أزمة أوكرانيا.. تغريدات تتمنى "يوم القيامة" قبل الحرب العالمية الثالثة
تحذيرات وتحركات على الأرض في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي وشيك قوبلت بموجات ساخرة على تويتر من اندلاع "حرب عالمية ثالثة".
وصعدت الأزمة الروسية الأوكرانية، والمخاوف من اندلاع صراع في شرق أوروبا، إلى صدارة المشهد العالمي رغم نفي موسكو نيتها القيام بأي هجوم على كييف.
مخاوف تزايدت مع فشل جهود الوساطة والاتصالات المتبادلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدة قادة حول العالم آخرهم نظيره الأمريكي جو بايدن في تهدئة روع الدول أو حسم مسألة عدم التدخل في أوكرانيا.
وتحشد موسكو أكثر من 100 ألف جندي روسي قرب الحدود الأوكرانية في مؤشر لهجوم عسكري وشيك.
وكثف المغردون العرب من جرعات الكوميديا في تغريداتهم عبر تويتر في حديثهم عبر وسم (الحرب العالمية الثالثة)؛ حيث استعانت صاحبة الحساب (نورا) بفيديو لسيدة تتحدث عن أمنيتها في العام الجديد وهي "يوم القيامة".
بينما أعاد المغرد آل لطيان التغريد بفيديو من مشهد للفنان المصري محمد هنيدي في فول الصين العظيم وهو يصرخ قائلا: "استرها معانا يا رب".
ولجأ صاحب الحساب (بدر) إلى الفنان السعودي الكوميدي ناصر القصبي بتعليق له أيضا قائلا: "إكبست الحرب" أي اندلعت الحرب.
وتصاعد التوتر بعد تحذير واشنطن من غزو روسي شامل لأوكرانيا قد يبدأ "في أي يوم"، في حين بدأت روسيا أكبر مناوراتها البحرية منذ سنوات في البحر الأسود.
وكانت واشنطن التي أمرت بمغادرة معظم موظفي سفارتها في كييف السبت، قد نقلت أيضا موظفيها المسؤولين عن الخدمات الأساسية إلى لافيف الواقعة على بعد نحو 70 كيلومترا من الحدود مع بولندا.
وشددت الولايات المتحدة الجمعة على وجود تهديد "وشيك" بأن تغزو روسيا أوكرانيا بعد أن حشدت أكثر من 100 ألف عسكري على حدودها وبدأت مناورات عسكرية في البحر الأسود وفي بيلاروس.
وفشلت السبت الجهود الدبلوماسية بين الزعماء الغربيين وموسكو في تهدئة التوترات حول أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية السبت أن باريس تنصح الفرنسيين بعدم السفر إلى أوكرانيا، من دون أن توصي رعاياها بمغادرة الأراضي الأوكرانية، بخلاف دول أوروبية أخرى.
استعدادات عسكرية
وأكدت واشنطن، الأربعاء الماضي، أن القوات الأمريكية ببولندا تستعد لمساعدة الأمريكيين الذين قد يفرون إلى بولندا من أوكرانيا حال غزوها من روسيا.
وقال المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم إن "القوات الأمريكية لن تدخل أوكرانيا لإجلاء المواطنين الأمريكيين لكنها ستقيم منشآت مؤقتة داخل بولندا إذا لزم الأمر".
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أنه يتم نشر نحو 1700 جندي في بولندا معظمهم من الفرقة 82 المحمولة جوا من فورت براج بولاية نورث كارولاينا.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن البيت الأبيض وافق على الخطة ووصفوها بأنها تأتي في إطار تخطيط حكيم، وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أول من أعلن عن الموافقة على تلك الخطة.
وأكد مسؤول بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة لا تخطط لإجلاء جماعي للمواطنين الأمريكيين من أوكرانيا.
وأضاف: "نحن نقيم باستمرار تطورات الوضع الأمني ونخطط لسلسلة من الإجراءات الطارئة كما نفعل دائما".
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن حلف الناتو لديه أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات بحجم كتائب في إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا، وبولندا، والتي تعمل على أساس التناوب.
وتقود كل مجموعة المملكة المتحدة أو كندا أو ألمانيا أو الولايات المتحدة، وتضم قوات من عدة دول أعضاء.
وذكر الحلف الشهر الماضي أن تلك المجموعات هي "قوات قوية ومستعدة للقتال".
وقال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للحلف، أيضًا إنهم مستعدون لتعزيز هذا التواجد بسرعة بإرسال مزيد من القوات والقدرات إلى المنطقة، وتدعم القوات الأمريكية عمليات الانتشار الخاصة بحلف الناتو.
وأضافت "سي إن إن" أن الولايات المتحدة لديها القواعد الخاصة بها في ليتوانيا ورومانيا، إلى جانب العديد من القوات في بولندا.
ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن رسميًا الأسبوع الماضي على إرسال 3 آلاف جندي إضافي إلى بولندا وألمانيا ورومانيا، بالإضافة إلى 8500 أخرى على أهبة الاستعداد.
ولا يوجد قوات تابعة للناتو في أوكرانيا، ولم يتم الإعلان عن خطط لإرسال القوات من الحلف إليها.
لكن على الرغم من أن أوكرانيا ليست عضوا بالناتو، يقدم الحلف لها أيضا مشورة على المستوى الاستراتيجي، ووصف كييف العلاقة باعتبارها "واحدة من أهم الشراكات مع الناتو".
وتشمل الأصول الأخرى الموجودة تحت تصرف الناتو: منظومة دفاع صاروخي في رومانيا، تستهدف "رصد، وتعقب، واشتباك، وتدمير" الصواريخ الباليستية في الغلاف الجوي.
وطبقًا لـ"سي إن إن"، من المقرر تشغيل منشأة مشابهة هذا العام.
كما أوردت "سي إن إن" عددًا تقريبيًا للقوات الأمريكية والناتو في تلك الدول، حيث يوجد في بولندا 1200 من قوات الناتو، و5700 من القوات الأمريكية، وفي ليتوانيا 1200 من للناتو، و450 للولايات المتحدة، وفي إستونيا 1200 من الناتو، وفي لاتفيا 1200 من الناتو، وفي رومانيا 900 من القوات الأمريكية.
سيناريوهات ما بعد الحرب
وفي حال غزو روسيا لشرق أوكرانيا؛ رغم كل التهديدات، فمن المنتظر أن يكون رد الفعل الغربي سريعا وقاسيا، على السلطات في موسكو.
وتعتزم دول الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة وبريطانيا في غضون فترة قصيرة للغاية فرض عقوبات مؤلمة بصورة غير مسبوقة، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ومنذ أسابيع، تجرى نقاشات في دوائر صغيرة بمنتهى السرية، كان آخرها على مستوى القادة خلال مؤتمر عبر الفيديو مع رئيس الولايات المتحدة جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وغيرهم.
وذكر البيت الأبيض لاحقا أنه تم مناقشة المساعي المشتركة لردع أي عدوان روسي جديد على أوكرانيا، والتي من بينها "عواقب وخيمة وتكاليف اقتصادية باهظة على روسيا حال ارتكبت مثل هذه الأعمال".
ولم يتم نشر تفاصيل هذه المناقشات علنا، لكن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي أكدوا مؤخرا أن الخيارات التالية مطروحة على الطاولة، وهي:
وقف خط أنابيب الغاز الطبيعي "نورد ستريم 2"، ولكن بعد أن أثار المستشار الألماني شولتس في البداية انطباعا بأنه لا يرى مجالا لمنع التشغيل عندما قال: "فيما يتعلق بـ"نورد ستريم2"، فإن هذا مشروع تابع للقطاع الخاص".
لكنه أكد مؤخرا أنه "لا بد من مناقشة كل شيء حال حدوث تدخل عسكري ضد أوكرانيا".
في المقابل، أكدت روسيا مخاوف الغرب من أنها -القوة العظمى في مجال الطاقة- قد تغلق صنبور الغاز بنفسها انتقاما من العقوبات.
وعلى عكس عقوبات سابقة ضد روسيا، قد تستهدف العقوبات المحتملة في حال حدوث السيناريو الأسوأ هذه المرة أصحاب النفوذ المقربين من الكرملين.
ويرى مؤيدو هذه الخطوة أن فرض حظر على أصحاب الشركات المليارديرات ذوي النفوذ السياسي بالنسبة للدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.
في حال غزو روسيا لأوكرانيا، يمكن أن يضمن حظر تصدير بعض السلع والتقنيات عالية التقنية عدم قدرة المواطنين في روسيا بعد ذلك على شراء هواتف محمولة أو أجهزة كمبيوتر أو أجهزة منزلية غربية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر مثل هذا الحظر على قطاعي تصنيع الأسلحة والطائرات على وجه التحديد.
كما سيكون استبعاد محتمل لروسيا من جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (سويفت) أشبه بـ"قنبلة نووية اقتصادية"، حيث ستؤدي مثل هذه الخطوة إلى خروج مؤسسات مالية روسية من النظام المالي العالمي.
و"سويفت" هو النظام الأهم في العالم لتبادل المعلومات حول المعاملات المالية.
وستواجه البنوك والشركات الروسية بعد ذلك خطر عدم القدرة على تحويل أموال إلى الخارج بسهولة، كما سيصبح تدفق رأس المال بنفس الصعوبة.
ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إبطاء تدفق السلع، لأن الشركات لن تعد قادرة بعد ذلك على تسديد ثمن الواردات أو تحصيل إيرادات الصادرات.
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز