ساجدة عبدالرحمن.. كفيفة تحفظ القرآن في شمال لبنان
فقدت الشابة اللبنانية ساجدة عبدالرحمن نعمة البصر لكن عوضها الله عنها بنعمة البصيرة.
وتمكنت من حفظ كتابه الكريم، لتفرح وعائلتها وجميع أبناء بلدتها بهذا الإنجاز العظيم.
أعطت ساجدة لبلدتها إيزال – الضنية شمال لبنان بصيص أمل في خضم السواد الحالك الذي يخيم على لبنان بسبب الأزمات التي تعصف به.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية" أكدت ساجدة أنها بدأت حفظ القرآن الكريم قبل حوالي السنتين ونصف السنة، شارحة "قبل أن أحصل على نسخة برايل من القرآن الكريم كانت والدتي تقوم بمهمة مساعدتي على حفظ القرآن، وبعد أن حصلت على النسخة اعتمدت على نفسي في حفظه، وقد كنت أتابع مع الشيخ محمد هلّو الذي توفاه الله، والآن تقوم السيدة حليمة عبدالرحمن التي وكلّها الشيخ قبل وفاته بذلك".
ساعات طويلة كانت تمضيها ساجدة يومياً وهي تحفظ القرآن "من الساعة السابعة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر، وفي الليل كنت أراجع ما حفظته"، مؤكدة "لولا تعليمي في الجامعة لكنت ختمت حفظه في سنة، فأنا طالبة سنة ثانية تربية حضانية في جامعة الجنان".
ساجدة كبيرة شقيقاتها وكما قالت والدتها رباب لـ"العين الإخبارية": "ساجدة فقدت البصر لأسباب وراثية، عندما بلغت التسعة أشهر من عمرها علمنا أنها تعاني من مشكلة في شبكية عينيها وما أن وصلت إلى الصف الثالث الابتدائي حتى فقدت بصرها بشكل كلي".
وعن الصعوبات التي واجهتها في تربيتها أجابت: "شاب شعري لكي أصل إلى هنا، مع العلم أن شقيقتها مهى (18 سنة) تعاني من ذات المشكلة، فكل كتاب علينا طباعته برايل وكذلك امتحاناتها، وهناك مدارس لم تتقبل وضعها ورفضت استقبالها، ومع ذلك تمكنت من أن تتفوق على زميلاتها المبصرات"، مؤكدة أن "ساجدة دائماً ما تضع هدفاً في رأسها وتعمل جاهدة لكي تصل إليه ويساعدها في ذلك سرعة بديهتها".
وإلى الأمهات اللواتي رزقهن الله بأولاد من ذوي الاحتياجات الخاصة توجهت رباب قائلة "لا تهملن أولادكن، اعملن كل ما في وسعكن وقاومن من أجلهم، حاربن الصخر، لا تخجلن من وضعهم، طالبن بحقهم، وسينجحن حتماً".
فرحة حفظ ساجدة للقرآن تختلف عن كل الأفراح التي مرّت في حياتها كما قالت، من هنا وجهت نصيحة لكل مسلم بأن يخطو خطوتها "فالقرآن كتاب الله، ينّور القلوب وينير الدروب".