كارثة ذبابة الرمل السوداء.. كيف تهدد حياة البشر وتسبب أمراضًا قاتلة؟
في حادث مأساوي هزّ الرأي العام الأردني، توفي طفل يبلغ من العمر عامًا ونصف بعد تعرضه للدغة من حشرة “ذبابة الرمل السوداء”، وهي حشرة صغيرة الحجم لكنها تحمل في جسدها خطرًا يفوق حجمها بأضعاف، إذ تنقل أمراضًا قاتلة أبرزها الليشمانيا والطاعون.
بدأت مأساة الطفل بارتفاع شديد في الحرارة بعد يومين فقط من اللدغة، قبل أن تتدهور حالته سريعًا ليفارق الحياة خلال ساعات، في مشهد أعاد تسليط الضوء على خطورة هذه الحشرة القاتلة التي تتسلل بصمت في ظلام الليل.
ما هي ذبابة الرمل السوداء؟
ذبابة الرمل السوداء هي حشرة دقيقة الحجم، يتراوح طولها بين 1.2 و3.7 ملليمتر فقط، وتتحرك بخفة دون إصدار صوت. تمتلك جناحين على شكل حرف V مغطّيين بشعيرات سوداء تجعل لونها داكنًا وتميّزها عن الحشرات الأخرى. تنشط من الغروب حتى الفجر، وتنتشر في البيئات الرطبة قرب المياه الراكدة أو الأودية، حيث تجد مأوى مثاليًا للتكاثر.
ورغم صغرها، إلا أن لدغتها تُحدث تأثيرًا كبيرًا، إذ تُمكّنها من نقل طفيليات خطيرة إلى دم الإنسان دون أن يشعر بها، نظرًا لعدم إصدارها أي صوت أثناء الطيران أو اللدغ.
أمراض قاتلة تنقلها الذبابة
تُعتبر الليشمانيا أبرز الأمراض التي تنقلها هذه الحشرة، وهو داء طفيلي خطير يصيب الإنسان بثلاثة أشكال:
الليشمانيا الحشوية (الكالازار): وهي الأخطر، وتؤدي إلى الوفاة في نحو 95% من الحالات غير المعالجة.
الليشمانيا الجلدية: الأكثر شيوعًا، وتظهر في شكل قرح جلدية مؤلمة قد تترك تشوهات دائمة.
الليشمانيا الجلدية المخاطية: تصيب الفم والأنف والحلق وتسبب تلفًا في الأغشية المخاطية.
كما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 90 نوعًا من ذباب الرمل يمكنها نقل الطفيليات المسببة لهذا المرض، الذي ينتشر في المناطق الدافئة والرطبة خاصة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ماذا يحدث بعد اللدغة؟
تبدأ الأعراض عادة بعد أيام من التعرض للدغة، وتشمل احمرارًا وتورمًا في مكان الإصابة، وارتفاع درجة الحرارة، مع حكة وألم حارق. وفي الحالات المتقدمة، قد تظهر قرح جلدية تستمر لأسابيع أو أشهر.
وينصح الأطباء بضرورة غسل مكان اللدغة فورًا بالماء والصابون، ووضع كمادات باردة، ومراجعة الطبيب عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.
لماذا تنتشر الذبابة؟
تزداد أعداد ذباب الرمل في فترات الصيف ومع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، خصوصًا في المناطق الزراعية أو قرب المستنقعات والأنهار. وتضع الأنثى بيضها على الصخور الرطبة أو النباتات المغمورة بالماء، لتبدأ دورة حياة سريعة تستمر نحو شهر.
كيف نحمي أنفسنا؟
توصي الجهات الصحية بمجموعة من الإجراءات الوقائية:
استخدام مستحضرات طاردة للحشرات على الجلد.
ارتداء ملابس طويلة تغطي الأطراف.
تركيب شبكات ضيقة على النوافذ والأبواب.
تجنّب النوم في العراء أو قرب المياه الراكدة.
الاهتمام بـالنظافة البيئية وتجفيف البرك والمستنقعات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY5IA== جزيرة ام اند امز