"المجددون في الإسلام".. أمين الخولي يكشف أصالة "فكرة التجديد"
الشيخ الأزهري الراحل أمين الخولي أهدى كتابه إلى الذين يؤمنون بعالمية الإسلام وخلوده بحثا عن وسائل هذه العالمية، وذلك الخلود
تسيطر فكرة تجديد الخطاب الديني على العديد من الأوساط الثقافية والدينية، إلا أن كثيرين لا يعلمون أنها لا تعد فكرة مستحدثة بل أصيلة في الدين الإسلامي، وهو ما أكده الشيخ الأزهري الراحل أمين الخولي في مقدمة كتابة "المجددون في الإسلام" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن إصدارت مكتبة الأسرة.
ويدلل الخولي، الذي يعد من أبرز رموز التجديد الديني، على ذلك بأن هذه الفكرة نظمت لها أشعار كما نظمت لمتون العلوم، ويشير إلى أن الإمام السيوطي نظم في ذلك ما سماه "تحفة المهتدين في بيان أسماء المجددين"، ناقش فكرة تجديد الدين على رأس كل 100 عام.
وأهدى الخولي، الذي توفي في 9 مارس/آذار 1966، كتابه إلى الذين يؤمنون بعالمية الإسلام وخلوده بحثا عن وسائل هذه العالمية، وذلك الخلود.
ويقول في كتابه: "القدماء يقيمون الحديث عن هذا التجديد للدين، والقدماء يعنون بذلك التجديد في عامة قول من رأينا كلامهم، أنه: إحياء السنة، وإماتة البدعة، أو إحياء ما ندرس، وما يشبه هذا التغبير، مما سنقف لمناقشته وبيان نسبته إلى التطور بمعناه الاجتماعي الحديث".
وينتقل الخولي إلى التجديد حديثًا ويقول: "ولعل فكرة التجديد هذه التي أشاد بها القدماء تلك الإشادة وأفردوا لها المؤلفات لم ترج في العصر الحديث، رواجها في القديم. وما أحسب أنها اشتهرت أو كثر الحديث عنها من أصحاب الإصلاح الديني، الذي يمكن القول بأن بوادره قد بدت منذ بدء التاريخ الحديث".
ويتحدث الكتاب عن أسس التطور في الإسلام، ويؤكد أن من ينظر في عمق وسعة أفق إلى الصورة العامة للإسلام يتضح له في وضاءة أن الإسلام، بما هو دين ونظام اجتماعي عملي يحمل أسسًا للتطور تهيئه لذلك، وتعده لتحقيقه في يسر، دون مصادمة لشيء من تطور الدنيا حوله نظريا وعمليا، ذلك التطور الذي يمضي متوثبًا جريئا لأنه الواقع الذي لا مفر منه، ولا محيد عنه.
ويتابع: "من الأسس التي تهيئ الإسلام للتطور المحتوم اقتصاد دعوته في الغيبيات، وإراحته العقل منها مما يتركه التفاصيل فيها واكتفاؤه بالإجمال العام، في الإيمان بها مع النهي عن التفكير في دقائق ما يطلب الإيمان به كالله، والملائكة، وعدم تورط هذا الإسلام في كتابه الذي هو أصل أصوله في بيان شيء عن نشأة الحياة على الأرض وظهور الإنسان وما مر به ذلك كله من الأدوار، وما يتصل بذلك، مما تورط فيه غيره".
وولد أمين إبراهيم عبد الباقي عامر إسماعيل يوسف الخولي في أول مايو/أيار سنة 1895، وحفظ القرآن وهو ابن 10 سنوات والتحق بمدرسة لافيسوني بالقاهرة فمدرسة المحروسة ثم مدرسة القضاء الشرعي، حيث تخرج بتفوق عام 1920 وعين بها مدرسًا، وانتقل إلى روما إماما للبعثة الدراسية المصرية ثم إلى برلين في المفوضية المصرية، فتعلم اللغتين الإيطالية والألمانية، واطلع على عدد من كتابات المستشرقين المهتمين بالدراسات الإسلامية.
وعاد مجددًا عام 1927 لوظيفته بمدرسة القضاء الشرعي، واختير سنة 1928 ليدرس بقسم اللغة العربية بكليّة الآداب بجامعة فؤاد الأول، على الرغم من أنه لم يكن متحصلا على شهادة علمية تؤهله لذلك "ماجستير أو دكتوراه".
وأنشأ في الأربعينيات رفقة عدد من طلبته، ناديًا أدبيًّا حمل اسم "الأمناء" بغية الارتقاء بالأدب والفن نظريا وعمليا، واختير إثر تقاعده عام 1955 عضوًا بمجمع اللغة العربيّة بالقاهرة، ومن أهم أعماله: "المجددون في الإسلام"، و"كتاب الخير"، وله أيضًا فصل بدائرة المعارف الإسلامية عن تفسير القرآن.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز