الأكاديمية السويدية تصدم الجميع وتتوج بوب ديلان بنوبل للآداب
بوب ديلان المغني والملحن والشاعر والفنان الأمريكي يفوز بجائزة نوبل للآداب لعام 2016
في مفاجأة حقيقية لجمهور الأدب حول العالم، أعلنت الأكاديمية السويدية عن فوز الشاعر والمغني الأمريكي بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب للعام 2016، وذلك "تقديراً لخلقه شعرية جديدة في الإرث الغنائي الأميركي"، كما أعلنت إدارة الجائزة ظهر الخميس من قاعة البورصة في ستوكهول وفي بث حيّ على موقعها الإلكتروني.
وتوج ديلان بالجائزة خلفاً للصحافية والكاتبة البيلاروسية سفيتلانا اليكسييفيتش التي فازت كمكافأة "على اعمالها المتعددة الصوت التي تفند معاناة عصرنا وشجاعته".
المفاجأة جاءت على أكثر من مستوى، فبعيدا عن بورصة التكهنات المعتادة وبوكر المراهنات السنوية والأسماء التي تتردد على قوائم الترشيحات، دائما ما تفاجئ هيئة الأكاديمية السويدية باختيار جديد غير متوقع، لكنه في النهاية يمتلك حيثياته التي تؤهله في النهاية لاعتباره أحد أهم أو كبار كتاب الأدب حول العالم.
هنا، وفي هذا العام جاء الاختيار غريبا بل صادما للبعض إذ إن المشهور عن ديلان نشاطه الفني الغنائي في المقام الأول وكتابته الإبداعية بالدرجة الثانية، لكن سارة دانوس السكرتيرة الدائمة للأكاديمية السويدية أكدت في أول تصريح لها على الجائزة "إن ديلان يتسحق هذا الفوز بكل جدارة، فهو شاعر عظيم عمل على تجديد هويته الشعرية والموسيقية وتطوير نفسه منذ 54 سنة حتى اليوم"، فيما اعتبر بير واستبرج عضو الأكاديمية السويدية "هو في الأغلب أعظم شاعر على قيد الحياة."
ديلان؛ هذا الفنان الذي غنّى لكل المظلومين في العالم، باستثناء الفلسطينيين والعراقيين، قاد ثورة داخل أمريكا وضد سياساتها الرعناء، لكنه هادن بوش وأيد أوباما، وما يزال ديمقراطيا!
واستطاع ديلان بكلماته وأغنياته، لاسيما "بلوين إن ذا ويند" و"ماسترز أوف وور" و"غود إن أور سايد"، أن يعبر عن روح التمرد والمعارضة والاستقلال وأن يكون مؤثراً في الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية الأميركية والعالمية، وقد استخدامت أعماله كنشيد لحركة الحقوق المدنية للأفارقة الأمريكيون والحركة المناهضة لحرب فيتنام.
اختزل بوب ديلان تاريخ أمريكا الحديث بألحانه، وما يزال يحاسب، بعد أن كبر في السن، على أنه يجب أن يقاتل بالأغنية؛ باعتبار أن الأغنية أداة ناجحة للتغيير.
لم تنحصر أعمال ديلان في نوع موسيقي محدد، بل قد الريف والغوسبل والبلوز والروك ونال عشرات الجوائز، بينها 11 جائزة غرامي وجائزة أوسكار واحدة وغولدن غلوب واحدة. وبفوز ديلان بالآداب بات يعتبر الثاني بعد جورج برنارد شو في الجمع بين جائزتي نوبل والأوسكار. كما تلقى في العام 2012 وسام الحرية الرئاسي من الرئيس باراك أوباما.