بعد شهرين من لاءات المخلوع.. مسمار جديد في نعش شراكة صالح والحوثي
مسمار جديد في نعش شراكة صالح والحوثي بعد تدهور صحة المخلوع ورفض الأخير مغادرته للعلاج.. فهل يعجل الوضع بالمسمار الأخير؟
لم يمر سوى شهرين على كلمة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، الذي رفع فيها لاءاته الثلاثة، مجبرًا إثر تهديد مليشيات الحوثي، حتى بات التهديد واقعا عندما منعت جماعة الحوثي الإرهابية علاجه في الخارج، ما أدى إلى احتدام الصراع بينهما، في تطور وصفه خبير يمني لـ "بوابة العين" الإخبارية بـ "مسمار جديد في نعش الشراكة".
وفي 24 أغسطس/آب الماضي ألقى المخلوع كلمة في ميدان السبعين وسط أنصاره، تضمنت 3 لاءات وهي رفض قرار الأمم المتحدة رقم 2216، وعدم الاعتراف بمخرجات الحوار الوطني، التي قسمت اليمن إلى أقاليم، وأخيرًا رفض المبادرة الخليجية.
غير أن المسمار الجديد، بحسب الخبراء، ليس الأخير، إذ إن سرعان ما تم حل الأمر من خلال إجراء فريق طبي روسي عملية جراحية لصالح داخل العاصمة صنعاء، بمساندة التحالف العربي، وهو ما اعتبر بمثابة التسكين المؤقت للصراع، الذي بات مؤكدا ومحتدما أكثر من أي وقت مضى.
وليست المرة الأولى التي يواجه فيها صالح، تهديدا يمس حياته، لاسيما أن التهديدات السابقة تنوعت بين القتل أو النفي أو الحيس، لكنه وضع المخلوع الصحي هذه المرة دفع الفريق الطبي الروسي إلى التوصية، بحسب مواقع يمنية محسوبة على المخلوع، باستكمال العلاج في أحد الدول الأوروبية.
وبحسب المراقبين، فإن تدهور الحالة الصحية للمخلوع ستدفع بأنصاره إلى تحويل الصراع من موسمي يتصاعد مع الاتهامات المتبادلة، إلى صراع دائم، يتجلى في اشتباكات دامية بين الطرفين، تجبر أحدهما على الانسحاب والإذعان للأخرى.
المحلل السياسي والإعلامي جمال محسن باراس، قال لبوابة "العين" الإخبارية، إن "كل من الحوثي وصالح يدركون أن الصراع سوف يدمرهم، وبالتالي يحاول كل طرف أن يجعل الصراع مخفيا قدر المستطاع، لكن الأطماع تجعل حلفاء الشر يصعدون في مواطن دون حسبان".
وفي تصريحات عبر الهاتف، الأحد، لفت باراس إلى "الوضع الصحي للمخلوع يمنعه من التصعيد فيترك هذه المهمة لقيادات المؤتمر الذين يرون أن الصراع قادم لا محال، وهو ما يفسر تحركاتهم في أماكن كان الحوثي منع التواجد فيها، وبالتالي حتى وإن كان الصراع الحالي ليس المسمار الأخير في نعش شراكة الطرفين، لكنه المسمار الذي سيؤدي إلى اقتراب النهاية"، بحد قوله.
وفيما تتدهور حالة صالح الصحية والأنباء حول وضعه قيد الإقامة الجبرية، يتفاقم تدهور الشراكة بين تحالف الشر في اليمن؛ حيث أفصح القيادي في مليشيا الحوثي حمزة الحوثي عن امتناع حزب صالح عن التعاطي مع فريق التواصل المكلف من المليشيات الحوثية بالتفاوض مع المؤتمر الشعبي لتسوية الخلافات المتفاقمة منذ أغسطس/آب الماضي.
- عسكريون موالون لصالح في قائمة تصفيات الحوثي "أبو الحاكم"
- حرب "شعارات الموت" بين الحوثي وصالح في شوارع صنعاء
وتحدثت مصادر قيادية في حزب المؤتمر لـ"بوابة العين" عن ضغوط يمارسها أعضاء الحزب على المخلوع صالح للانسحاب مما يسمى المجلس السياسي والحكومة الانقلابية.
ولم يستبعد مراقبون يمنيون هذه الخطوة في ظل تدهور العلاقات بين شريكي الانقلاب وإصرار الحوثيين على تنفيذ مخططهم للتخلص من صالح وإحكام قبضتهم على مقاليد الأمور في صنعاء والمناطق غير المحررة، ولفتوا إلى أن عمليات الإقصاء لكوادر حزب المؤتمر من مؤسسات الدولة مستمرة.
aXA6IDMuMjIuNDIuMTg5IA== جزيرة ام اند امز