موجات الحر تضع «الأمن البيولوجي» على قائمة أولويات المملكة المتحدة!

تصدر الأمن البيولوجي قائمة أولويات المملكة المتحدة في الوقت الذي تشتد فيه موجات الحر، وما يرتبط بها من تداعيات على قطاعات عديدة.
ووفقًا لـ"معاهد الصحة الوطنية" (NIH)؛ فإن أكثر من 60% من مسببات الأمراض البشرية حيوانية المنشأ، وهذا يعني أنها تنتقل من الحيوانات الفقارية إلى البشر أو العكس؛ خاصة وأنّ البشر على اتصال بالحيوانات بطريقة ما أو بأخرى، ولمسببات الأمراض تلك العديد من الصور، منها البكتيريا، الفطريات، الفيروسات، الأوليات، والطفيليات، ما يسلط الضوء على أهمية إيلاء اهتمام لتلك الأمراض وتتبعها جيدًا؛ حفاظًا على صحة الإنسان وأمنه.
وفي هذا الصدد، قررت المملكة المتحدة الاستثمار في تعزيز قدرتها على منع أي جائحة مستقبلية بقيمة مليار جنيه استرليني في المركز الوطني الجديد للأمن البيولوجي، وهو عبارة عن مجمع علمي متطور في مقاطعة سري.
استراتيجية
تأتي هذه الخطة كاستراتيجية وطنية للمملكة المتحدة لضمان المصالح البريطانية، وفي نفس الوقت، تُدر فوائد أخرى تتمثل في خلق فرص عمل وأجور ونمو اقتصادي كجزء من خطة الحكومة للتغيير.
أضف إلى ذلك أنها استراتيجية مربحة؛ إذ تُوقف زمام الأمراض الحيوانية المنتشرة، والتي تُشكل خطرًا على الصحة العامة والأمن الغذائي والاقتصاد بصورة عامة في المملكة المتحدة؛ فالأمراض المعدية يمكنها أن تؤثر بصورة سلبية على المزارعين، وينتقل هذا التأثير إلى الإنتاجية الزراعية الإجمالية، وقد تقود في النهاية إلى تدمير المجتمعات الريفية وتعطيل سلاسل التوريد الرئيسية، كما تتأثر الماشية واللحوم ومنتجات الألبان والمنتجات الحيوانية الأخرى والتي تبلغ قيمة صادراتها نحو 16 مليار جنيه إسترليني سنويًا. وهذا يعني أنّ انتشار الأمراض قد يتسبب في دمار الاقتصاد البريطاني.
إدراة أفضل لتفشي الأمراض
ويعني المركز الوطني للأمن البيولوجي بتعزيز قدرات المملكة المتحدة للكشف المبكر عن الأمراض الحيوانية ذات مستوى الخطورة المرتفع وتتبعها ومكافحتها، مثل: مرض الحمى القلاعية، حمى الخنازير الأفريقية، إنفلونزا الطيور، وغيرهم، ما يوفر حماية أفضل من الأمراض ويعزز الأمن الغذائي والصحة العامة. كما يساعد الدولة في الاستعداد للأوبئة أو الجوائح المستقبلية.
في ظل الحرارة المرتفعة
تتسارع التغيرات المناخية خلال هذه الحقبة الزمنية نحو الاحترار العالمي؛ لذلك ليس من الغريب أن ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية لم نشهدها من قبل، حتى سجل العام الماضي -2024- نحو 1.55 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الصناعة، وهذا يهدد تحقيق أهداف اتفاق باريس. لكن، تُصاحب تلك الحرارة المرتفعة أيضًا العديد من المخاطر. نذكر منها انتشار الأمراض التي تجد الحرارة المرتفعة بيئة مثالية للنمو والانتشار، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ المملكة المتحدة تعاني من موجات الحر المصاحبة للاحتباس الحراري؛ حتى إنّ لديها أعداد كبيرة من الوفيات مرتبطة بالحرارة المرتفعة.
ويرى الخبراء أنّ توفير هذا القدر من التمويل من شأنه أن يلعب دورًا حاسمًا في معالجة كافة التهديدات البيولوجية التي تواجهها المملكة المتحدة، وهي خطوة إيجابية للحفاظ على الاقتصاد والصحة العامة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjAzIA== جزيرة ام اند امز