بعد أزمة إنفلونزا الطيور .. أوروبا ترفع الحظر عن الدواجن البرازيلية

أعلنت وزارة الزراعة البرازيلية أن الاتحاد الأوروبي سيعيد فتح أسواقه أمام واردات لحوم الدواجن القادمة من البرازيل.
يأتي ذلك، بعد أشهر من الحظر الذي فرض في مايو/أيار الماضي عقب تفشي إنفلونزا الطيور في ولاية ريو غراندي دو سول جنوب البلاد.
وقالت الوزارة في بيانها إن الاستئناف سيكون على مراحل، حيث سيسمح لمعظم مناطق البرازيل،باستثناء ريو غراندي دو سول، باستئناف الشحنات بدءًا من يوم الثلاثاء. أما الجزء الأكبر من الولاية المنكوبة فسيُسمح له بالعودة للتصدير اعتبارا من 2 أكتوبر/تشرين الأول.
ويُعتبر هذا القرار بمثابة دفعة قوية لقطاع الدواجن البرازيلي، الذي يُعد من الأكبر عالميًا، بعد أن تكبد خسائر كبيرة جراء القيود التي فرضتها عدة دول للحد من انتشار الفيروس.
الصين تتحرك ببطء
بالتوازي مع الخطوة الأوروبية، بدأت السلطات الصينية، التي تمثل أكبر سوق عالمي للدواجن ، إجراء تدقيق شامل على أنظمة الرقابة الصحية في البرازيل، وهو ما وصفته الحكومة بأنه خطوة أساسية تمهّد لاحتمال رفع الحظر الصيني قريبا.
وتبقى الصين المستورد الكبير الوحيد الذي لم يرفع قيوده بعد، ما يجعل قرارها المرتقب حاسما لمستقبل صادرات الدواجن البرازيلية.
يُذكر أن إنفلونزا الطيور عالية الضراوة (H5N1) تعد من أخطر الأمراض الحيوانية، إذ تسببت في خسائر بمليارات الدولارات لصناعة الدواجن عالميا خلال السنوات الأخيرة. كما أنها أثارت مخاوف صحية نظرا لإمكانية انتقال بعض سلالاتها إلى البشر، وإن كان ذلك نادر الحدوث.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد شددت مرارا على ضرورة مراقبة التفشي في مزارع الطيور باعتباره تهديدا اقتصاديًا لقطاع الغذاء، وصحيا لإمكانية حدوث طفرات في الفيروس قد تسهل انتقاله بين البشر.
أهمية الدواجن البرازيلية عالميا
وتعد البرازيل أكبر مصدر للدواجن في العالم، إذ تصدّر منتجاتها إلى أكثر من 150 دولة. ويُعتبر الاتحاد الأوروبي والصين من أبرز أسواقها، ما يفسر الضغط السياسي والاقتصادي الذي مارسته الحكومة البرازيلية لتسريع رفع القيود.
ويرى محللون أن الخطوة الأوروبية ستعيد بعض التوازن إلى السوق، لكنها غير كافية لتعويض خسائر الشركات البرازيلية ما لم تتبعها إشارة إيجابية من بكين.
نظرة مستقبلية
ومع رفع الحظر الأوروبي واقتراب الحسم في الصين، تبدو البرازيل على أعتاب استعادة موقعها القوي في تجارة الدواجن العالمية. غير أن استمرار تهديد إنفلونزا الطيور يطرح سؤالًا أكبر، وهو : كيف يمكن للقطاع الزراعي العالمي أن يوازن بين ضمان الأمن الغذائي والحماية من الأمراض العابرة للحدود؟
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTEg جزيرة ام اند امز