لا تخف من كورونا.. نصائح الملياردير هاورد ماكس للاستثمار في البورصة
التريث عند الشراء من الأسواق المنهارة هو صلب بناء الخطة الدفاعية ضد أي مفاجآت.
عادةً يعيد التاريخ نفسه كلما تشابهت الأحداث، وهو ما يعيه جيدا المستثمرون الكبار الذين يدخرون السيولة وقت الأزمات حتى يتمكنوا من انتقاء أسهم الشركات المنهارة، والتي تنطوي على مكاسب واعدة.
فرص واعدة
فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" الذي تفشى في العالم وأفقد كثيرا من الشركات 25-50% من قيمتها يطرح الآن فرصا واعدة لتكوين الثروات، ولكنها محفوفة أيضا بالمخاطر.
وهو الأمر الذي تم إلقاء عليه الضوء من قبل الملياردير هاورد ماركس ومحللي شركته الذين يقدرون بالمئات ومديري الاستثمار الذين يعملون على تسجيل قائمة التسوق في سوق الأسهم المنهارة، ولكنه نصح زملاءه باتباع أسلوب دفاعي والتريث عند الشراء من الأسواق المنهارة.
وبحسب مجلة فوربس، قال ماركس في خطابه للعملاء: "إنه نتيجة تفشي الوباء وأجواء عدم اليقين الناتجة عن آثاره، لا بد أن يتوخى المستثمرون كل الحذر عند الاستثمار في هذه الفترة".
كما أوضح ماركس وفي اجتماعٍ عُقد الأسبوع الماضي أن أفضل الاحتمالات التي يتوقعها المستثمرون، وهو أن ينجح النظام الصحي في احتواء انتشار الفيروس ومعالجة المرضى، ومن ثم يعود الاقتصاد كسابق عهده.
وأشار إلى أن أسعار الأسهم كانت عادلة يوم الجمعة بالنسبة إلى أكثر المتفائلين، لكنها لم تؤكد لنا أنها ستتوقف عن الهبوط.
وفي ضوء ذلك يتوقع ماركس أن تواصل الأسهم هبوطها، منوها بأننا قد لا نشعر أن هناك إمكانيةً لبناء خطةٍ دفاعية تحسبا لأي تطوراتٍ سلبية، لكن الأهم هو أن تكونوا مستعدين للاستجابة واستغلال هبوط الأسهم".
أشدة وطأة من الأزمة المالية العالمية
ويستعيد ماركس ذكريات الأزمة المالية العالمية في 2008 حيث كان يخشى خروج الأزمة عن السيطرة ونحن نراقب تدابير الاحتواء في اقتصادٍ يعاني من عدة إفلاسات داخل مجال الشركات المالية، لكن لم تتغير الحياة عما كانت، وبالطبع لم يكن هناك خطر على حياتنا.
غير أنه يرى أن التداعيات السلبية لفيروس كورونا أكثر خطورة، نتيجة الانعزال الاجتماعي والمرض والوفاة والانكماشات الاقتصادية والاعتماد شبه الكامل على الحكومات، وعدم معرفة الأثر بعيد المدى علينا جميعا، ولكن الأهم هو أن نعرف ما هو موعد نهاية هذه الأزمة وماذا سيترتب عليها.
الاحتواء والدعم المالي أولا
وطرح كثير من كبار المستثمرين والمحللين آراء مشابهة لذلك، فخلال لقاءاتهما الأخيرة على شبكة (CNBC)، أوضح أسطورتا صناديق التحوط: بول تودور جونز وديفيد تيبر أنهما بحاجةٍ إلى الاحتواء والدعم المالي حتى يتمكنا من الخوض مرةً أخرى في السوق.
وتمكن تودر جونز من حماية شركته من فيروس كورونا لأنه كان يراقب معدل انتشاره في الصين خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين؛ لذا من المرجح أن يتمكن نفس المنظور التحليلي من معرفة متى تبدأ مرحلة التعافي. ويراقب تيبر عن كثب تأثير أساليب الدعم الحكومية المتنوعة على الشركات والأسواق المالية.
في حين أخبر الملياردير ستيفن كوهين مؤسس شركة صناديق التحوط (Point72 Asset Management) موظفيه أنه يتبع أسلوب الانتظار والمراقبة في شراء أسهم الأسواق المنهارة، وفقًا لتقارير رويترز يوم الثلاثاء الماضي.
وقال في مذكرةٍ له يوم الجمعة الماضي: "لا تعود الأسواق كما كانت سريعًا، الزلازل لا تختفي مرةً واحدة، لا بد أن نحافظ على انضباطنا. نرى العديد من الفرص لجني عوائد، لكن لا أريد أن نخوض مخاطر لا نعرف حجمها".
وفي اجتماع بحثي يوم الثلاثاء الماضي، شارك الرئيس التنفيذي لـ(DoubleLine Capital) جيفرير غندلاتش تحليلًا يشير إلى أن الأسواق قد تعوض الخسائر التي تعرضت لها في مارس/آذار الماضي.
لا زال جميع المستثمرين يحاولون التعامل مع آثار الوباء. هل سترتفع البطالة بنسبة 10% أم 20%؟ هل سيتقلص الناتج المحلي الإجمالي بنفس النسبة؟ كل هذه الأسئلة غير مسبوقة.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز