"إضاءة الأوعية".. تقنية تكشف نجاح جراحة سرطان الحنجرة
التقنية الجديدة عبارة عن حقنة في الوريد من نوع صبغة ذات لون أخضر ، و في غضون 40 ثانية تنير الأوعية الدموية للجرّاح.
تساعد تقنية جديدة تضيء الأوعية الدموية أثناء الجراحة في تحديد أي من مرضى سرطان الحنجرة يُحتَمَل أن يكون لديهم مشاكل في التئام الجروح.
ووجد فريق من الجراحين بمركز "روجيل" للسرطان في جامعة ميشيغان هذا الحل الناجح عبر تجربة سريرية، تم توثيقها في دراسة نُشِرت مؤخراً ضمن دورية متخصصة في الأورام الجراحية" Annals of Surgical Oncology".
ويحصل معظم المصابين بسرطان الحنجرة على علاج إشعاعي و كيميائي، ولكن مع حوالي ثلث المرضى يعود السرطان مرة أخرى، ما يجعل الجراحة الخيار الموالي.
ويواجه المرضى الذين يخضعون لهذه العملية مشكلة تلف الأنسجة الناتج عن الإشعاع، فعندما يغلق الطبيب الجرح، يمكن أن تتداخل الأنسجة التالفة لنحو 40% من المصابين، الأمر الذي يؤدي إلى ناسور في البلعوم، يكون عبارة عن ثقب في الرقبة يتسرب منه اللعاب، ويمكن أن يُسبّب النزيف أو الالتهابات وإبقاء المرضى في المستشفى فترةً أطول، وفي 10% من الحالات يتم إرسالهم مرة أخرى إلى غرفة العمليات.
وقال ماثيو سبيكتور، أستاذ مساعد في طب وجراحة الأذن والحنجرة: "إن الضرر الإشعاعي شيء لا يمكنك رؤيته دائمًا.. كانت هناك أمثلة قليلة جداً في المراجع الطبية تشرح أو تحاول أن تتوقع من سيكون لديه مضاعفات".
وتعتمد التقتنية الجديدة التي جُرِّبت مع 41 مريضاً يخضعون لاستئصال الحنجرة إثر الإشعاع، على إعطاء المرضى بعد إزالة الورم وقبل إغلاق الجرح، حقنةً في الوريد من نوع الصبغة الطبية، "الإندوسيانين" ذات اللون الأخضر، و في غضون 40 ثانية تنير الصبغة الأوعية الدموية، ما يسمح للجراحين بمراقبة تدفّق الدم.
وأضاف سبيكتور: "النتائج كانت واضحة، فالمرضى الذين يعانون من انخفاض تدفّق الدم، كانت لديهم مخاطر أعلى بشكل كبير للإصابة بالناسور ، بينما يعدّ الخطر لدى الذين يعانون من ارتفاع تدفّق الدم منخفضاً للغاية".
ومع رصد تدفّق الدم، يمكن اتخاذ قرار إبقاء المرضى المُعرّضين لخطر كبير في المستشفى فترةً أطول، مع إرسال ذوي المخاطر المنخفضة إلى المنزل بسرعة أكبر.
ويقوم الباحثون بتطوير تجربة سريرية عشوائية لتقييم ما إذا كان استبعاد هامش أوسع من الأنسجة التالفة يؤدي إلى تقليل احتمالات حدوث الناسور في الحالات عالية الخطورة.