كورونا يعزز النشر الرقمي.. الطباعة الورقية في خطر
رئيس لجنة التطوير المهني باتحاد الناشرين المصريين يدعو الناشرين العرب إلى التحول للنشر الرقمي والطباعة الرقمية في أسرع وقت ممكن
قال علي عبدالمنعم، رئيس لجنة التطوير المهني باتحاد الناشرين المصريين، إن تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" تشير إلى أن النشر الرقمي هو المستقبل.
ولفت "عبدالمنعم" إلى أن انتشار العمل بالتطبيقات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي خلال إدارة الأزمة كان له تأثير على كثير من الصناعات الإبداعية.
ودعا "عبدالمنعم" الناشرين العرب إلى التحول للنشر الرقمي والطباعة الرقمية في أسرع وقت ممكن، إلى جانب تقليل الاستثمارات في الأصول الثابتة، مثل التوسع في شراء أو استئجار مخازن أو مكتبات، لأن الوضع الحالي يعد ناقوس خطر، لأنه ربما يكون هناك خطورة على النشر الورقي مستقبلاً.
وأشار "عبدالمنعم"، لـ"العين الإخبارية"، إلى أن مفهوم النشر الرقمي سيشمل كل الأشكال، سواء كانت على شكل كتب رقمية أو كتب صوتية، لكنه لن يؤدي إلى وقف إنتاج الكتاب الورقي تماماً.
وأوضح أن تحذير منظمة الصحة العالمية من انتقال فيروس كورونا عبر العملات الورقية، وما تبعه من مطالبات بمنع تداول الصحف الورقية نهائياً، كان من بين أكثر المؤشرات خطورة على صناعة النشر الورقي في المستقبل القريب.
ويعمل علي عبدالمنعم في مجال نشر الكتب الصوتية، وهو محاضر متخصص في مجال التدريب واستشارات النشر، كما عمل في عدة دور.
وقدم "عبدالمنعم" محاضرات في عدة معارض عربية ودولية، منها القاهرة، أبوظبي، فرانكفورت، جدة، كينيا، جنيف، السويد، وصالون الكتاب بباريس.
وناشد جميع المسؤولين عن صناعة النشر في العالم العربي بتبني سياسات استراتيجية فاعلة لزيادة المنتج الثقافي على شبكة الإنترنت.
وثمّن رئيس لجنة التطوير المهني باتحاد الناشرين في مصر الإجراءات التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة، لحماية صناعة الكتاب عربياً.
وأشاد بقرار مكتبات الشارقة إتاحة المحتوى الإلكتروني بشكل مجاني، وقرار دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي إدخال فئتي الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية ضمن برنامج أضواء على حقوق النشر، بهدف دعم وتشجيع تحويل الكتب إلى كتب إلكترونية أو كتب صوتية.
وقال "عبدالمنعم": "ظهرت خلال الأسابيع الأخيرة العديد من المبادرات العالمية والعربية، في سبيل إتاحة المحتوى الإبداعي بشكل إلكتروني مجاني، وتسهيل عملية الوصول إليه كنوع من أنواع الدعم للقراء، مع صعوبة الوصول إلى الكتب المطبوعة".
وعلى سبيل المثال، أتاحت شركة "Audible" التابعة لأمازون مجموعة كبيرة من القصص الصوتية مجاناً لعملائها، وكذلك فعلت شركة "Storytel" للكتب الصوتية بإتاحة 14 يوماً من خدماتها مجاناً للعملاء الجدد.
وفي مجال الكتب الإلكترونية، أتاحت شركة "Ebsco" الأمريكية الكتب الخاصة لديها مجاناً لمدة شهر، وشبكة "STM" التي تتكون من 150 ناشراً في أكثر من 20 دولة حول العالم التي تدعم تقديم البيانات والتحليلات لجميع المشاركين في النشاط العالمي للبحث.
وأطلق اتحاد الناشرين في مصر مجموعة من المبادرات للتعاطي مع الآثار الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، أبرزها "خليك في البيت مع خير جليس"، ودعا جميع الناشرين وأصحاب المكتبات للمشاركة فيها بتقديم خصومات خاصة على إصداراتهم بما يتناسب مع طبيعة المرحلة الحرجة.
وخاطب الناشر سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، وزراء الثقافة والشباب والرياضة، لفتح ميزانيات تزويد المكتبات بمراكز الشباب ومكتبات وزارة الثقافة، لدعم صناعة النشر، فضلاً عن إجراءات تطوير منظومة استخراج أرقام الإيداع والترقيم الدولي للكتب بشكل إلكتروني في أسرع وقت ممكن، حتى تسهل من عمليات البيع عبر الإنترنت.
وأكد "عبدالمنعم" أن أي قراءة لتاريخ صناعة وحركة النشر عبر التاريخ تؤكد أنها لن تتوقف، لأن النشر هو محور معظم الصناعات الإبداعية الثقافية، بالإضافة إلى أهميته البالغة في العملية التّعليمية، ولا يزال الكتاب هو الوسيلة الأولى لاكتساب الثقافة والتّعلم، والوعاء الجامع والشامل لكل مكونات الثقافة.
ومن بين الإجراءات التي تم اتخاذها في اتحاد الناشرين المصريين للتفاعل مع أزمة كورونا، قيام لجنة التطوير المهني بالاتحاد ببناء قاعدة بيانات خاصة بمنصات بيع الكتب الرقمية والصوتية على الإنترنت.
وكشف "عبدالمنعم" أنه يتم التواصل مع العديد من المنصات المعنية بالتدريب، لعمل مجموعة من الدورات التدريبية للناشرين بشكل افتراضي، عن حسابات التكاليف في النشر، الملكية الفكرية في حقوق المؤلف، التسويق الإلكتروني، وطرق تحويل الكتب إلى صيغ رقمية.
وأشار إلى أنه يتم دراسة تنفيذ تطبيق إلكتروني على الهواتف المحمولة لإتاحة محتوى النشر المصري عليه، بما يضمن خلق عائدات جديدة ناتجة عن عمليات شراء الحقوق.