البحر الأسود يفيض بـ"الغاز".. هل تحقق تركيا مرادها؟
تتجاوز فاتورة استيراد مشتقات الطاقة بأنواعها، حاجز 40 مليار دولار سنويا، وتأمل أنقرة بخفض المبلغ بنسبة 30%.
ليلة عيد الفطر، أقامت تركيا حفلا شارك فيه الرئيس رجب طيب أردوغان للإعلان عن بدء نقل الغاز الطبيعي من أحد الحقول الواقعة في المياه الإقليمية التركية بالبحر الأسود.
تركيا، التي كانت ترهقها فاتورة الطاقة وبالتحديد الغاز الطبيعي، وبدرجة أقل مشتقات الوقود، تأمل أن يوفر لها البحر الأسود، حصة أساسية من الغاز لتحقيق أمن الطاقة، في وقت يشهد العالم أزمة طلب على الطاقة التقليدية، كإحدى تبعات الحرب الروسية الأوكرانية.
واكتشفت تركيا أكبر مخزون للغاز الطبيعي في تاريخ البلاد بالبحر الأسود في أغسطس/آب 2020، بينما تقول اليوم إن إجمالي الاحتياطات المؤكدة من الغاز في البحر الأسود، تتجاوز 700 مليار متر مكعب.
تقديرات تركية
تشير تقديرات تركيا إلى أن الغاز الطبيعي المستخرج من البحر الأسود يكفي كل منازل البلاد لمدة 35 عاما، عند الوصول إلى طاقة الاستخراج القصوى، فيما بدأت الأسبوع الماضي أولى مراحل الاستخراج بمقدار 10 ملايين متر مكعب يوميا.
وستنتج تركيا 10 ملايين متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا من 10 آبار في المرحلة الأولى، و40 مليون متر مكعب يوميا من 40 بئرا في المرحلة الثانية، والتي تبدأ بحلول عام 2026.
وتتجاوز فاتورة استيراد مشتقات الطاقة بأنواعها، حاجز 40 مليار دولار سنويا، وتأمل أنقرة بخفض المبلغ بنسبة 30% بحلول عام 2026، مع الوصول لطاقة الاستخراج القصوى.
والخميس الماضي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه عند بلوغ الإنتاج الحد الأقصى فإن الغاز المستخرج من البحر الأسود سيغطي قرابة 30 بالمئة من حاجة تركيا السنوية، وسيقلل بشكل كبير اعتماد تركيا على استيراد الغاز الطبيعي.
والإثنين، نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن رئيس مركز أبحاث تركيا لاستراتيجيات وسياسات الطاقة "أوغوزهان أق ينر"، قوله إن مساهمة الغاز المُنتج في المرحلة الأولى ستكون حوالي 35 مليار ليرة تركية (2 مليار دولار سنويا)".
وكثفت تركيا منذ نحو 3 سنوات عمليات التنقيب عن مصادر الطاقة التقليدية، ضمن جهود لخفض واردات الطاقة واستنزاف موارد النقد الأجنبي الشحيح في البلاد، والذي تسبب بهبوط أسعار صرف الليرة.
رحلة الاكتشاف
وبحسب ما نشرته الأناضول، كانت شركة البترول التركية اكتشفت كميات من الغاز الطبيعي بحجم 320 مليار متر مكعب في بئر تونا 1 في أغسطس/آب 2020.
وعند اكتمال التنقيب في البئر المذكورة في أكتوبر/تشرين أول 2020، تم تحديث الكمية الاحتياطية في البئر إلى 405 مليارات متر مكعب.
في يونيو/حزيران 2021، تم اكتشاف احتياطي جديد قدره 135 مليار متر مكعب في بئر أماصرا 1؛ ومع الاكتشافات الجديدة، بلغ إجمالي احتياطي الغاز الطبيعي في البحر الأسود 540 مليار متر مكعب.
وفي ديسمبر/كانون أول 2022، تم تحديث الاحتياطي المذكور ليصبح 652 مليار متر مكعب، بعد إعادة تقييم قامت به مؤسسة DeGolyer & MacNaughton المستقلة، وتم الإعلان عن اكتشاف 58 مليار متر مكعب جديد من الاحتياطي في بئر "Çaycuma-1".
وبذلك بلغ إجمالي حجم الاحتياطي المكتشف في البحر الأسود 710 مليارات متر مكعب.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA=
جزيرة ام اند امز