الدخان واللهب.. كتاب يرصد العلاقة بين الإبداع والجنون
الكتاب يستعرض السيرة الإبداعية لفان جوخ، الذي أنتج مشروعه الإبداعي في نحو 10 سنوات فقط (1880-1890)
يدرس وزير الثقافة المصري السابق الدكتور شاكر عبدالحميد في كتابه الجديد "الدخان واللهب" العلاقة بين الإبداع والاضطراب النفسي، في محاولة لفهم العوامل التي تدفع بعض المبدعين إلى الوقوع أسرى الاضطراب العقلي.
ويسلِّط الكتاب الضوء على عدد من المبدعين الذين عانوا من أمراض نفسية، أبرزها الاكتئاب والهوس العقلي والخوف من الموت.
ودلل على ذلك بمحاولة انتحار بيتهوفن (1770-1827) وإصابة تشايكوفسكي (1840-1893) بالهوس، ومعاناة شوبان (1810-1849) من اكتئاب لازمه طوال حياته.
ووفقاً للكتاب الصادر عن دار "العين" في العاصمة المصرية القاهرة في 370 صفحة من القطع الكبير لا تقتصر الاضطرابات النفسية على المؤلفين الموسيقيين فقط، لأن الباحث أرنولد لودفيج وجد أن أعلى معدلات الاضطراب الانفعالي كانت موجودة لدى الشعراء بنسبة 87% من العينة التي فحصها، وجاء بعدهم الروائيون وكتاب القصة ثم الممثلون.
وخلصت هذه الدراسة إلى أن هناك ثمناً للعبقرية يدفعه المبدع، وأن الشعراء هم الأكثر قابلية للانتحار مقارنة بغيرهم من المبدعين بنسبة 26%، ويأتي الممثلون في المرتبة الثانية بنسبة 23%، والموسيقيون حلوا في المرتبة الثالثة، وكان مبدعو الفنون التشكيلية هم الأقل عرضة للانتحار.
ويخلص عبدالحميد، الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب وجائزة الدولة التقديرية في مصر، إلى استحالة إيجاد علاقة واضحة بين المرض النفسي والإبداع.
ويلفت عبدالحميد استناداً إلى كتاب الشاعرة اللبنانية جمانة حداد إلى حالات انتحار واسعة مر بها الشعراء وردت في كتابها "سيجيء الموت وستكون له عيناك".
وأحصت حداد في الكتاب نحو 150 حالة انتحار لشعراء، بينهم الروماني بأول سيلان والمصريان منير رمزي وفخري أبوالسعود، والروسي مايكوفسكي وآن سيكسون والأمريكية سيلفيا بلاث والأردني تيسير سبول والسوداني عبدالرحيم الكردي والمصرية أروى صالح.
وينفي الكتاب العلاقة المزعومة عن ارتباط الإبداع بتعاطي المخدرات، مؤكداً أنَّ الإبداع يحتاج إلى قدر من المرونة العقلية والمثابرة.
ويشير الكتاب كذلك إلى انتحار قامات فكرية بارزة مثل الفرنسي جيل دلوز والألماني فالتر بينامين، والفيلسوفة الفرنسية سارة هوفمان الرائدة في كتابات الحركة النسوية.
وأهم ما يلاحظه الكتاب أن الفلاسفة يقبلون على الانتحار في سن متأخرة، على عكس الشعراء الذين ينتحرون في سن مبكرة.
ويرجح المؤلف أن يكون الإقدام على الانتحار نتيجة نقص هرمون الدوبامين المسبب للبهجة والسعادة، وإجمالاً لا توجد أي علاقة بين الإبداع أو الانتحار.
ويتوقف الكتاب مطولاً أمام حالة انتحار الرسام الشهير فان جوخ في فصل بعنوان "الجنون المقدس"، والتي يرى البعض أنها جاءت إثر إصابته بالفصام أو هوس حاد مصحوب بهلاوس بصرية وسمعية.
ويستعرض الكتاب السيرة الإبداعية لفان جوخ، الذي أنتج مشروعه الإبداعي في نحو 10 سنوات فقط (1880-1890).
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز