"الأسعار نار".. أبرز تحديات القاهرة للكتاب الـ 48
بمشاركة 35 دولة، و670 ناشرا مصريا وعربيا وأجنبيا، تنطلق الخميس، فعاليات الدورة الثامنة والأربعين من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
بمشاركة 35 دولة، و670 ناشرا مصريا وعربيا وأجنبيا، تنطلق الخميس، فعاليات الدورة الثامنة والأربعين من معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال الفترة من 26 يناير حتى 10 فبراير ، والذي يقام تحت شعار "الشباب وثقافة المستقبل"، وتحل دولة المغرب ضيف شرف على المعرض، واسم الشاعر الراحل "صلاح عبد الصبور" شخصية المعرض.
لكن دورة هذا العام تختلف كثيرا عن الدورات السابقة في ظل تحديات كبيرة وحقيقية تواجهها؛ أبرزها الظرف الاقتصادي الذي تمر به مصر (بعد تعويم الجنيه وانخفاض قيمته في مقابل الدولار)، مما ترتب عليه ارتفاع أسعار الكتب بصورة لم يسبق لها مثيل، إضافة إلى حالة من الترقب الحذر إزاء الشكل العام التنظيمي والفعاليات المقررة والأنشطة المقامة على هامشه.
مصطفى الشيخ، المدير المسؤول عن دار آفاق للنشر والتوزيع، قال في تصريحات لـ "العين"، إن أبرز ما يواجه الناشرون هذا العام هو الارتفاع الرهيب في أسعار الخامات (الورق والأحبار وزنكات الطباعة.. إلخ) مما سيؤدي إلى زيادات مرعبة في أسعار الكتب، الشيخ قال: "نحن في موقف لا نحسد عليه، لا مفر من اضطرارنا إلى تسعير الكتب وفق الظرف الاقتصادي العام؛ أعلم أن من الصعب أن يقوم عميل بشراء كتاب يصل ثمنه إلى 100 أو 150 جنيها وأزيد، لكن ماذا نفعل؟ طن الورق الواحد ارتفع ثمنه بما يزيد على الضعف خلال شهر، ومرشح للزيادة خلال الفترة المقبلة".
وبسؤاله عن توقعه للحركة خلال أيام المعرض في ظل هذه التحديات، أجاب الشيخ: "الاستعدادات تجري على قدم وساق لتجهيز أجنحة العرض، ونسابق الزمن لعرض كل إصداراتنا وكتبنا الجديدة أمام القارئ، لكننا في الوقت ذاته نعلم أن هناك صعوبات جمة وأعباء تواجه المواطن، ندعو الله أن تمر دورة هذا العام على خير، وألا تكون هناك خسارات كبيرة".
في المقابل، أبدى الناشر الشاب أحمد سعيد عبد المنعم، صاحب ومدير دار الربيع العربي للنشر، تفاؤلا حذرا تجاه دورة هذا العام من معرض الكتاب، قائلا في تصريحات لـ "العين": "المعرض هو المناسبة الأهم والأكبر التي ينتظرها عشاق الكتب ومريدوها من السنة إلى السنة، منذ أعوام طويلة وكل الكتاب والمثقفين والقراء يعتبرون المعرض هو "العرس السنوي" والتجمع الجماهيري لشراء ما يحتاجونه من الكتب طوال العام خصوصا مع الخصومات والتخفيضات التي يقدمها الناشرون على كتبهم والجديدة منها بالأخص. وإلى الآن، ما زال هناك أسر وأفراد يأتون من جميع محافظات الجمهورية لشراء كتبهم من المعرض".
وأضاف عبد المنعم "صحيح أن الظروف هذه الأيام أصعب من السنوات الماضية، والغلاء رهيب، لكن دائما ما يسعى الناس إلى توفير احتياجاتهم خاصة من الكتب على قدر ما يستطيعون ونستطيع.. أتمنى أن تسير الأمور على ما يرام".
في السياق، وعن أبرز صعوبة يمكن أن يواجهها ناشر وموزع للكتب على أعتاب معرض الكتاب، قال محمود لطفي، المدير المسؤول عن مكتبة تنمية، في تصريحات خاصة لـ "العين": هبوط قيمة الجنيه أمام الدولار، وانخفاض قيمته الشرائية وضعنا في أسوأ موقف يمكن أن نوضع فيه، نحن نستورد الكتب بالدولار، وحينما نسعّر الكتب نحول القيمة إلى الجنيه فتكون النتيجة أرقاما كبيرة جدا، يعني يمكن أن يصل سعر كتاب لا يزيد عدد صفحاته على 100 صفحة، من القطع المتوسط، إلى ما يزيد على 150 جنيها، وربما 180 جنيها، وهذا كثير جدا بالنسبة للقارئ المصري. أما إذا تحدثنا عن الكتب المطبوعة في مصر، يتابع محمود، فسنجد أيضًا ارتفاعات كبيرة في أسعار الورق، مما يترتب عليه ارتفاع سعر الكتب.
وبسؤاله عن كيفية مواجهة هذه التحديات، قال لطفي: نفعل المستحيل حتى "يمشي الحال"، نمنح خصومات على قدر ما نستطيع، ونحاول أن نقدم عروضا ترويجية تسهل بعض الشيء على القراء، كما أننا بدأنا في تيسير طبعات خاصة في مصر مخفضة لأعمال عربية بالاتفاق مع الناشر، حتى نتجنب ولو بقدر ما مصاريف الشحن وإشكالية التسعير بالدولار، او نطلب من الناشر العربي صاحب الحقوق أن يقدم أسعارا خاصة تتناسب مع السوق المصري، قدر الإمكان.