أهم المعلومات عن طائفة البهرة.. تفاصيل طائفة شيعية تتفرع من التاريخ الفاطمي

يمتد تاريخ طائفة "البهرة" إلى أصول إسماعيلية تعود إلى القرن الخامس الهجري، حيث نشأت نتيجة لانقسام داخل البيت الفاطمي بعد وفاة الخليفة المستنصر بالله الفاطمي سنة 487 هـ.
تُعد طائفة البهرة امتدادًا لفرع من الإسماعيلية المستعلية الطيبية، التي تبلورت ملامحها تدريجيًا لتشكّل مجتمعًا مميزًا في طقوسه ومعتقداته، واستقر لاحقًا في الهند واليمن.
ما هي طائفة البهرة؟
لفهم البهرة، تجدر العودة إلى لحظة محورية في التاريخ الشيعي، حين نشب خلاف بين أتباع الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، الإمام السادس لدى الشيعة الإمامية، والمجدد الثاني في التصوف، وذلك حين أبدى بعض الأتباع إعجابهم بابنه إسماعيل ورفعوه إلى منزلة الإمامة، وهو ما قابله الإمام الصادق بالتأكيد على أن الإمامة لا تجتمع في وقت واحد لشخصين ناطقين.
ورغم وفاة إسماعيل في حياة والده، بقي أتباعه على موقفهم، فانقسموا إلى قسمين: الإسماعيلية، الذين اعتبروا أن وفاته كانت خدعة لحمايته من العباسيين، مؤكدين أنه لا يزال حيًّا وقد شوهد في البصرة، وقسم آخر عُرف بالمباركية، أقرّوا بوفاته وبايعوا ابنه محمد بن إسماعيل، الذي يُنسب إليه لاحقًا تأسيس الدولة الفاطمية.
انقسام طائفة البهرة
توسعت الإسماعيلية مع الوقت، وأسست الدولة الفاطمية في شمال إفريقيا، لكن هذه الدولة انتهت بسقوطها على يد صلاح الدين الأيوبي، ما دفع أبناءها إلى الفرار، لينشأ انقسام جديد بين المستعلية والنزارية. أسست المستعلية دولة الصليحيين في اليمن، بينما أقامت النزارية ما يُعرف بدولة الحشاشين في قلعة ألموت جنوب فارس.
وقع الانقسام بعد وفاة المستنصر العبيدي في ذي الحجة من عام 487هـ، حين عيّن قائد الجيوش الأفضل بن بدر، المستعلي بالله بن المستنصر خليفةً، متجاوزًا شقيقه نزار الذي لجأ إلى الإسكندرية قبل أن يُقتل، وتم تثبيت المستعلي إمامًا استنادًا إلى وصية قيل إنها ملفّقة.
تحوّل اسم المستعلية لاحقًا إلى الطيبية نسبة إلى الطيب بن الآمر بن المستعلي، الذي قيل بإمامته وأبنائه المستورين من بعده.
ويُعرف أتباع هذا الفرع بالإسماعيلية الغربية، وهم إسماعيلية مصر واليمن، بخلاف الإسماعيلية الشرقية في بلاد فارس. وقد حظي هذا المذهب بدعم الدولة الصليحية في اليمن، وسعت الأخيرة إلى نشره قبل انهيارها عام 563هـ، ما دفع أتباع الطائفة إلى التركيز على الأنشطة الاقتصادية والتجارية، لينتقلوا تدريجيًا إلى شبه القارة الهندية، حيث أُطلق عليهم اسم "البهرة"، وهي كلمة تعني "التاجر" في اللغة الهندية.
ومع انخراط الهندوس في الدعوة الطيبية، ازداد عدد الأتباع في الهند، وانتشرت الطائفة من هناك إلى باكستان وعدن واليمن، خصوصًا في جبال حراز شمالي اليمن. وتُعرف طائفة البهرة بانضباطها في الحفاظ على تقاليدها ومعتقداتها، والتي تُعد جزءًا من الهوية الجماعية لأتباعها، وتنعكس بوضوح في أسلوب اللباس والطقوس اليومية.
الفرق بين البهرة الداوودية والسليمانية
شهدت الطائفة انقسامًا جديدًا في القرن العاشر الهجري بعد وفاة الداعي داوود بن عجب شاه، حيث ظهرت فرقتان: الداودية والسليمانية.
تعود الفرقة الداودية إلى قطب شاه داوود برهان الدين، الداعي السابع والعشرين من السلسلة المستعلية الطيبية، والذي تُوفي سنة 1021هـ، وتُعد هذه الفرقة الأكبر من حيث عدد الأتباع، المنتشرين في ولاية كجرات بالهند، ويقيم داعيهم المطلق، مفضل سيف الدين، في مدينة بومباي، وهو الداعي الثالث والخمسون في سلسلة دعاة الطائفة، ويتوسطه وبين داوود اثنان وعشرون داعيًا.
أما السليمانية، فهي فرقة تنسب نفسها إلى سليمان بن الحسن، ورفض أتباعها الاعتراف بداوود، مدّعين أن الوثيقة التي تُثبت اختيار عجب شاه لسليمان لا تزال بحوزتهم. ينتشر أتباع هذه الطائفة في اليمن، خصوصًا بين قبائل بني يام، كما يقيم عدد منهم في نجران جنوب السعودية، إضافة إلى تواجدهم في الهند وباكستان، ويتزعم هذه الفرقة حاليًا علي بن الحسن، المقيم في نجران.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI2IA== جزيرة ام اند امز