صور: أوروبا المنكوبة تحت صدمة الفيضانات.. أسوأ كارثة منذ الحرب العالمية الثانية
تعيش قارة أوروبا المنكوبة تحت صدمة الفيضانات المدمرة، التي أودت بحياة 153 قتيلا بفيضانات أوروبا بينهم 133 في ألمانيا.
ولا زالت فرق الطوارئ تبحث عن مفقودين كثر ما يثير خشية من تفاقم الأضرار البشرية.
وهذه أسوأ كارثة طبيعية في ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتدفع بلجيكا المجاورة أيضًا ثمنا باهظا مع تسجيل ما لا يقل عن 20 وفاة، وفق أحدث تقرير حكومي قلل بشكل طفيف من عدد القتلى الذي أعلنته وسائل الإعلام.
وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو الثلاثاء يوم حداد وطني، وقال "قد تكون هذه الفيضانات هي الأكثر كارثية التي عرفتها بلادنا على الإطلاق".
كما سببت الأمطار الغزيرة أضرارا جسيمة في هولندا ولوكسمبورج وسويسرا.
لكن غرب ألمانيا هو الأكثر تضررا من الفيضانات، إذ سجل لوحده 103 وفيات وفق أحدث حصيلة، الجمعة.
مثل "حالة حرب"
وقال هانز ديتر فرانكلين (65 عاما) في بلدة شولد في راينلاند بالاتينات لوكالة الأنباء الفرنسية: "نعيش هنا منذ أكثر من 20 عاما ولم نشهد أبدا أي شيء من هذا القبيل، يبدو الأمر كما لو كنا في حالة حرب".
وتنتشر مشاهد الخراب في العديد من قرى هذه المنطقة.
ويمكن أن تتفاقم حصيلة الضحايا أكثر "بينما يتم إفراغ الأقبية وضخ المياه، نستمر في العثور على الجثث"، وفق روجر لوينتز وزير داخلية ولاية راينلاند بالاتينات، إحدى المنطقتين الأكثر تضررا مع شمال الراين وستفاليا المجاورة.
ولا يزال العشرات من الأشخاص في عداد المفقودين في هاتين المنطقتين.
وفي إرفشتات قرب كولونيا، انهار جزء من القرية بعد الانزلاق الأرضي الجمعة. وأظهرت صور من منطقة الكارثة حفرة واسعة تتساقط فيها كتل من الأرض والمياه والحطام. وحذرت السلطات من أن عدة أشخاص لقوا مصرعهم هناك.
النقطة المضيئة الوحيدة هي تراجع هطول الأمطار الجمعة وبدء انحسار منسوب المياه.
تم حشد ما يقرب من ألف عسكري للمساعدة في عمليات الإغاثة والتطهير. وينتظر أن تبدأ الإصلاحات، فخطوط الغاز والهاتف غير صالحة للاستعمال في العديد من الأماكن والمئات من الناس صاروا بلا مأوى.
في أهرويلر، انهارت عدة منازل، وتشعر المدينة بأنها ضحية لما يشبه كارثة تسونامي.
وقال أغرون بيريشا في أهرويلر إنه "في الساعة الحادية والنصف مساء، كان هناك القليل من الماء، وفي الساعة الأولى صباحا صار كل شيء تحت الماء شقتنا ومكتبنا ومنازل جيراننا. صار كل شيء تحت الماء في غضون دقائق".
خسائر بمليارات اليورو
أكد المدير العام للجمعية الألمانية للمدن والبلديات جيرد لاندسبيرج أنها "كارثة فريدة من نوعها، بحجم غير مسبوق". وأضاف "بالنظر إلى حجم الأضرار، فإنها تقدر بمليارات اليورو".
وضع هذا الطقس السيئ قضية الاحترار المناخي في محور الحملات الانتخابية التي تجري على قدم وساق في ألمانيا على ضوء الانتخابات التشريعية في 26 أيلول/سبتمبر المقبل، والتي ستغادر المستشارة أنجيلا ميركل السلطة إثرها.
يتنافس جميع المرشحين في إطلاق الوعود قبل شهرين ونصف من موعد الاقتراع. وقد حثّ رئيس الجمهورية فرانك فالتر شتاينماير في بيان الجمعة على مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري "بحزم".
وتعتزم ميركل التي تزور الولايات المتحدة حاليا، التنقل إلى موقع الفيضان قريبا.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة، من دبلن "تؤكد هذه الفيضانات ما يقوله العلم بشأن ظاهرة الاحترار المناخي".
في بلجيكا، لا يزال كثيرون في عداد المفقودين و21 ألف نسمة بلا كهرباء. وانتشر الجيش في أربع مقاطعات من أصل عشرة في البلاد للمشاركة في جهود الإغاثة وعلى وجه الخصوص في عمليات الإجلاء العديدة.
ويمكن أن يتفاقم الوضع في سويسرا أيضا، مع خطر فيضان العديد من البحيرات والأنهار.