عيد ميلاد عاهل الأردن.. رسائل ملكية وتهاني من الملكة والشعب

يحتفل الأردنيون، السبت، بعيد ميلاد الملك عبدالله الثاني ونجله هاشم بمشاعر ملؤها الحب والامتنان والتقدير لقائد مسيرة التنمية بالمملكة.
ويحمل عيد ميلاد ملك البلاد هذا العام أهمية خاصة، كونه يتزامن مع احتفال الأردنيين هذا العام بمئوية الدولة التي تأسست عام 1921.
وحرص الأردنيون على استغلال تلك المناسبة لتجديد الولاء لملك البلاد والتعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز بالإنجازات التنموية التي تحققت في عهده، مؤكدين ثقتهم وإيمانهم بقيادتهم وتطلعهم لتحقيق المزيد من الإنجازات تحت قيادة الملك عبدالله الثاني.
يأتي هذا فيما وجه الملك الأردني عدة رسائل هامة لشعبه في هذا اليوم، شدد خلالها على السعي المستمر لمواصلة مسيرة التنمية الشاملة، وأعرب عن فخره بانتمائه لهذا "الشعب العظيم الذي لا يعرف المستحيل، ودعا الأردنيين لإعادة إحياء الروح التي بني بها وعليها الأردن قبل 100 عام.
رسائل من الملك
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، بثتها اليوم، حول رسالته للأردنيين في مستهل عام 2021، بعد عام استثنائي كان عنوانه مواجهة وباء "كورونا"، قال العاهل الأردني: "رسالتنا الثابتة هي أن صحة مواطنينا وسلامتهم ومصالحهم أولويتنا".
وأردف: "نمر، كغيرنا من الدول، في ظروف صعبة واستثنائية، بسبب جائحة "كورونا"، ومنذ ظهور الوباء، تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أبنائنا وبناتنا، لكن هذه الإجراءات أثرت على اقتصادنا وسبل معيشة مواطنينا، لذا تم اتخاذ ما يلزم من القرارات الحكومية لتخفيف أثرها على مختلف القطاعات وحماية الشرائح المجتمعية الأكثر تضررا، ووجهت الحكومة إلى الموازنة في قراراتها بين الحفاظ على الصحة العامة وحماية الاقتصاد الوطني، والسعي لتحويل التحديات إلى فرص".
وشدد على أنه "كان وما زال همنا الأول والأكبر، هو الحفاظ على أرزاق الناس، ومصادر دخلهم، وأن نحمي الطبقة الوسطى من التراجع، لأنها العماد الحقيقي للاقتصاد".
وبين أنه "وجه الحكومة إلى وضع برنامج لتحقيق إنجازات عملية وملموسة لتطوير وتحسين فاعلية جهازنا الإداري".
وأردف: "نريد تقديم أفضل خدمة ممكنة لمواطنينا، وعلى كل مؤسساتنا أن تبدأ اليوم قبل الغد".
وفي تعليقه على ذكرى مئوية الدولة الأردنية، قال الملك عبدالله الثاني: "نحن اليوم بحاجة لإعادة إحياء الروح التي بني بها وعليها الأردن قبل 100 عام، لذلك أدعو الأردنيين اليوم، وهم يمضون نحو المئوية الثانية، أن يتذكروا دائما ما يجمعنا كشعب بنى أقوى المؤسسات."
وأعرب عن فخره بانتمائه لهذا "الشعب العظيم الذي لا يعرف المستحيل، وما أتمنى أن أراه في المئوية الثانية للدولة الأردنية، هو أن نحتفي بدولة تكبر بأبنائها وبناتها وتكبر أكثر بمنجزاتها".
وشدد على السعي المستمر لمواصلة مسيرة التنمية السياسية وقال في هذا الصدد " إيماننا بضرورة التطوير المستمر لتعزيز المشاركة السياسية وزيادة مشاركة الأحزاب والشباب في البرلمان، لا بد من النظر بالقوانين الناظمة للحياة السياسية، كقانون الانتخاب وقانون الأحزاب وقانون الإدارة المحلية، فهدفنا منذ سنوات طويلة هو الوصول إلى حياة حزبية برامجية راسخة، تمثل فكر الأردنيين وانتماءاتهم، وتحمل همومهم وقضاياهم الوطنية الجامعة، وتعمل من أجل تحقيق تطلعاتهم عبر إيصال صوتها وممثليها إلى قبة البرلمان"
الملكة تهنئ والشعب يجدد الولاء
وتداول الأردنيون تصريحات الملك على نطاق واسع، وهم يعبرون عن التهاني له بتلك المناسبة.
وكان في في مقدمة المهنئين قرينته، الملك رانيا العبدالله، التي غردت مهنئة زوجها ونجلها بنشر صور لهما، وقالت "ما كنت أتخيل أن بإمكاني أن أحبكما أكثر، ثم أجد حبي لكما يزداد كل يوم. كل سنة وسيدنا وهاشم بخير".
بدوره غردت هناء الغانم قائلة: "يصادف اليوم عيد ميلاد جلالة الملك والأمير هاشم.. العمر كله لأبو حسين الغالي".
الإعلامية الأردنية رولا سماعين نشرت مقتطفات من كلمات سابقة للملك عبدالله الثاني قال فيها: "أؤمن بشعبي، إن الأردنيين الذين بنوا إنجازات الماضي لقادرون على العمل لبناء مستقبل أفضل وهو ما سيقومون به... مستقبل يقوم على القدرات الحقيقية والفرص الاقتصادية."
ونشرت صورة مهنئة كتب عليها "كل عام وانت بخير يا سيد البلاد"
بدوره هنأ جبرين المشاعلة، ملك البلاد قائلا: "كل عام وقائد البلاد عميد الاسرة الهاشمية بألف خير وادام الله عليه وافر الصحة والعافية ملك تربع على عرش النفوس والأفئدة".
وأردف: "كل عام وأنتم بألف خير.. ومن الأغوار الجنوبية.. كل الولاء والتقدير لسيدنا الله يحفظه ويطول بعمره".
مولده وتعليمه
ويصادف اليوم السبت، العيد التاسع والخمسون لميلاد عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني؛ الذي ولد في عمان، 30 يناير/كانون الثاني 1962، وهو الابن الأكبر للملك الحسين بن طلال والأميرة منى الحسين.
بدأ تعليمه الابتدائي في الكلية العلمية الإسلامية في عمان عام 1966م، لينتقل بعدها إلى مدرسة سانت إدموند في ساري بإنجلترا، ومن ثم إلى مدرسة إيجلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أكمل دراسته الثانوية.
والتحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة عام 1980، وتخرج برتبة ملازم ثان عام 1981، ثم التحق عام 1982 بجامعة أوكسفورد في مجال الدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط.
وفي العام 1985، التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية.
حصل الملك عبدالله الثاني على درجة الماجستير في السياسة الدولية من جامعة جورج تاون عام 1989، بعد أن أتمّ برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية، ضمن برنامج الماجستير في شؤون الخدمة الخارجية.
هذه النوعية المتميزة من التعليم التي حظي بها الملك عبدالله الثاني، شكلت لديه الدافع القوي لتمكين أبناء وبنات شعبه من الحصول على تعليم متقدم وحديث، وقد عبر عن هذا بقوله: "طموحي هو أن يحظى كل أردني بأفضل نوعية من التعليم، فالإنسان الأردني ميزته الإبداع، وطريق الإبداع تبدأ بالتعليم.
الالتحاق بالقوات المسلحة
التحق الملك عبدالله الثاني بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وبدأ قائدا لسرية في كتيبة الدبابات الملكية /17 في العام 1989، ثم قاد عام 1992 كتيبة المدرعات الملكية الثانية، وفي عام 1993 أصبح برتبة عقيد في قيادة اللواء المدرع الأربعين، ومن ثم مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الأردنية، ثم قائداً لها عام 1994 برتبة عميد، وأعاد تنظيم القوات الخاصة عام 1996 لتكون قيادة العمليات الخاصة، ورُقّي إلى رتبة لواء عام 1998.
كما تولى مهام نائب الملك عدة مرات أثناء سفر والده الراحل الملك الحسين، إلى خارج المملكة، وفي 24 كانون الثاني 1999، تم تعيينه آنذاك ولياً للعهد، وكان قد تولى ولاية العهد بموجب إرادة ملكية صدرت وفقاً للمادة 28 من الدستور يوم ولادته في 30 كانون الثاني 1962 ولغاية الأول من إبريل نيسان 1965.
واقترن الملك عبدالله الثاني بالملكة رانيا العبدالله 10 يونيو/ حزيران 1993، ورزقا بنجلين هما الأمير الحسين الذي صدرت الإرادة الملكية السامية باختياره ولياً للعهد 2 يوليو/ تموز 2009، والأمير هاشم الذي ولد في 30 كانون الثاني/يناير 2005م ويحتفل الأردنيون بعيد مولده مع والده، كما رزقا بابنتين هما الأميرة إيمان والأميرة سلمى.
تولي مقاليد الحكم
وتسلم الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، ملكاً للمملكة الأردنية 7 فبراير/ شباط 1999م، ليعلن بقسمه أمام مجلس الأمة العهد الرابع للمملكة، التي كان تأسيسها قبل مئة عام على يد الملك عبدالله الأول ابن الحسين بن علي، ثم صاغ دستورها جده الملك طلال، وبنى المملكة ووطّد أركانها والده الملك الحسين.
بدأ منذ اليوم الأول لتسلم سلطاته الدستورية، مرحلة جديدة في إدارة الدولة، وقيادة مسيرة التنمية الشاملة، التي تتطلب اتخاذ خطوات كبيرة وعديدة، من أجل التحديث والتطوير والتغيير.
وهو نهج يواصل القيام به حتى اليوم، وفي خطابه الذي افتتح به الدورة غير العادية لمجلس الأمة التاسع عشر في ديسمبر الماضي، حدد خارطة الطريق للمرحلة المقبلة، وأسس التعامل مع أزمة جائحة كورونا، بشكل يسمح بتحويلها الى فرص، خاصة في مجالات الصناعات الغذائية والدوائية والمعدات الطبية والزراعة.
وفي إطار النهج التواصلي، يحرص الملك على زيارة العديد من مناطق المملكة، ولقاء المواطنين فيها، فيما يشهد الديوان الملكي الهاشمي، بيت الأردنيين جميعاً، لقاءات عديدة مع ممثلي الفاعليات الشعبية والرسمية من مختلف المحافظات والقطاعات.
وقد انضم الملك عبدالله إلى موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في مارس/آذار 2017، ويحظى بمتابعة 1.8 مليون متابِعًا.
ولأن ثروة الأردن الحقيقية بأبنائه، يقع الشباب الأردني في صُلب اهتمامات الملك، وتتمتع العلاقة بين الملك والشباب، بطابع خاص، وبصمة حقيقية، جعلت من غالبية الشباب تتخذ من الملك عبدالله الثاني في حكمته ونشاطه، قدوة لهم في التصميم على الإنجاز والعمل على جميع الأصعدة.
وعلى صعيد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، يولي الملك، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجيش العربي والأجهزة الأمنية، جل اهتمامه، ويحرص على أن تكون هذه المؤسسات في الطليعة إعداداً وتدريباً وتأهيلاً، لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه.
واليوم، يؤكد الأردن بحكمة قيادته ووعي شعبه الوفي، أنه يسير على درب واضح نحو المستقبل الأفضل، رغم ما يحيط به من تحديات.
على الصعيد الخارجي، كرّس الملك جهوده الدؤوبة مع الدول الفاعلة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.
وعربياً، يحرص الملك عبدالله الثاني على التنسيق والتشاور المستمر مع أشقائه من القادة العرب لتعزيز العمل العربي المشترك، على المستويات كافة.
كما يحظى الأردن، بقيادة الملك عبدالله الثاني، بمكانة متميزة دوليا، نتيجة السياسات المعتدلة والرؤية الواقعية للملك إزاء القضايا الإقليمية والدولية، إلى جانب جهوده لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
الإمارات والأردن
وتعد العلاقات بين الإمارات والأردن علاقات أخوية تاريخية مميزة، وهو ما يظهر جليا في الزيارات المتبادلة والمباحثات المستمرة بين قيادات البلدين .
وكان عاهل الأردن قد أجري زيارة لأبوظبي قبل أيام في ثاني زيارة خلال 3 شهور.
وبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني - خلال اللقاء الذي عقد 16 يناير/كانون الثاني الجاري بينهما في قصر الشاطئ في أبوظبي - العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها لمصلحة شعبي البلدين، وتبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين دولة الإمارات والأردن وحرص الإمارات على تعزيز هذه العلاقات وفتح آفاق جديدة في مختلف المجالات بما يدعم التطلعات المشتركة للتنمية والتقدم والرخاء.
وتعد هذه ثاني زيارة لملك الأردن خلال 3 شهور بعد الزيارة التي أجراها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وحضر خلالها قمة ثلاثية ضمت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتتويجا للعلاقات الأخوية التاريخية بين الإمارات والأردن، افتتح عاهل الأردن قبل أسبوع مستشفى الشيخ محمد بن زايد الميداني المخصص لعلاج المصابين بكورونا.
واطلع على أقسام وتجهيزات المستشفى، الذي يضم 216 سريراً منهم 56 سريراً للعناية الحثيثة، وأنشئ بتبرع من دولة الإمارات.
وأشاد الملك عبدالله الثاني بالعلاقات المتميزة التي تجمع دولة الإمارات وبلاده.
وجاء إطلاق اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات علي المستشفى تقديرا للعلاقات الأخوة التاريخية المتميزة التي تربط الأردن ودولة الإمارات، وتعبيرا عن المكانة التي يحظي بها لدى الأردن قيادة وحكومة وشعبا.