بلينكن في البرازيل لحضور «العشرين».. زيارة على وقع أزمتها مع إسرائيل
في أول زيارة له إلى هذا البلد منذ توليه منصبه، وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الثلاثاء إلى البرازيل.
وتأتي أول رحلة يقوم بها بلينكن كوزير للخارجية إلى البرازيل بعد أكثر من 3 سنوات من توليه منصبه، وهي فترة انتظار طويلة على نحو غير عادي قبل زيارة الدولة الأكبر من حيث عدد السكان في نصف الكرة الغربي بعد الولايات المتحدة.
- «هولوكوست غزة».. البرازيل تتمسك بتصريح رئيسها وإسرائيل: لن نغفر
- أزمة «هولوكوست غزة» تتصاعد.. رئيس البرازيل «غير مرغوب فيه» بإسرائيل
لكن إدارة بايدن لم تكن مهتمة بالتعامل مع سلف لولا، اليميني المتطرف جايير بولسونارو، حليف الرئيس السابق دونالد ترامب الذي سخر من العمل المناخي ويخضع للتحقيق بتهمة محاولة مزعومة لقلب نتيجة الانتخابات.
لولا الذي شغل منصب الرئيس في الفترة من 2003 إلى 2010، سافر إلى واشنطن والتقى بايدن بعد عودته إلى الحكم مطلع عام 2023.
وجمعت بين السياسيين المخضرمين قضية مشتركة تتمثل في إعطاء الأولوية لتغير المناخ وحقوق العمال والقيم الديمقراطية.
لكن لولا أظهر بالفعل اختلافه مع الولايات المتحدة على الساحة الدولية من خلال موقفه بشأن أوكرانيا. واتهم أوكرانيا وداعميها الغربيين بتحمل مسؤولية جزئية عن الحرب، وليس فقط روسيا التي بدأت عملية عسكرية فيها قبل عامين تقريبا.
لقاء نادر على هامش القمة
وسيمثل اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو مناسبة نادرة منذ الحرب سيكون فيها بلينكن في الغرفة نفسها مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
عقد بلينكن اجتماعه الثنائي الوحيد، وإن كان لفترة وجيزة، مع لافروف منذ بداية الحرب في الاجتماع الأخير لوزراء خارجية مجموعة العشرين في نيودلهي في مارس/آذار 2023.
ولم يتم الإعلان عن أي اجتماع في ريو فيما تتحرك الولايات المتحدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات العقابية ضد روسيا بعد وفاة أليكسي نافالني، المعارض الرئيسي للرئيس فلاديمير بوتين، في السجن.
وسيتوجه بلينكن بعد ريو إلى الأرجنتين للقاء ميلي الذي تولى منصبه في ديسمبر/كانون الأول الماضي على أساس برنامج ليبرالي مناهض للمؤسسات.
وميلي الذي يقف على طرفي نقيض مع لولا، هو أحد أبرز الداعمين الدوليين لإسرائيل التي زارها في وقت سابق من هذا الشهر.
ووعد ميلي بنقل سفارة الأرجنتين إلى القدس، وهي خطوة لم تتخذها سوى الولايات المتحدة وأربع دول صغيرة.
أزمة بين البرازيل وإسرائيل
وتأتي الزيارة بعد أيام من إثارة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا غضب إسرائيل إثر تشبيهه عمليتها العسكرية في غزة بـ"المحرقة اليهودية".
واتهم وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، الثلاثاء، نظيره الإسرائيلي بـ"الكذب"، مع تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين البلدين على خلفية تشبيه الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بـ"المحرقة اليهودية".
وقال فييرا الذي تستضيف بلاده اجتماعا لوزراء خارجية مجموعة العشرين هذا الأسبوع، إن تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس "غير مقبولة بطبيعتها وكاذبة بمضمونها"، واصفا إياها بأنها "مشينة".
وكان الرئيس اليساري المخضرم لولا، قد قال خلال زيارة إلى إثيوبيا لحضور قمة الاتحاد الأفريقي إن "ما يحدث في قطاع غزة ليس حربا، إنها إبادة".
وأضاف "ما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي لحظة أخرى في التاريخ. في الواقع لقد حدث: عندما قرر هتلر أن يقتل اليهود".
وأثارت هذه المقارنة غضب إسرائيل التي أعلنت أن لولا "شخص غير مرغوب فيه"، واعتبر رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو إن الرئيس البرازيلي "تجاوز الخط الأحمر".
ومن المقرر أن يبدأ بلينكن زيارته في برازيليا ومن ثم يتوجه إلى ريو دي جانيرو لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، قبل أن يتوقف في الأرجنتين حيث سيلتقي الرئيس الجديد خافيير ميلي.
وعبرت واشنطن، الثلاثاء، عن رفضها لتصريحات لولا. وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر للصحفيين: "من الواضح أننا لا نوافق على هذه التصريحات. كنا واضحين جدا لجهة أننا لا نعتقد بحصول إبادة في غزة".
وكانت الحرب اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا في جنوب إسرائيل، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة "فرانس برس" استنادا لأرقام إسرائيلية رسمية.
وأدت الحملة الانتقامية الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 29 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لآخر إحصاء صادر عن وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس.
والرئيس جو بايدن هو الداعم الرئيسي لإسرائيل وقد استخدمت واشنطن الثلاثاء مجددًا حق النقض ضد دعوة لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، على الرغم من أنه يعرب عن قلقه بشأن الضحايا المدنيين ويضغط على إسرائيل للسماح بدخول مزيد من المساعدات.
ويأتي اللقاء الذي يتوقع أن يجري في أجواء محرجة مع لولا بعد آمال ببداية جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة والبرازيل بعد انتهاء ولاية جايير بولسونارو الذي عرف بصراحته كذلك.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ny4xNzMg
جزيرة ام اند امز