنب قد تحرك بشكل ملحوظ خلال مدة الكسوف الكلي (دقيقة و50 ثانية)، حيث كان المذنب يندفع نحو الشمس بسرعة 500 كيلومتر بالثانية تقريبًا، وتمت تسميته بـ"المذنب توفيق"، وذلك بعد اجتماع مجموعات علمية مختلفة بعد الكسوف تقديراً لكرم خديوي مصر الذي وفر لهم الإمكانيات لمتابعة الكسوف، كما يؤكد خالد.
ويعد هذا الاكتشاف من بين أقدم الاكتشافات التي حملت أسماء شخصيات تقديرا لأدوارها، حيث حمل المذنب (هولمز) المكتشف في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 1892، اسم الفلكي البريطاني إدوين هولمز.
ويختلف هذا المذنب عن مذنب توفيق، في أنه قد تم رصده مرة أخرى في أكتوبر/ تشرين الأول 2007 عندما سطع مؤقتاً وأصبح مرئياً للعين المجردة.
وحمل المذنب "هيكوتيك" اسم العالم الياباني يوجي هيكوتيك، وكان هذا المذنب قد مر قريباً جداً من الأرض في مارس/ آذار من عام 1996، واعتبر وقتها أنه من أقرب المذنبات المارة بالقرب من الأرض منذ 200 عام.
أما المذنب "هيل بوب"، والذي يمر بالقرب من الأرض كل 3 آلاف سنة، فقد تم رصده في 23 يوليو/ تموز 1995، من قِبل "آلان هيل" من نيومكسيكو الأمريكية، و"توماس بوب" من ولاية أريزونا الأمريكية، وتم تكريمهما بإطلاق اسمهما عليه.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA= جزيرة ام اند امز