"وجهتنا.. الأنظمة الدينامية مع هنري بوانكاري" إصدار جديد لـ"كلمة"
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، كتاباً جديداً بعنوان: "وجهتنا.. الأنظمة الدينامية مع هنري بوانكاري".
ضمن سلسلة "رحلات في الرياضيات"، أصدر مشروع "كلمة" للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، كتاباً جديداً بعنوان: "وجهتنا.. الأنظمة الدينامية مع هنري بوانكاري" لمجموعة من المؤلفين تحت إشراف باحث الرياضيات أوريليان ألفاريز، تخليدا للذكرى المئوية لوفاة هنري بوانكاري الذي يعده البعض أعظم عالم رياضي في القرن الـ19. وهو يدخل ضمن سلسلة مؤلفات خصصها مشروع "كلمة" لتقريب القارئ من تاريخ العلوم ومحطاته الأساس. ومن خلالها يتابع مشروع كلمة إستراتيجيته في ترجمة مؤلفات لا تكتفي بتبسيط النظريات العلمية وقضاياها الحساسة والمعاصرة، وإنما أيضا تضع القراء في صورة المحطات الاستكشافية الحاسمة في تطور الفكر العلمي.
يتناول الكتاب في الوقت نفسه جوانب من شخصية هنري بوانكاري وأعماله، في ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح البيوغرافيا العلمية، التي تقرب القارئ في الآن ذاته من شخصية العالم وحياته، كما من تصوراته ونظرياته. إنه احتفاء بتاريخ العلم وتطوراته، وبعالم فرنسي وعالمي مميز كان إسهامه حاسما في تطور الأنظمة الدينامية.
يكشف الكتاب عن جانبين من حياة بوانكاري، لم يتم التوقف عندهما في ما سبق، وهما جانب المثقف المنافح عن قضية آمن بها، وطيدة الصلة بتصوره عن العلم وعلاقته بقضايا المجتمع، والمقصود هنا الدور المهم والحاسم الذي اضطلع به في قضية الضابط دريفوس، في فترة يخبرنا الكتاب أنها شهدت ولادة مفهوم المثقف بوصفه فاعلاً جديداً في المجالين الاجتماعي والسياسي، وهو ما يطرح سؤال التقاطع بين العلم والمجتمع، والعلاقات بين الممارسات العلمية والوعي المواطِن، وحول مكانة العلم داخل البلدان الديمقراطية، وميل العلماء إلى التدخل في القضايا الاجتماعية، وأيضاً حول أخلاقيات العالِم واستقلالية العلم. إنه جانب مهم يوضح بالملموس كيف يكون العالم منفتحاً على محيطه الاجتماعي والثقافي والسياسي، وكيف يمارس تدخّله بشكل حاسم إزاء القضايا العادلة التي تخترق مجتمعه.
وإلى جانب صورة هنري بوانكاري المثقف، يجعلنا الكتاب نستمع إلى بوانكاري وهو مستلقٍ على أريكة أحد علماء النفس المرموقين في تلك الفترة، في نوع من الرحلة الداخلية الاستبطانية بهدف تبيُّن الحدود الفاصلة والواصلة بين العصاب والعبقرية، في عملية أماطت اللثام من منظور مبتَكر عن جوانب مهمة من شخصية بوانكاري وشهرته في مطلع القرن العشرين، وخاصة عدم تردّده في قبول الخضوع لمشرحة علماء النفس وأدواتهم التحليلية.
ومن علم النفس وقضايا السياسة والمجتمع، ننتقل إلى لعبة لم نكن نتوقع أن تجد لها مكانا في كتب الفيزياء وعلم الرياضيات، وهي لعبة البلياردو التي يفرد لها الكتاب حيزاً مهماً، انطلاقاً من سؤال يطالعنا في أحد فصوله: "هل تعرفون سر السحر الخاص الذي تمارسه لعبة البلياردو على علماء الرياضيات؟". والجواب الذي نعثر عليه في ثنايا فصلين مخصَّصين لهذه اللعبة في علاقتها بالنظام الدينامي وطريقة اشتغاله في مختلف الأبعاد، يتمثل في كون هذه اللعبة مثالاً غنياً للأنظمة الدينامية التي تدرس أيضا مسائل من الميكانيكا السماوية، ومنها خاصة مسألة الأجسام الثلاثة، انطلاقاً من سؤال يجمع بين النظامين: هل يمكن توقع موقع ارتدادات كرة للعبة البلياردو، وأيضا موقع الأرض بعد مئات الآلاف من السنين؟ ليس عالم الرياضيات شخصاً يزعم القدرة على التنبؤ بالغيب، ولكنه يطرح الأسئلة ويصوغ الفرضيات والمبرهِنات، وهو ما سنكتشفه في رحلتنا داخل الرياضيات برفقة هنري بوانكاري.
أشرف على تأليف الكتاب أوريليان ألفاريز، أستاذ باحث في مجال الرياضيات بجامعة أورليانس. شارك في تأليف سلسلة أفلام حول علم الرياضيات بعنوان "الأبعاد والفوضى"، كما صدرت له مجموعة مقالات حول الرياضيات منشورة على موقع "صور الرياضيات".
مترجم الكتاب الدكتور رشيد برهون، أستاذ باحث يدرس مادتي الترجمة وتحليل الخطاب بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة التابعة لجامعة عبدالمالك السعدي بالمغرب. كاتب ومترجم وعضو اتحاد كتاب المغرب. من أهم مؤلفاته كتاب حول نظرية الترجمة إضافة إلى مجموعة من الترجمات والمقالات النقدية الصادرة في مجلات عربية.
حول مشروع "كلمة":
كلمة مبادرة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في عام 2007 بهدف إحياء حركة الترجمة في العالم العربي ورفع معدلات القراءة في اللغة العربية على المستويين المحلي والإقليمي، إلى جانب تنظيم الفعاليات والأنشطة المتصلة بالترجمة.
يتبع مشروع كلمة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويختص بترجمة ونشر مختارات واسعة من الآداب والعلوم الإنسانية العلوم بهدف تقديم خيارات واسعة من القراءة للقراء العرب خاصة الأطفال والشباب. وقد وصل عدد إصدارات المشروع 900 كتاب في عام 2016.
حول هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة:
تتولى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حفظ وحماية تراث وثقافة إمارة أبوظبي والترويج لمقوماتها الثقافية ومنتجاتها السياحية وتأكيد مكانة الإمارة العالمية باعتبارها وجهة سياحية وثقافية مستدامة ومتميزة تثري حياة المجتمع والزوار.
كما تتولى الهيئة قيادة القطاع السياحي في الإمارة والترويج لها دولياً كوجهة سياحية من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والأعمال التي تستهدف استقطاب الزوار والمستثمرين.
وترتكز سياسات عمل الهيئة وخططها وبرامجها على حفظ التراث والثقافة، بما فيها حماية المواقع الأثرية والتاريخية، وكذلك تطوير قطاع المتاحف وفي مقدمتها إنشاء "متحف زايد الوطني"، و"متحف جوجنهايم أبوظبي"، و"متحف اللوفر أبوظبي". وتدعم الهيئة أنشطة الفنون الإبداعية والفعاليات الثقافية بما يسهم في إنتاج بيئة حيوية للفنون والثقافة ترتقي بمكانة التراث في الإمارة. وتقوم الهيئة بدور رئيسي في خلق الانسجام وإدارته لتطوير أبوظبي كوجهة سياحية وثقافية وذلك من خلال التنسيق الشامل بين جميع الشركاء.