بيتكوين.. ما لا تعرفه عن مملكة الذهب الافتراضي والاستثمار الخفي
كان المستثمرون قبل ميلاد بيتكوين لا يشغلهم سوى أخبار الحروب وأسعار الأسهم والنفط، إلا أن المشهد تغير في فضاء الذهب الافتراضي.
وتم تقديم بيتكوين لأول مرة كبرنامج مفتوح المصدر من قبل مبرمج مجهول، أو مجموعة من المبرمجين، تحت الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو في عام 2008.
وكان هناك الكثير من الشائعات حول الهوية الحقيقية لمنشئ بيتكوين، ولكن كل الأشخاص الذين ذُكروا في تلك الشائعات قد نفوا علنا كونهم ناكاموتو.
وأمس الجمعة قفزت بيتكوين ما يزيد على 10% إلى مستوى قياسي جديد عند 41530 دولاراً لتعوض خسائر تكبدتها في وقت سابق من الجلسة.
ونزلت أكثر العملات الرقمية رواجا في العالم إلى مستوى منخفض عند 36618.36 دولار في بورصة "بتستامب" قبل أن ترتفع.
"الإيثريوم".. المنافس الذي هوى
كما ارتفعت عملة "الإيثريوم" المشفرة المنافسة 3% قبل أن تهوي ما يزيد على 10%، وصعدت "بيتكوين" نحو 1000% من مستوى منخفض سجلته في مارس (آذار)، وتجاوزت 30 ألف دولار للمرة الأولى في الثاني من يناير /كانون الثاني الجاري، بعد أن تخطت 20 ألفا في 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وحذر بعض المتعاملين في السوق من حركة تصحيح بعد الوصول إلى مستوى 40 ألفا، لكن بيتكوين تتأهب لتسجيل مكاسب للجلسة الحادية عشرة في الجلسات الاثنتي عشرة الماضية، وقالت بلومبرج إن القيمة الإجمالية لسوق العملات الرقمية المشفرة تجاوزت حاجز التريليون دولار للمرة الأولى يوم الخميس، ونقلت الوكالة عن أنتوني ترينشيف، المؤسس والمدير الشريك لبنك "نيكسو" المشفر، إن بيتكوين تستمر في مخالفة كل التوقعات والمشككين.
وعزز تنامي الطلب من المؤسسات والشركات وفي الآونة الأخيرة المستثمرين الأفراد ارتفاع بيتكوين، إذ ينجذبون إلى احتمالات تحقيق مكسب سريع في عالم يشهد انخفاضاً شديداً للعوائد وأسعار فائدة سلبية.
جيل الألفية
وتشكل عملة بيتكوين نحو ثلثي القيمة السوقية للعملات المشفرة، تليها عملة إيثر التي تستحوذ على نحو 13%، وفقا لبيانات موقع "كوين جيكو" الإلكتروني لتصنيف العملات المشفرة.
وقال "جيه بي مورجان" أكبر بنوك العالم إن العملة الرقمية تبرز كمنافس للذهب، وقد يجري تداولها عند مستويات مرتفعة تصل إلى 146 ألف دولار إذا رسخت وضعها كأصل استثماري آمن خصوصا أن جيل الألفية سيصبح مع مرور الوقت مكونا أكبر في أوساط المستثمرين.
وزاد الاهتمام بأكبر عملة مشفرة في العالم في العام الماضي، إذ ينظر المستثمرون إلى بيتكوين على أنها وسيلة تحوط في مواجهة التضخم وبديل لانخفاض قيمة الدولار.
ومنذ إطلاقها في 2008 على يد شخص مجهول، تقدّم عملة بيتكوين نفسها بديلا عن العملات التقليدية من دون ضوابط من المصرف المركزي وتتولى إصدارها شبكة لا مركزية، في مسار ثوري جمع طويلا بين الأدوات المالية التقليدية والعملات المشفرة.
وشهدت بيتكوين ارتفاعا صاروخيا منذ مارس عندما كان سعرها يصل إلى خمسة آلاف دولار بعدما أعلنت منصة "باي بال" للدفع عبر الإنترنت، السماح لأصحاب الحسابات باستخدام العملة المشفرة.
وفيما قد يشير بشكل غير مباشر إلى احتمالية مزيد من التدفقات، أظهرت إحصاءات تدفقات أسبوعية من "بنك أوف أمريكا" أمس الجمعة، أن المستثمرين أقبلوا على أسواق النقد وصناديق الذهب في الأسبوع الفائت، إذ تبددت الحيوية تجاه الأسهم قليلا.
مراكز الجشع
ورغم أن بنك أوف أمريكا لم يُشر في تقريره إلى العملات المشفرة، لكن انسحاب التدفقات من الأسهم قد يجعل من بيتكوين أحد الخيارات القوية للمستثمرين.
وقال أوف أمريكا إن صناديق النقد شهدت تدفق 29.1 مليار دولار، وإن الذهب جذب 1.5 مليار دولار، ما يمثل أكبر دخول للتدفقات منذ أغسطس /آب في أسبوع ينتهي يوم الأربعاء.
وأضاف أن اتجاهات تدفق المكاسب في 2020 تسربت إلى 2021، وأوصى ببيع الأسهم على خلفية أسعار بدأت تزيد فوق القيمة الحقيقية ومراكز تتسم بالجشع.
وسجلت صناديق الأسهم العالمية دخول تدفقات بقيمة 11.2 مليار دولار مدفوعة في الأساس بسحب المستثمرين الأمريكيين 1.6 مليار دولار من أسهم الأسواق الناشئة، وهو أول نزوح للتدفقات في 16 أسبوعا.