قصة احتيال كبرى في تركيا.. فرار مؤسس Thodex للعملات المشفرة بملياري دولار
تجتاح تركيا حالة من الذعر بعد قصة احتيال كبيرة، بطلها هروب مدير منصة تداول العملات الرقمية "Thodex" فاروق فاتح أوزور.
ومنصة "Thodex" هي بورصة للعملات الرقمية، تأسست في عام 2017، ومقرها في تركيا، ومنذ تلك الفترة عوملت بموجب ترخيص "FinCen MSB" في الولايات المتحدة، وكانت مفتوحة للمستخدمين في أنحاء العالم كافة.
- ترنح الاقتصاد يهوي بمؤشر ثقة المستهلك بتركيا
- تركيا تمزق "النسيج" المغربي بسلاح الإغراق.. الأسواق في خطر
لكنها ومنذ يوم 20 من أبريل الحالي أغلقت موقعها عبر الإنترنت، ونشرت بيانا أعلنت فيه أن المستخدمين لن يتمكنوا من استخدام الموقع لمدة 6 ساعات أولا ثم لمدة 4 إلى 5 أيام، على أساس أنها تجري إجراءات تخص "شراكة جديدة".
وتحدث مستثمرون في المنصة إنهم لم يتمكنوا من الدخول إلى حساباتهم "بأي شكل من الأشكال، منذ ثلاثة أيام مضت".
وأوضح أحد المستثمرين في سياق حديثه: "نواجه تحذيرات ورسائل تنبيه في أثناء محاولة التدخل للحسابات، وأيضا عند محاولة الدخول لموقع المنصة. نحن في حالة ذعر ومعنا مئات آلاف المستثمرين".
لماذا الذعر؟
لم يرتبط ذعر وتخوف المستثمرين بإغلاق موقع المنصة فقط، بل بإغلاق مديرها فاورق فاتح حساباته على موقع التواصل "تويتر" و"أنستقرام"، منذ يوم 20 من أبريل الحالي.
والأهم من ذلك التقارير الإعلامية، وفي مقدمتها تقرير موقع "هبر تورك"، والتي تحدثت عن سفر فاتح أوزور خارج البلاد منذ يومين إلى جهة غير معلومة، وهو الأمر الذي تم ربطه باختفاء ما قيمته 2 مليار دولار من العملة الرقمية، من 391 ألف حساب على المنصة.
وذكر موقع "هبر تورك" نقلا عن محامي المستثمرين في المنصة، أوغوز إيفرين كيليش، قوله: "ربما ذهب فاتح أوزو إلى تايلاند"، مضيفا: "thodex واجهت مشكلة في تحويل الأموال لبضعة أيام، وتم إغلاق موقعها مؤخرا، وهنا بدأ الذعر بين المستثمرين".
وتابع المحامي في تغريدة له منذ ساعات عبر "تويتر": "من الآن فصاعدا تبدأ عملية صعبة جدا وطويلة.. الله يعطي الصبر للجميع".
أشار إلى أن بعض المستثمرين بدءوا برفع شكاوى جنائية إلى النيابة العامة في المحافظات التي يتواجدون فيها.
بيان باهت
في المقابل أصدرت منصة "Thodex" بيانا جديدا جاء فيه: "نود أن نعلمكم أن الأخبار السلبية لا تعكس الحقيقة، وأن شركتنا تواصل أنشطتها بشكل أقوى، وأنه لا يوجد موقف يدعو للقلق بشأن وجود مستخدمينا، نحن نعمل مع شركاء أقوى لمواصلة خدمتك مع بنيتنا التحتية الآمنة".
كلمات غير مقنعة
لم يقنع بيان منصة العملات الرقمية المستثمرين الأتراك، وهو ما بدا عبر تفاعلهم في موقع التواصل "تويتر".
وحسب ما رصد موقع الحرة فقد تصدر ترند باسم "Thodex"، وأجمع غالبية المشاركين فيه على أن ما حصل يعتبر "قضية احتيال"، مستبعدين أن يعود الحال كما كان سابقا.
وأشار المستثمرون إلى أن "القضية" وفي حال أثبتت فإنها تمس حسابات ما يقارب 391 ألفا منهم.
ووفقا لموقع criptogecko ، الذي يفحص أحجام بورصات العملات الرقمية المختلفة، فقد بلغ حجم التداول اليومي في "THODEX" 1.2 مليار دولار، وذلك اعتبارا من 16 أبريل الحالي.
وصرح محامي المستثمرين في المنصة أوجوز إيفرين كيليش أن أولئك الذين لديهم أموال في المنصة "يجب أن يقدموا شكوى جنائية إلى مكتب المدعي العام، ويمكن أن تستغرق العملية القانونية سنوات".
فتح تحقيق
ما سبق يأتي بعد أيام من إعلان البنك المركزي التركي حظر استخدام العملات والأصول الرقمية في شراء السلع والخدمات، مشيرا في بيان مطلع الأسبوع الحالي إلى "أضرار محتملة غير قابلة للإصلاح ومخاطر كبيرة في تلك التعاملات".
وأوضح البيان أن "العملات الرقمية وبقية الأصول الرقمية القائمة على تكنولوجيا الدفاتر الموزعة لا يمكن استخدامها، بشكل مباشر أو غير مباشر، كأداة للدفع".
أضاف البنك: "مقدمو خدمات الدفع لن يكون باستطاعتهم تطوير نماذج أعمال بطريقة تستخدم فيها الأصول الرقمية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في توفير خدمات الدفع وإصدار الأموال الإلكترونية، ولن يكون باستطاعتهم تقديم أي خدمات ذات صلة بهذه النماذج من الأعمال".
المركزي التركي
ولفت البنك المركزي التركي إلى أن تلك الأصول لا تخضع لأي آليات تنظيم أو إشراف ولا لسلطة تنظيمية مركزية.
وأطلق مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقا، بعد إغلاق موقعها والتقارير التي تحدثت عن سفر مديرها إلى الخارج.
وفي غضون ذلك قدم المحامي عبد الله أسامي كيران، شكوى جنائية ضد فاتح فاروق أوزور، بدعوى "احتيال جسيم"، مؤكدا أن المنصة تضم 400 ألف عضو، من بينهم 390 ألفا ينشطون في التداول.
وكجزء من الشكوى، تمت المطالبة بالاستيلاء على جميع أصول المنصة، بما في ذلك المركبات والحسابات المصرفية والممتلكات والأسهم.
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg جزيرة ام اند امز