دراسة ليبية تؤكد توطن إنفلونزا الطيور في مزارع طرابلس
أظهرت دراسة حديثة للمركز الليبي لبحوث التقنيات الحيوية توطن فيروس إنفلونزا الطيور (H9N2) في مزارع دجاج جنوب طرابلس، ما أثار نقاشًا رسميًا حول إجراءات النشر والرقابة.
كشفت دراسة أعدها المركز الليبي لبحوث التقنيات الحيوية بالتعاون مع كلية الطب البيطري بجامعة طرابلس، عن توطن فيروس إنفلونزا الطيور من النمط الفرعي (H9N2) في مزارع دجاج التسمين الواقعة جنوب غرب العاصمة طرابلس، محذّرة من أن هذه النتائج تمثل تحديًا جديدًا أمام قطاع الدواجن الليبي.
وأوضحت الدراسة، التي استندت إلى تحليل 342 عينة دم مأخوذة من 6 قطعان غير محصنة، أن نتائج التحاليل أظهرت انتشار الأجسام المضادة للفيروس بين الدواجن، ما يؤكد وجود العدوى فعليًا داخل المزارع المحلية. ودعت نتائج البحث إلى تعزيز برامج التحصين البيطري والمراقبة المستمرة للحد من المخاطر الصحية والاقتصادية المرتبطة بالمرض.
المراقبة الميدانية وعوامل انتشار الفيروس
وبيّنت الدراسة أن الاستجابة المناعية للفيروس ترتبط بتقدّم عمر الطيور، مشيرة إلى أن استمرار المراقبة الميدانية المنتظمة يمثل عنصرًا أساسيًا لتوجيه خطط المكافحة وتحسين فعالية اللقاحات. كما شددت على أهمية استخدام البيانات العلمية الدقيقة لفهم حركة انتشار العدوى داخل ليبيا وتحديد أنماطها الموسمية.
تصريحات رسمية حول التحصين والوقاية
وفي تعليق رسمي، قال عبدالرحمن جبيل، مدير المركز الوطني للصحة الحيوانية، في تصريحات خاصة لمصادر إعلام ليبية، إن فيروس إنفلونزا الطيور موجود في ليبيا منذ عام 2005، مشيرًا إلى أن الدولة تطبّق سياسة التحصين الوقائي لمواجهته عبر حملات ميدانية متكررة.
وأوضح جبيل أن الدراسة المنشورة من مركز بحوث التقنيات الحيوية تُعد بحثًا أكاديميًا داخليًا، وأن نشرها تم خارج الإطار القانوني المعتمد، مؤكدًا أن الإعلان عن تفشي الأمراض الحيوانية من صلاحيات مركز الصحة الحيوانية ووزارة الزراعة فقط.
جدل حول النشر الأكاديمي والرقابة الرسمية
وأضاف مدير المركز الوطني أن الأبحاث الخاصة بالأوبئة يجب أن تُحال رسميًا إلى الجهات المختصة قبل النشر، لافتًا إلى أن مرض إنفلونزا الطيور يُعد من الأمراض الحساسة التي تستوجب تراخيص رسمية مسبقة قبل الإعلان عن نتائجها، لتفادي أي بلبلة قد تمس الأمن الحيوي أو تؤثر على الثروة الحيوانية في البلاد.
دعوات لتفعيل منظومة الرقابة البيطرية
وتأتي هذه التطورات لتؤكد الحاجة إلى تعزيز منظومة الرقابة البيطرية والبحث العلمي المنظَّم في ليبيا، بما يضمن التعامل العلمي والعملي مع الأمراض الحيوانية وفق المعايير الدولية، ويحدّ من أي تأثيرات سلبية محتملة على قطاع الثروة الحيوانية والصحة العامة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTU4IA==
جزيرة ام اند امز