ياسمين كشك.. مصرية كفيفة "ترى" الدنيا بالموسيقى (خاص)
فقدت الشابة المصرية ياسمين كشك نعمة البصر، لكن منّ الله عليها بنعمة البصيرة، وتمكنت من قهر الصعوبات التي واجهتها.
وأعطت "ياسمين" لمدينتها المنصورة بمحافظة الدقهلية شمال مصر، بصيص أمل بعد أن تكللت سنوات تعبها ومثابرتها بالنجاح.
تبدلت حياة "ياسمين" بين عشية وضحاها وتحولت نظرات التنمر والسخرية، لتحل محلها نظرات التقدير بعد أن تحدت فقدان بصرها، وأصبحت ترى الدنيا بالموسيقى.
في حديثها لـ"العين الإخبارية"، بدت "ياسمين" واثقة من نفسها وبنبرات تملؤها الفخر والحماسة، استرسلت في حكي قصتها من البداية، حيث أصيبت وهي في عمر الشهرين بالسرطان في شبكية العين، ففقدت إحدى العينين في سن شهرين والأخرى في عمر 5 سنوات.
وخاضت "ياسمين" بعد فقدان بصرها غمار التجربة القاسية بعزيمة صلدة وقلب متقد، واستطاعت بمساعدة أهلها الذين حرصوا على أن تحصد ابنتهم أعلى مراتب التحصيل العلمي، أن تحصل على الماجستير في الأدب والدراما الموسيقية من جامعة كامبريدج البريطانية.
وتشير صاحبة الـ 28 عاماً إلى أنها تعتمد في الأعمال اليدوية التي تقوم بها المتمثلة في الكروشية اعتماداً على ذاكرة الألوان التي كونتها قبل أن يسرق مرض السرطان منها نور عينها الأخرى وهي في الخامسة من عمرها.
الدراسة
لم تستسلم "ياسمين" عندما تحولت حياتها إلى كابوس، وبدأت رحلتها مع محاربي الظلام بعد أن التحقت بمدرسة النور للمكفوفين في المنصورة، واستطاعت تعلم "برايل" بسهولة، وهي اللغة المتداولة لمساعدة المكفوفين على القراءة والكتابة.
والتحقت بعد ذلك بكلية الآداب قسم لغة إنجليزية بجامعة المنصورة وتخرجت بتقدير جيد جداً، ولكنها بدأت مرحلة جديدة من المعاناة عند تقديمها طلب لدراسة الماجستير بنفس الكلية، وفوجئت برفض إدارة كليتها طلبها لعدم تصديقهم أنها ستقوم بإتمام الرسالة في ظل معاناتها من إعاقة بصرية.
إلا أن هذا الأمر لم يوقفها وبمساعدة والديها نجحت في اجتياز تلك المرحلة الصعبة، وحصلت على منحة بجامعة كامبريدج البريطانية، وأنهت رسالتها في المسرح والدراما الموسيقية في 4 أشهر فقط عبر الإنترنت.
وفي معركتها مع الحياة، كانت كثيراً ما تنالها ألسنة التنمر القاتلة، إلا أن هذا الأمر لم يمنعها نهائياً من مواصلة سعيها نحو تحقيق حلمها.
مهارة العزف
"كانت أذني موسيقية منذ الصغر، وظهرت موهبتي في حب الموسيقى والعزف وأنا في سن مبكرة، وحرص والدى على تنمية هذه الموهبة فقام بإهدائي بأول بيانو في حياتي بعد أن حصلت على المركز الأول في إحدى السنوات الدراسية"، بحسب ما أكدت "ياسمين" لـ"العين الإخبارية".
وتابعت: "حرصت على تنمية موهبتي، وشاركت في العديد من المسابقات ونجحت في اقتناص أكثر من جائزة فنية، وبعدها ذاع صيتي في محافظتي وكُرّمت في أكثر من مكان، وحصلت على المركز الثالث على مستوي الجمهورية في مسابقة الجامعات، والمركز الأول على مستوي محافظة الدقهلية".
موهبتها لم تقتصر على العزف فحسب، بل هي متميزة أيضاً في الأعمال اليدوية، وشغفها بها دفعها لتعليم أصولها على يد مدربة متخصصة، حتي تمكنت من عمل الإكسسوارات والمجوهرات اليدوية ومشغولات الكروشية، وتعتمد عليها ياسمين حالياً كمصدر لكسب الأموال.
لقاء الرئيس السيسي
إصرار "ياسمين" دفعها للمشاركة في افتتاح مدينة المنصورة الجديدة، فشاركت في المعرض أثناء الافتتاح بمجموعة من مشغولاتها اليدوية، ولفتت هذه المشغولات انتباه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وحالفها الحظ وتمكنت من العزف أيضاً أمامه.
الحلم
وتطمح "ياسمين" أن تنضم لفرقة الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، وتأمل في أن يتجاوزا معها عن شرط الدراسة في معهد الموسيقي العربية.