نموذج مكافحة الإرهاب.. أمريكا ترمم صدع الساحل في كوت ديفوار
أمريكا تشيد بنموذج كوت ديفوار في مكافحة الإرهاب، في رسائل تحاول رأب صدع الساحل المثقل بالتطرف وحشد التأييد.
والثلاثاء، أشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجهود البلد الأفريقي في محاربة التطرف، وذلك خلال جولة يسعى خلالها لحشد تأييد دول ديمقراطية رئيسية في أفريقيا على وقع أزمات تخيم على العالم.
والتقى بلينكن بشكل منفصل الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، الزعيم المخضرم الذي أشادت به واشنطن لتعزيزه الديمقراطية، قبل أن يتوجه إلى أبوجا للقاء الرئيس النيجيري بولا تينوبو الذي انتُخب العام الماضي بعد حملة تركزت على برنامجه للإصلاح الاقتصادي.
إشادة
وفي أبيدجان، أشاد بلينكن بموقف كوت ديفوار من انقلاب النيجر العام الماضي ونهجها في "تحقيق الأمن معاً" عن طريق الاستثمار اقتصاديا في محاربة التطرف في مناطق شمالية محاذية لمالي وبوركينا فاسو.
وقال الوزير الأمريكي وإلى جانبه واتارا: "عليّ أن أشيد بالنهج الذي اتبعته كوت ديفوار، العمل مع المجتمعات المحلية والإصغاء إليها، والتأكد من أن قواتها الأمنية تتفهم احتياجات واهتمامات المجتمعات المحلية".
وأضاف "أعتقد أن ذلك يمكن أن يكون بمثابة نموذج قوي جدا لدول أخرى".
ولم تشهد كوت ديفوار هجوما إرهابيا كبيرا على أراضيها منذ عامين رغم محيطها المضطرب، ومع ذلك وعد بلينكن بتعزيز التعاون معها، مشيرا إلى تدريب قواتها الأمنية.
وقال إن الولايات المتحدة ستقدم مبلغ 45 مليون دولار إضافية لدول بغرب أفريقيا في إطار خطة لمحاربة عدم الاستقرار، ما يرفع إجمالي التمويل بموجب البرنامج الذي بدأ قبل عام إلى 300 مليون دولار تقريبا.
من جانبه، عبر واتارا عن تقديره للمساعدة الأمريكية مبديا القلق إزاء عدد من الانقلابات في غرب أفريقيا.
وقال "على غرار الولايات المتحدة، نحن ملتزمون بالديمقراطية والعدالة". متعهدا بأن تبذل حكومته "كل ما بوسعها لتحسين حياة الناس".
"رغم الأزمات"
وقفت نيجيريا وكوت ديفوار إلى جانب الولايات المتحدة إلى حد كبير، وكذلك كينيا الشريك الرئيسي الآخر، رغم توتر تشهده مناطق واسعة من القارة على خلفية تركيز الغرب على تسليح أوكرانيا، ومؤخرا، دعم واشنطن لإسرائيل في حربها مع حركة حماس.
وتأتي مواقفهما على نقيض قوة أخرى هي دولة جنوب أفريقيا، التي تتهمها واشنطن بالسماح بإرسال إمدادات أسلحة إلى روسيا، والتي أزعجت واشنطن مؤخرا برفعها دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل "بالإبادة".
ولن يتوجه بلينكن إلى جنوب أفريقيا في هذه الجولة، لكنه سيزور أنغولا التي انتقلت من الحرب إلى الديمقراطية ولعبت دورا محوريا في التوسط لوضع حد للاضطرابات في جمهورية الكونغو المجاورة
والإثنين، توقف بلينكن في الرأس الأخضر، الشريك القديم للولايات المتحدة.
وسعى بلينكن لإظهار جانب أكثر ودية خلال جولته بحضوره الإثنين مباراة في كرة القدم ضمن منافسات كأس أمم أفريقيا بين كوت ديفوار وغينيا الاستوائية، وقدم له مضيفوه قميصا برتقالي اللون للمنتخب الإيفواري يحمل اسمه.
موقف من النيجر
لم يف الرئيس الأمريكي جو بايدن بوعده لقادة أفارقة زاروا واشنطن أواخر 2022، بزيارة القارة في 2023.
ويجري بلينكن، الذي انشغل مؤخرا بالأزمة في الشرق الأوسط، رحلته الأولى إلى أفريقيا جنوب الصحراء منذ 10 أشهر.
وخلال زيارته الأخيرة إلى المنطقة، توجه بلينكن إلى النيجر لدعم الرئيس المنتخب محمد بازوم بعد أربعة أشهر من إطاحة الجيش به.
وطرد قادة الانقلاب قوات فرنسا، لكنهم سمحوا بتواجد 1000 جندي أمريكي يستخدمون صحراء النيجر قاعدة لمسيّراتهم في الحرب ضد الإرهابيين،
وعارضت نيجيريا أيضا الانقلاب في النيجر.
ومن غير المتوقع توجيه إشادة مماثلة لتينوبو لنهجه في التصدي للتطرف، لكن الولايات المتحدة رحبت بدعوة تينوبو لإجراء تحقيق بعد أن أدت غارة بمسيرات تابعة للجيش النيجيري إلى مقتل 85 مدنيا عن طريق الخطأ.
aXA6IDEzLjU4LjIwMS4yNDAg جزيرة ام اند امز