بعد إنفاقه 50 مليار دولار على العمل الخيري.. بيل جيتس: "كنت ساذجا"
صاحب أكبر مؤسسة خيرية في العالم تبرع بمليارات الدولارات على مدى 20 عاما، لكنه يرى أن تخليص العالم من مآسيه يحتاج "السياسيين".
"قبل 10 سنوات كنا ساذجين للغاية.. تصورنا أن دورنا هو الاستثمار في التطوير والبحث العلمي لابتكار منتجات جديدة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وغيرهما.. كنا نعتقد أن تلك المنتجات ستجد طريقها بسهولة إلى المحتاجين"، بهذه الجملة لخص الملياردير الأمريكي بيل جيتس مؤسس عملاق البرمجة والحوسبة "مايكروسوفت"، ما بدا أنه تحول في الطريقة التي يسعى من خلالها إلى تخليص العالم من بعض مآسيه.
وجيتس هو صاحب "بيل آند ميليندا جيتس" المؤسسة الخيرية الأكثر تبرعا في العالم، والتي تأسست عام 2000 ووصل حجم تبرعاتها إلى 50 مليار دولار، وقد أبلت المؤسسة بلاءً حسنأ في عدة مجالات على رأسها الاستثمار بكثافة في مجال تطوير اللقاحات للأمراض التي تصيب الأطفال ومحاولة توفيرها بشكل مجاني لغير القادرين، خاصة في قارة إفريقيا غزيرة السكان.
- بيل جيتس ينضم إلى بيزوس في نادي الـ100 مليار دولار
- بيل جيتس.. رحلة الصدفة والصداقة نحو الـ96 مليار دولار
بالتفكير في الدروس المستفادة من العمل الخيري في الأعوام الـعشرين، يرى جيتس صاحب الـ63 عامًا أن هناك حاجة أكبر إلى البيانات والأنظمة ومحاسبة المسؤولين وتحفيز السياسيين وصناع القرار لمعالجة مشاكل العالم الكبرى، وفقا لصحيفة فاينانشيال تايمز.
ويوضح: "كان علينا التركيز بشكل أكبر على الإدارة والسياسة والنظم الصحية لضمان وصول منتجاتنا الجديدة إلى أكبر عدد من المحتاجين.. وهذا ما تبنيناه في مساعي القضاء على مرض شلل الأطفال في الدول التي لا تزال تعاني منه وعلى رأسها نيجيريا".
وتابع: "ركزنا على أنظمة تسليم اللقاحات وسلسلة توريدها فضلا عن الإحصائيات، أصبح لدينا قاعدة بيانات تتضمن أحدث المستجدات، وحرصنا على عقد عدة لقاءات عبر الفيديو سنويا مع حكام الولايات النيجيرية، لقد جعلنا من البلاد حقلا غنيا بالمعلومات في هذا المجال".
في الخريف الماضي، كشف جيتس النقاب عن تقرير يلخص في بعض الرسوم البيانية التقدم المحرز نحو تحقيق بعض أهم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للحد من اعتلال الصحة والفقر وعدم كفاية التعليم، وهي بالطبع ليست جميعها مرتبطة بأنشطة مؤسسته، لكن جيتس يرى أن عرض بيانات بالتقدم المحرز أمر ضروري وستساعده في حشد القادة السياسيين والمحسنين من جميع أنحاء العالم لتحقيق المزيد من التقدم".
وأوضح: "نريد أن نلتقي كل عام، ونحدد بعض الأهداف، ونتحدث عن المناطق التي تواجه بعض القصور والمناطق الأخرى التي تحقق أداء جيدا، ثم نتشاور حول توجيه استثماراتنا بشكل صحيح".
أما فيما يتعلق بمساعيه مع السياسيين وصناع القرار، يحاول جيتس تسليط الضوء على ما تحقق في وجودهم من نجاحات لتحفيزهم على تحقيق المزيد.
"ليس من السهل على السياسيين إعطاء أولويات الاستثمار لمجالات لا يكون العائد فيها سريعا.. نادراً ما يفوز أحدهم بالانتخابات لأنه مثلا أحدث تطورا في أنظمة التطعيم، على الرغم من أن نظام التطعيم القوي يؤدي إلى مجتمع صحي ومنتج"، أضاف جيتس.
وقال مؤسس "مايكروسوفت"، إن العالم شهد تقدماً مذهلاً في كفاحه ضد الفقر على مدار الأعوام الثلاثين الماضية، كما أن هناك حقيقة مفادها أن العالم خفض عدد وفيات الأطفال إلى النصف خلال 20 عامًا فقط، "من المهم تسليط الضوء على التقدم.. الناس يحفزهم النجاح".