بلير هاوس.. منزل "اليوم الواحد" لرؤساء أمريكا
قد يكون البيت الأبيض الأشهر بشارع بنسلفانيا بواشنطن هو الأشهر عالميا، لا سيما هذه الأيام مع تنصيب الرئيس الجديد للولايات المتحدة، لكن هناك مبنى آخر قريبا هو جزء لا يتجزأ من فعاليات هذا اليوم الاستثنائي.
إنه "بلير هاوس" أو "منزل بلير"، وهو دار ضيافة الرئيس منذ عام 1942، حيث التشديدات الأمنية والدخول الحصري، ولا توجد به جولات رسمية.
المنزل الذي يعود إلى القرن الـ19 يتمتع بالمظهر الدافئ للعائلة الكبيرة، إذ يحتوي على أثاث عتيق ولوحات فنية والخزف والفضة، إلى جانب وسائل الراحة التي تتمتع بها الفنادق الكبرى.
وتقول كايريسيا مارشال رئيسة المراسم بالولايات المتحدة منذ عام 2009 إلى 2013، لصحيفة واشنطن بوست إن "بلير هاوس هو أحد كنوزنا الأمريكية العظيمة. الحجرات والمجموعات المعروضة تحكي قصة بلادنا".
ويستضيف المنزل القمم رفيعة المستوى، ودعوات العشاء، وحفلات استقبال الرؤساء، ونواب الرؤساء، والوزراء، والعناصر الفاعلة في السياسة الخارجية.
وتعتبر الشخصيات الأجنبية المرموقة الحصول على دعوة لإمضاء ليلة في "بلير هاوس" شرفا كبيرا.
ومن بين أولئك الضيوف الذين أمضوا ليلة بـ"بلير هاوس" رؤساء دول وحكومات، مثل: شارل ديجول، وليخ فاليسا، والملكة إليزابيث الثانية، إلى جانب وفودهم، بالإضافة إلى الرؤساء المنتخبين في الأيام التي تسبق الانتقال إلى البيت الأبيض.
بني المنزل عام 1824 في الأصل ليكون منزلًا لأول جراح عام بالجيش الأمريكي جوزيف لوفيل.
وفي عام 1836، اشترى فرانسيس بلير، الصديق المقرب ومؤيد الرئيس أندرو جاكسون، المنزل مقابل 6500 دولار.
لكن في الأربعينيات من القرن الماضي، تم إقناع الرئيس فرانكلين روزفلت بشراء المنزل واستخدامه كبيت ضيافة لاستقبال كبار الشخصيات.
وفي السابق، كان رؤساء الدول يبيتون في البيت الأبيض، لكن أقنعت إليانور روزفلت زوجها بتغيير تلك العادة بعدما قيل أن ونستون تشرشل توجه إلى غرفة نوم الزوجين وسيجاره في يده لإجراء محادثة الساعة الثالثة صباحا.
وعاش الرئيس هاري ترومان في "بلير هاوس" خلال فترة تجديد البيت الأبيض لمدة أربعة أعوام من عام 1948 إلى 1952.
وبدأ جيمي كارتر تقليد البقاء في "بلير هاوس" عام 1977، ومنذ هذا الوقت جرت العادة على أن يمضي كل رئيس جديد للولايات المتحدة آخر ليلة له قبل التنصيب بهذا المنزل.
ويوقع الرئيس المنتخب على دفتر ضيوف رسمي صباح تولي المنصب.
وعلى مدار عقود، تكيف "بلير هاوس" مع التغييرات في الدبلوماسية والديكورات. لكن كما الحال مع العديد من المنازل الأمريكية القديمة، عانى المنزل في بعض الأوقات بسبب تسريب المياه والستائر البالية.
وتمول الحكومة تكاليف صيانة المبنى وعمليات التوظيف، لكن ليس تجديد الديكورات أو ترميم الأثاث.
ومنذ عام 1985، يهتم صندوق "بلير هاوس ريستوريشن فاند"، وهو منظمة غير ربحية جمعت أكثر من 15 مليون دولار من القطاع الخاص وأمنت تبرعات بقيمة أربعة ملايين، بتلك الأعمال.
وتشرف وزارة الخارجية الأمريكية على إدارة العقار، ومن يحصلون فقط على دعوة رسمية من الرئيس والوزارة مسموح لهم البقاء به.
وجرت العادة على أن يكتب الرؤساء المنتخبون أسمائهم بكتاب ضيوف "بلير هاوس"، وحضور قداس الكنيسة في يوم تنصيبهم.
وكانت الإدارة الأمريكية قد عرضت على الرئيس المنتخب جو بايدن استخدام "بلير هاوس"، مقر الإقامة الرسمي لضيوف الرئيس عشية التنصيب.
وقبل بايدن عرض الإقامة بالمنزل التاريخي، بحسب متحدث باسم وزارة الخارجية، التي تشرف على العقار، الذي يقع في شارع بنسلفانيا قرب البيت الأبيض.
aXA6IDMuMTQxLjcuMTY1IA== جزيرة ام اند امز