القائمة السوداء للحوثي.. ضربة قاسية من السعودية لتحالف الانقلاب
خبراء يرصدون لـ"بوابة العين" الأسباب التي أدت إلى إعلان الرياض قائمة الحوثي الإرهابية، والتداعيات المنتظرة للضربات المتلاحقة عليهم.
وجهت المملكة العربية السعودية، ضربة قاضية لجماعة الحوثي الانقلابية، بعد تماديهم في تخطيط وتنفيذ ودعم الأنشطة الإرهابية المختلفة، خارج وداخل اليمن وذلك بالإعلان عن رصد مكافآت مالية ضخمة لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض على 40 حوثيا إرهابيًا.
3 أسباب، وعدة تداعيات، رصدها محللون سياسيون يمنيون، في تصريحات خاصة لـ "بوابة العين" الإخبارية، دفعت المملكة العربية السعودية للتعجيل بإعلان القائمة الأولى من أسماء قيادات الانقلاب الحوثي، وتوجيه هذه الضربة داخل صفوف الحوثيين بشكل خاص، وفي تحالف الانقلاب بشكل عام.
ويأتي في مقدمة هذه الأسباب، الرد على مواصلة الحوثيين للاعتداءات والتهديدات لأمن المنطقة، وكان آخرها تصعيدهم الأخير بإطلاق صاروخ بالستي باتجاه أراضي المملكة، بجانب سببين آخرين، يظهران في "استكمال التحالف العربي للعملية العسكرية التي تستهدف قوة الملشيات"، و"تمهيد التحالف لرفع شكاوى دولية بالأنشطة الإرهابية للحوثيين وفق أسماء محددة وأدلة دامغة"، وفق الخبراء.
- السعودية: مكافآت ضخمة للقبض على 40 إرهابيا حوثيا
- الدفاع الجوي السعودي يعترض صاروخا باليستيا شمال شرق الرياض
المسمار الأخير
واعتبر المحللون السياسيون أن الحوثيين دقوا المسمار الأخير في نعشهم من خلال إطلاقهم للصاروخ البالستي، أمس الأحد ، وهو الأول من نوعه الذي يستهدف مناطق مدنية.
وقال المحلل السياسي والإعلامي جمال محسن باراس إن إطلاق صاروخ باتجاه الرياض دفع التحالف العربي لاتخاذ قراره بإعلان هذه القائمة، وهو قرار صحيح بغرض الضغط الدولي لكشف القوة التي تقف وراء هذه القوى الشيطانية المتمثلة في الحوثي وصالح، في إشارة إلى إيران.
واتفق الناشط الحقوقي اليمني والإعلامي صالح المنصوب مع حديث باراس، وقال، إن "هناك جملة من الأسباب أدت إلى إعلان السعودية قائمة الحوثيين الإرهابيين، في مقدمتها مواصلة الحوثيين للاعتداء بإطلاق المقذوفات باتجاه الأراضي السعودية واستمرار التهديد لأمن المنطقة، وأخيرها الصاروخ الأخير الذي أكد أن هناك أطرافا دولية تدعم الانقلابين الحوثيين، ما حدا بالتحالف العربي إلى إعلان قائمة الإرهابيين".
وأضاف المنصوب:" في رأيي القائمة كانت معدة سلفًا ولكنها كانت تنتظر التوقيت المناسب، وكان إعلانها عقب إطلاق الصاروخ الاعتدائي الأخير."
كما أن هناك بُعدا ثانيا لإعلان القائمة السوداء، ذهب إليه المحلل السياسي والعسكري اليمني، علي صالح الخلاقي ،إذ قال لـ "بوابة العين" إن الضربات ليست ليست وليدة اليوم ولكن تأتي ضمن معركة مستمرة مع الملشيات الانقلابية منذ 2015، لذا فالضربات جزء من العمليات العسكرية التي تستهدف قوة المليشيات الحوثية التي مازلت تتحرك بين لحظة وأخرى وستسمر حتى كسر شوكتهم.
كما اتفق مع المنصوب وباراس بشأن تعجيل التصعيد الأخير للحوثيين بإعلان السعودية للقائمة السوداء، وقال الخلاقي إن "تجليات الارتباط بأجهزة إيران تجلى في التصعيد الأخير حيث استهدف صاروخ الحوثيين مطار الملك خالد وقبل ذلك الصواريخ التي استهدفت المناطق في أكثر من منطقة داخل السعودية أو تلك الصواريخ التي استهدفت الملاحة الدولية".
- إنفوجراف.. 5500 جريمة للحوثيين بصنعاء في 3 أعوام
- إنفوجراف..الانقلاب الحوثي من سقوط صنعاء حتى بدء عمليات التحالف
ذروة الانقسام
باراس، قال لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن "إعلان السعودية عن قائمة الحوثيين الإرهابيين المطلوبين تؤكد الانقسام بين جناح الحوثيين وجناح علي عبد الله صالح، وهو ما سيجعل بوصول هذا الانقسام إلى ذروته، لاسيما أن القائمة اقتصرت على أسماء الحوثيين دون قيادات المؤتمر".
وأكد أن عدم ذكر أسماء من قيادات المؤتمر المتورطة مع الحوثيين جاء لإفساح مجال لهم بالتراجع عن تحالف الانقلاب، خاصة أن القائمة المعلن عنها ليست الوحيدة ولكنها قائمة أولية، أو حدوث تفاهمات لم تُعلن بعد مع قيادات المؤتمر ممن أبدوا رغبة في العودة لصف الشرعية.
ولم يقتصر الانقسام على تحالف الحوثي وصالح، لكنه سيمتد إلى صفوف الحوثيين أنفسهم، بحسب باراس، الذي اعتبر قائمة الأسماء أحدثت شيئا من الإرباك في صفوف جماعة الحوثي، ما سيسهم في تفكيك جماعة الانقلاب بصورة نهائية، لافتًا إلى أن الأشخاص الذين لم يتم إعلان أسمائهم في القائمة الأولى أصبحوا يتوقعون الإعلان عنهم في القائمة الثانية، ما جعل التحالف مصابا بحالة خواء وارتباك.
تداعيات خطيرة
وأوضح المحلل اليمني جمال باراس في تصريحات عبر الهاتف لـ "العين"، أن هناك تداعيات مميتة ستتبع إعلان القائمة السوداء للحوثيين الإرهابيين، فهي من جهة ستعجل بالتناحر بين الحوثيين وإسقاطهم، ومن جهة أخرى ستبدأ وزارة حقوق الإنسان والعدل التابعة لحكومة الشرعية إعداد ملفات جنائية للأسماء المذكورة في القائمة، لتقديمها للإنتربول، للقبض عليهم.
وواصل حديثه بأن المملكة العربية السعودية تعد ملفات تضمن أدلة حاسمة صريحة وقوية حول التدخل الإيراني وتقدمها لمجلس الأمن للمطالبة بمراقبة الموانئ التي يتم تصدير الأسلحة منها، بالتزامن مع إعلان قائمة ثانية موسعة تضم بقية أسماء الإرهابيين من جماعة الحوثي.
واتفق الخلاقي مع باراس في هذه التداعيات، لافتًا إلى أن مليشيا الحوثي تعتقد بأنها تستنزف قوات التحالف، بينما في الحقيقية هي التي تستنزف وتفقد كثيرا من مواقعم، حيث تحول العديد منها إلى موقف المدافع بدلًا من المهاجم في غالبية المناطق اليمنية.
وأوضح الخلاقي أن ما فعلته جماعة الحوثي من جرائم يجيز أي تداعيات تطيل مواقعهم وأهدافهم المتحركة بما في ذلك تلك الصواريخ التي يهددون بها أمن المنطقة.