لماذا تخلى الملياردير "راي داليو" عن أكبر صندوق تحوط بالعالم؟
لم يعد الملياردير الأمريكي راي داليو متحكمًا في أكبر صندوق تحوط في العالم "بريدج ووتر أسوشيتس"، بعد 12 عامًا من إدارته.
وكان "داليو" قد قرر في 30 سبتمبر/أيلول 2022، نقل جميع حقوق التصويت الخاصة به إلى مجلس الإدارة واستقال من منصبه كواحد من كبار مسؤولي الاستثمار الثلاثة في صندوق "بريدج ووتر"؛ وفق ما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء.
تغيير كبير بأكبر صندوق تحوط في العالم
وفي مقابلة مع بلومبرج، قال الرئيس التنفيذي المشارك "نير بار ديا": "لم يعد راي داليو يمتلك الكلمة الفصل في إدارة الصندوق، هذا تغيير كبير".
وكان "داليو" قد بدأ في عام 2010 خطة انتقالية للتخارج من إدارة الصندوق، لكنه عاني من أجل البحث عن أشخاص لخلافته في إدارة أكبر صندوق تحوط في العالم.
وبحسب مجلة "فورتشن"، تخلى مؤسس "بريدج ووتر" عن السيطرة على المؤسسة التي أسسها، وأصبحت أكبر صندوق تحوط في العالم، وعهد بمستقبله وأصوله البالغة 150 مليار دولار إلى جيل أصغر من القادة بأفكارهم الخاصة حول الاستثمار.
وقال داليو، الذي يبلغ من العمر 73 عامًا، وسيحتفظ بمقعده في مجلس الإدارة بلقب جديد "المؤسس والموجه الرئيسي للمعلومات"، إنه "بمجرد أن نكون مستعدين، بدأنا.. لم أرغب في الصمود حتى وفاتي".
داليو أشار إلى التوقيت الحالي لمغادرة إدارة الصندوق مناسب، فبعدما أخطأ "بريدج ووتر" في قراءة الأسواق خلال الأشهر الأولى لوباء "كوفيد-19" في 2020؛ إلا أنه قدم أرقامًا استثنائية في 2022 تعد من بين الأفضل، حيث تقدمت إستراتيجية صندوق التحوط الرائدة "Pure Alpha" بنسبة 34.6% في هذا العام حتى 30 سبتمبر/أيلول الماضي.
وكان صندوق التحوط الرئيسي لشركة "بريدج ووتر" قد حقّق في أول 6 أشهر فقط من 2022 عائد بنسبة 32%؛ حيث استفاد من تقلبات السوق المتزايدة.
من هو راي داليو؟
راي داليو هو رجل أعمال أمريكي أسس شركة “بريدج ووتر أسوسيايتس” (Bridgewater Associates) في منتصف عقده الثاني، والتي أصبحت أكبر شركة لصناديق التحوط في العالم.
في عام 2012، ظهر داليو ضمن قائمة مجلة تايم 100 لأكثر 100 شخصية نفوذًا في العالم. وفي عامي 2011 و 2012 ظهر الملياردير الأمريكي في مجلة سوق بلومبرج كواحد من أكثر 50 شخصًا نفوذًا في العالم كما وضعته مجلة ألفا في المركز الثاني في قائمة أغنياء 2012. وفي أكتوبر 2014، صنفته مجلة فوربس بين أغنى 30 أمريكيًا، وفي المركز التاسع والستين في العالم بصافي ثروة تصل إلى 15.2 مليار دولار. واليوم الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022، وبحسب فوربس؛ يأتي راي داليو في المرتبة 76 بين أثرياء العالم بصافي ثروة يقدر بـ19.1 مليار دولار.
كان داليو تاجر سلع ووسيطًا سابقًا عندما أسس صندوق التحوط "بريدج ووتر" من شقته المكونة من غرفتي نوم في مدينة نيويورك في عام 1975. وبفضل الأداء المتميز في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، جمع الصندوق عشرات المليارات من الدولارات من الأصول.
تبنأ بالأزمة المالية العالمية.. واستبق مواجهة الأزمة الحالية
كان داليو أو من تنبأ في 2008 بالأزمة المالية العالمية ثم توقع سنوات من الضغوط على الاقتصاد العالمي بسبب جائحة "كوفيد-19".
ورغم تأكيد "داليو" على أن توقعاته ليست حقائق، لكنه ذكر في نهاية 2021 أن الكوارث المستقبلية حتمية، وذلك وفقًا للأنماط التاريخية على مدار 500 عام مضى، وأضاف: "إذا لم يضر الصراع القادم بين الولايات المتحدة والصين بالاقتصاد، فسوف يحدث شيء آخر".
وقدم "داليو" في ديسمبر الماضي نصيحتين للاستعداد للمخاطر المحتملة "الحالية"، الأولى، تقييم المخاطر المالية، مشيرًا إلى أن لديه مبدأً بسيطاً للتعامل مع الأحداث المستقبلية وهو: "إذا كنت قلقًا، فلا داعي للقلق، وإذا كنت لا تقلق، فعليك أن تقلق".
وأوضح أن القلق يدفع إلى إلقاء نظرة فاحصة على المخاطر الشخصية ويشجع على اتخاذ إجراءات بشأنها، مشيرًا إلى المسكن كمثال على هذه المخاطر.
وفي المقابل، نصح "داليو" بتنويع المحفظة الاستثمارية، ويرى أن الخطوة الأولى نحو ذلك تتمثل في تقييم الخطة الاستراتيجية الحالية، ومعرفة عدد الأسابيع التي يمكن خلالها تحقيق الاستقرار المالي في حالة فقد الوظيفة.
واليوم، وفي تصريحات له الثلاثاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2022؛ قال المستثمر الأمريكي "راي داليو" إنه لم يعد يعتقد أن السيولة النقدية بلا قيمة، مشيرًا إلى أن معدلات الفائدة قصيرة الآجل تقترب من المستوى الصحيح الآن.