إسراء البرعي.. شابة مصرية فقدت بصرها فأصبحت أديبة
إسراء البرعي شابة مصرية تحدت الظلام بعدما فقدت بصرها في سن صغيرها، وخاضت غمار التجربة القاسية بقلب متقد وعزيمة صلدة فصارت أديبة.
الفتاة التي سرق منها نور عينيها وهي في الثامنة من عمرها، لم تستسلم عندما تحولت حياتها إلى كابوس وانتقلت وهي في الصف الرابع الابتدائي من مدرسة عادية إلى أخرى للمكفوفين، لتبدأ رحلتها مع فئة محاربي الظلام.
تحكي إسراء لـ"العين الإخبارية"، أنها نجحت في أول تحدي خاضته بعد شهر واحد من التحاقها بالمدرسة الجديدة، إذ استطاعت تعلم "برايل" بسهولة، وهي اللغة المتداولة لمساعدة المكفوفين على التعلم.
وتضيف ابنة محافظة دمياط: "في هذه الفترة حفظت القرآن وشاركت في كل المسابقات أثناء الدراسة وكنت أحصل على مراكز متقدمة فيها، أيضا بدأت أكتشف مواهبي مثل الإلقاء والتمثيل، فشاركت في مسرحيات المدرسة".
وتابعت: "أنهيت المرحلة الابتدائية وأنا متربعة على عرش المحافظة وحصدت المركز الأول في الصف السادس الابتدائي، أما في الصف الأول الثانوي فتم تكريمي في العديد من المرات".
لا مجال لليأس
لم تستلم الفتاة إلى حالة اليأس التي انتابتها لأيام بعد انتقالها للمرحلة الثانوية وشعورها بالممل، فقررت تعلم الكمبيوتر وإتقان الكتابة عبره.
هذه الخطوة ساعدت إسراء عندما التحقت بكلية الآداب قسم اللغة العربية، إذ تغلبت على مشكلات استذكار الدروس من خلال التسجيل، وكتابتها بطريقة برايل ثم إعادة الاستماع لها بشكل منطوق من خلال برامج أعدت لذلك.
البرعي التي تخرجت في كلية الآداب العام الماضي، أصدرت كتابها الأول بعنوان "خواطر قلم" تعبر فيه عن خواطرها خلال سنوات عمرها، وكانت سعادتها لا توصف حين شاركت به في معرض القاهرة للكتاب 2021.
حياة البرعي التعليمة لن تتوقف عند هذا الحد، إذ تنتوي خلال الفترة المقبلة إعداد رسالة ماجستير في تخصصها لينتفع به أهل المجال وغير المتخصصين.
ووجهت البرعي رسالة لأصحاب الهمم تحفزهم من خلالها على تحمل المسؤوليات قائلة "أنت أقوى من أي عجز" ناصحة إياهم بتخطي كل صعب، والتنقيب عما بداخلهم من إمكانات وقدرات لم تكتشف وتنميتها، وعدم الاستسلام لحديث النفس عن الإعاقة والضعف واليأس.
aXA6IDMuMTQyLjEzMS41MSA= جزيرة ام اند امز