فيضانات مدمرة تغرق العالم.. كم تبلغ فاتورة غضب الطبيعة؟
من عمليات إجلاء السكان الكثيفة إلى سقوط مئات القتلى وغرق الطرق وخسائر قيمتها هائلة، تضرب فيضانات مدمرة العالم كل عام.
هناك عشرات الفيضانات التي تغزو أنحاء متفرقة في الكرة الأرضية سنويا، ولكن بعضها يترك آثارا أعمق سواء من ناحية الخسائر البشرية أو المادية.
ويساهم العديد من العوامل في حدوث الفيضانات، ولكن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي الناجم عن تغير المناخ يجعل هطول الأمطار الغزيرة أكثر احتمالا.
ونرصد في السطور التالية أبرز الفيضانات التي تسببت في كوارث للبشرية خلال الفترة الأخيرة.
أعنف فيضانات 2021
تعيش بلدان غرب أوروبا أسوأ كارثة طبيعية على الإطلاق هذا العام، حيث ضربت الفيضانات عدة دول مثل ألمانيا وبلجيكا وسويسرا، نتيجة ارتفاع منسوب مياه الأنهار.
وبحسب المفوضية الأوروبية بلغت خسائر تلك الفياضات نحو 5 مليارات يورو.
وبحسب التقارير الرسمية، فإن الفيضانات أودت بأكثر من 170 شخصا وعشرات المفقودين في ألمانيا وبلجيكا.
وقال الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إن تقدير حجم الدمار بالكامل قد يستغرق أسابيع ومن المتوقع أن تتكلف إعادة الإعمار عدة مليارات من اليورو.
وتسببت الفيضانات في بقاء أكثر من 200 ألف منزل دون كهرباء أو طاقة، كما انتشر رجال الإغاثة، والجنود لمساعدة المواطنين ومواصلة أعمال البحث والإغاثة.
فيضانات في الصين
على جانب آخر، ضرب الصين فيضان عنيف الشهر الماضي وامتد حتى شهر يوليو/ تموز الجاري.
وتعتمد الصين على شبكة السدود التي تملكها للحد من السيول، لكن فيضانات قياسية أغرقت آلاف المنازل هذه السنة في أجزاء من وسط البلاد.
وبحسب مقر الإغاثة الصيني من الفيضانات، فإن ولاية جيانجشي تضرر بها 70300 هكتار من المحاصيل وانهيار 156 منزلا، مما أدى إلى خسائر اقتصادية مباشرة بلغت 1.04 مليار يوان (حوالى 160.68 مليون دولار امريكى).
وثمة مخاوف من انهيار سد في مقاطعة خنان إثر تضرره جراء العواصف الأخيرة.
وفي مارس/آذار 2021 شهدت أستراليا أسوأ فيضان منذ ما يزيد على 50 عاما، نتيجة استمرار هطول الأمطار الغزيرة في الساحل الشرقي للبلاد.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي استمرت لأيام في فيضان الأنهار والسدود حول العاصمة سيدني وفي جنوب شرق كوينزلاند.
وقدر مجلس التأمين الأسترالي "ICA" التكلفة الأولية للمطالبات نتيجة الأضرار الناجمة عن الفيدان بمبلغ 483 مليون دولار أسترالي (368 مليون دولار أمريكي) مع تقديم أكثر من 29000 مطالبة.
في نفس الشهر، تعرضت قرى ومناطق عديدة في ولاية النيل الأبيض بالسودان لفيضانات واسعة، ووفق المقدم علي السيد، مدير إدارة الدفاع المدني بالولاية فإن المعلومات الأولية تشير إلى أن منطقة الصحوة شهدت انهيارا كليا لـ30 منزلا وانهيارا جزئيا لـ17 منزلا.
فيضانات ضربت العالم 2020
اجتاح الفلبين أكثر من فيضان خلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، والذي يأتي بعد العواصف مباشرة، وتحديدا في العاصمة مانيلا.
وتسبب الفيضان التالي لإعصار "فامكو" خسائر تقدر بنحو مليار دولار مخلفا خسائر في الأرواح تبلغ 31 شخصا.
كما تسبب الفيضان التالي للإعصار "جوني" في خسائر اقتصادية قدرها مليار دولار أيضا، و103 قتيل، وفق بيانات مؤسسة yale climate connections المتخصصة في المناخ.
فيما شهدت فرنسا وايطاليا في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، فيضانا عنيفا تسبب في مقتل 16 شخصا، وأضرار مالية تقدر بنحو 3.2 مليار دولار.
جاء الفيضان إثر عاصفة قوية تم تسميتها "أليكس" ضربت المناطق الحدودية للدولتين مما تسبب في سيول عارمة اجتاحت الطرق وألحقت أضرارا بالمنازل.
وفي نفس الشهر أعلنت السلطات الهندية عن حدوث كارثة نتيجة الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد وتحديدا بولايتي "حيدر أباد" و"أندرا براديش",
ووفق بيانات مؤسسة yale climate connections فإن الفيضان تسبب في مقتل 152 شخصا، وخسائر اقتصادية تقدر بـ 4 مليارات دولار.
وفي سبتمبر/ أيلول 2020 شهد السودان فيضانات قوية تسببت في تضرر ما يزيد على نصف مليون سوداني يتوزعون على غالبية ولايات البلدان، وتضرر أكثر من 111 ألف منزل و4208 فدان، وفق بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا)، والدفاع المدني السوادني.
قدر خبراء سودانيون الخسائر التي خلفتها السيول والفيضانات العارمة التي اجتاحت بلادهم بين 3 و4 مليارات دولار، ولم تصدر السلطات الحكومية أرقام الخسائر.
وبالانتقال إلى شرق آسيا، تضررت كيوشو جنوبي اليابان الجنوبية في يوليو / تموز 2020 من هطول كميات غير مسبوقة من الأمطار، وذكرت وسائل إعلام يابانية أن الفيضان تسبب في إجلاء أكثر من 92 ألف أسرة من منازلهم.
وتسبب الفيضان في خسائر اقتصادية ضخمة وصلت إلى 8.5 مليار دولار، تبعا لمؤسسة yale climate connections.
بينما واجهت الصين في يونيو/ حزيران حتى الشهر التالي من 2020 هطول أمطار غزيرة تسببت في إجلاء 654 ألف شخص جراء الفيضانات التي أتلفت 583.9 ألف هكتار من المحاصيل في جميع أنحاء مقاطعة جيانغشي شرقي الصين
وبحسب وزارة الموارد المائية الصينية فإن حجم الخسائر الاقتصادية التي خلفتها الفيضانات التي ضربت البلاد في 2020 لا تقل عن 86 مليار يوان (12.9 مليار دولار).
على جانب آخر من الكرة الأرضية، ضرب مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية في فبراير/ شباط 2020 فيضانا قويا تسبب في قطع الطرق وغمر الأحياء بالمياه.
وبحسب موقع "floodfactor" فإن حجم خسائر الولاية في العام وصل إلى 70.8 مليون دولار مقارنة بإجمالي خسائر تبلغ 81.2 مليون دولار أخر 30 عاما.
وقبل ذلك بشهر واحد واجهت العاصمة الإندونيسية جاكرتا فيضانات ضخمة خلفت وراءها خسائر بقيمة 5.2 تريليون روبية إندونيسي (368.64 مليون دولار)، وفق وكالة تخطيط التنمية الوطنية (بابيناس).