مؤلفون وأدباء: الأزمات الاقتصادية للأسرة تنعكس على سوق كتب الأطفال
اليوم العالمي لكتب الأطفال يطرح تساؤلات عن واقع الكتاب الموجه للأطفال ومدى تأثير الأزمات الاقتصادية للأسرة على الاهتمام باقتناء الكتب
يحتفل العالم، في 2 أبريل/نيسان كل عام، باليوم العالمي لكتاب الطفل، الذي يصادف يوم ميلاد الكاتب الدنماركي الشهير هانز كريستيان أندرسن، ويهدف الاحتفال إلى إلهام وتشجيع الأطفال على حب القراءة والاطلاع، ولفت الانتباه إلى كتب الأطفال.
"العين الإخبارية" استطلعت رأي عدد من كتاب الأطفال عن واقع كتاب الطفل والأزمات التي تواجهه في الوقت الراهن.
يقول الكاتب يعقوب الشاروني إن أبرز التحديات تكمن في انصراف دور النشر عن طباعة كتب الأطفال، مرجعًا السبب إلى المبالغ الضخمة التي يحتاجها الكتاب، حيث يجمع المحتوى بين النصوص والرسوم التي يلزم طباعتها بالألوان، وكل ذلك في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الكتب منذ عامين.
ويتابع: "التحدي الثاني هو عدم وجود حركة نقدية لما يصدر من كتب أطفال"، مشيراً إلى أن هناك أعمالا مصرية وعربية حازت على جوائز عديدة خلال السنوات الماضية، ولكنها لم تجد من يسلط عليها الضوء في الداخل.
ويرى أن من يوجهون كتاباتهم للأطفال لا بد أن يراعوا أن أساليب التربية وعلاقة الأبناء بالآباء تغيرت ليس في الوقت الراهن، إنما منذ 40 عاما، حيث أصبح الآباء يخرجون إلى العمل والأطفال يتمتعون بمعرفة تكنولوجية عالية ربما لا تتوافر لآبائهم.
ومن ناحية أخرى، تقول الكاتبة فاطمة المعدول، التي تولت لسنوات إدارة المركز القومي لثقافة الطفل في مصر، إن كتاب الطفل عبارة عن "كلمة ورسمة وناشر"، ولا يمكن التخلي عن عنصر من هذه العناصر الثلاثة، موضحة أن كتب الأديب العالمي نجيب محفوظ- على سبيل المثال- يمكن طباعتها على ورق ليس بالجودة العالية وتباع- بينما كتب الطفل تشترط جودة معينة.
وتابعت: "على مدار الـ20 عاما الماضية كانت دور النشر التي تطبع كتبا للطفل قليلة للغاية، وساعد على إدخالها أسباب حكومية خارجة عن السوق، منها إنشاء جائزة سوزان مبارك في مصر، تلك الجائزة التي بدورها فرضت شراء الكتاب الفائز في وزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى المعونة الأمريكية التي وفرت لمصر مبالغ مالية جعلت عددا كبيرا من الناشرين يقتحمون مجال كتاب الطفل ولكنها تراجعت عقب 2011".
وحول أهمية الحركة النقدية لتحقيق الانتشار تقول المعدول: "الحركة النقدية لا تحرك السوق، وأزمة كتاب الطفل هو عدم وجود سوق بسبب الأزمات الاقتصادية الراهنة التي تجعل الكتب في قاعدة احتياجات واهتمامات الأسرة".
وتؤكد المعدول أن القاعدة الأولى في الكتاب أن الكاتب حر يكتب ويعبر عن قناعاته، وفيما يخص أدب الطفل تحديداً هناك سؤال يفرض نفسه هو لمن يكتب كاتب الطفل؟ للأسرة أم لدور العبادة (مسجد وكنيسة) أم للمعلمين أم لطفل؟ موضحة أن الرقابة على كاتب أدب الطفل مضاعفة.
من جانبها تقول الكاتبة منى لملوم: "إن هناك اهتماما متزايدا بكتاب الطفل لا سيما الأدب"، مشيرة إلى أن هناك دور نشر كثيرة تتخصص فقط في كتب الأطفال مثل دار البلسم، كما أن هناك دورا أخرى تخصص أقساما لكتب الأطفال ومنها دار نهضة مصر".
وتابعت: "هناك مؤسسات ثقافية تخصص الآن جوائز لكتب الطفل، واهتمام بعض الدول العربية لا سيما الإمارات، أكبر من مصر في هذا الصدد، كما أن القيمة المادية للجوائز كبيرة أيضًا".
ويقول الكاتب أحمد عبدالعليم: "أبرز الأزمات التي تواجه كتاب الطفل في الوقت الراهن هي النشر والانتشار، بالإضافة إلى تماشي الكتاب الموجه للأطفال مع التطور التكنولوجي، مشيرا إلى وجود فجوة بين الكتاب والعصر الحديث والتكنولوجيا وهو أمر يحتاج إلى إعادة نظر منهم".
ويتابع: "دور النشر لا تُقبل على نشر كتب الأطفال لا سيما الأدب والشعر مقارنة بالكتب الخيالية أو العلمية، وهنا يأتي دور الدولة لإعادة توجه كتب الطفل لتتماشى مع المشكلات الراهنة بعيداً عن الموضوعات التقليدية".