تمكين المرأة الإماراتية بالثقافة والإبداع في معرض القاهرة للكتاب
الندوة أقيمت عن التجربة الإماراتية وتمكين المرأة عبر استعراض إنجازات ضيوفها، وهن 3 رائدات في العمل الثقافي الإماراتي.. ماذا قلن؟
أشادت الإعلامية سمر الدسوقي، رئيس تحرير مجلة حواء، بتجربة الإمارات العربية المتحدة في تمكين المرأة إبداعيا وثقافيا.
وأكدت في الندوة، التي أقيمت تحت عنوان "تمكين المرأة بالمجالين الثقافي والإبداعي"، على عمق العلاقات المصرية الإماراتية الضاربة بجذورها في أعماق الحاضر والتاريخ.
وقالت صالحة غابش، رئيس المكتب الثقافي والإعلامي لشؤون المجلس الأعلى للأسرة بدولة الإمارات، في الندوة التي استضافتها قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين، إن المجلس الأعلى للأسرة بدولة الإمارات العربية المتحدة نشأ عام 2000 بمرسوم من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للتنسيق بين المؤسسات الموجودة في إمارة الشارقة التي تعني بالأطفال والفتيات والناشئة والمرأة وذوي الاحتياجات الخاصة؛ "لتكون جميعاً تحت منصة واحدة تترأسها قرينته، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي.
ولفتت إلى أنه بعد انضمام المؤسسات تحت مظلة المجلس أصبح هناك اهتمام كبير بالطفل والأسرة بشكل كبير، وفي المجلس توليت مسؤولية المكتب الثقافي والإعلامي، ومن خلال هذه النافذة وجدت سبيلي لتفعيل العمل الثقافي".
وتابعت غابش: "المرأة لدينا حاملة لواء التوعية، وهي مصلحة بالتكامل مع جميع أبناء المجتمع، وهي ليست قضية، فكلمة قضية توحي لمعنى "مشكلة" ونحن تجاوزنا هذا الأمر، فالمرأة تقوم بأدوار ومسؤوليات كبيرة في دولة الإمارات. وأشارت إلى وجود دعم من الدولة لجميع الأنشطة، مؤكدة أن القيادة التي تعمل تحت مظلتها تؤمن برؤية بضرورة مواجهة التحديات، وجعلها وسيلة للتجديد والتغيير لصالح أهداف المجلس ورسالته.
وأوضحت أن "أساس عملنا قائم على مجموعة قيم إنسانية تصب في مصلحة الإنسان لأنه أولاً في قائمة العمل البنائي والتطوير، فالمهم أن يكون ما يُقدم مدروس بشكل جيد على الصعيد الثقافي والإعلامي من خلال مكتب متخصص في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة يرتقي بالقيم الإبداعية سواء كان في كتاب نصدره أو عمل فني ننتجه، أو ندوة ومؤتمر وورش وجوائز"، وأشارت إلى أن "مجتمعنا ومؤسساته مستمرة في دعم المرأة في المجالين الثقافي والإبداعي".
وعن تجربتها الشخصية تقول: "تقلدت منصب مدير عام المكتب الثقافي في المجلس الأعلى، وقدمنا العديد من الفعاليات؛ بل إن وزيرة الثقافة لدينا امرأة، وهذا تأكيد على الدور الثقافي للمرأة".
وتناولت غابش تاريخ المرأة في الإعلام والأدب الإماراتي في أعقاب الاتحاد؛ وقالت "في السبعينيات ظهرت أول مذيعة إماراتية وعدد كبير من الكاتبات والأديبات والإعلاميات، وفي 1989 نشأت أول رابطة لأديبات الإمارات، وأصدرت الرابطة العديد من الكتب ومع مرور الوقت أصدرت مجلة "أشرعة" التي كانت الكتابة فيها مقتصرة على المرأة الاماراتية والعربية.
ومن المبادرات المهمة التي شاركت المرأة في تأسيسها مبادرة "مكتبة لكل بيت" التي أشرفت عليها مؤسسة "ثقافة بلا حدود" برئاسة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وعن تجربتها في الكتابة الأدبية قالت "إن الرقابة الذاتية تريحني، فأنا وضعت لنفسي إطار كتب من خلاله، إطار لا يوفقني عن الإبداع بل يزيدني تحدياً للإبقاء على حريتها.. حرية الكتابة".
وأشارت غابش إلى كتاب "القائمة" الذي كان يتصدر المجلس أمامهن، وهو كتاب جماعي لـ7 كاتبات تم إنجازه في واحدة من دورات معرض الشارقة للكتاب، واعتمدت فكرته على معنى كلمة "قائمة".. صفة المرأة التي تطاول السحاب على أحلامها وطموحاتها ورغبتها في التأثير الإيجابي على مجتمعها. ومن "قائمة" الطعام المعروفة اقتبست كل كاتبة فكرتها لتبدأ حكايتها برائحة المطبخ مستدعية ثقافتنا وحديثها الوجداني".
وحكت مدير المكتب الثقافي والإعلامي عن تجربتها العملية والإبداعية فقالت "بعد تخرجي في معهد المعلمات التي تعادل آنذاك مرحلة الثانوية العامة، دخلت في مجال العمل، فوالدي اختار لي أن أدخل معهد المعلمات، وأشكره لأن مجال التدريس مجال رائع زودني بخبرات عملية وتجارب في الحياة، وبعد 15 عاماً توجهت للعمل الثقافي، فعملت مديرة لرابطة الأديبات، التي ضمت عضوية لأديبات مصريات وفلسطينيات وأردنيات وسودانيات، إضافة إلى الإماراتيات. عرضت الفكرة على الشيخة جواهر وحصلنا على الموافقة عليها، وقدمنا العديد من الفعاليات والأمسيات الأدبية وشاركنا في الاحتفالات الوطنية على مسرح نادي فتيات الشارقة، خلال هذه الرحلة أصدرت 5 دواوين شعرية ورواية وكتاب توثيقي عن رحلة الشيخة جواهر العملية وقيادتها لفرق عمل تشتغل على التنمية في مجالات عديدة والثقافة والصحة والعمل التطوعي والإنساني والعمل الاجتماعي"، حكت كذلك عن تجربتها في الكتابة الدرامية "كنت أود أن أقدم من خلاله صورة للمرأة الخليجية بشكل مُغاير لما تقدمه الكثير من الأعمال الدرامية وبعيداً عن الحسابات الإنتاجية".
وأوضحت مسؤول الإنتاج الإعلامي والثقافي بإمارة الشارقة، فاطمة محمد، أن أكثر شيء ميز المرأة في الإعلام الإماراتي هو "الالتزام بالخصوصية" بما في ذلك مظهرها العام، "وأنا سأتحدث عن تجربتي كفتاة وجدت كل الاحترام والتشجيع في العمل الإعلامي، وهو ما حرصت عليه القيادة السياسية، وهذا النوع من الاحترام يدفع المرأة للإبداع أكثر"، وتابعت "بدأت العمل كمساعدة مخرج في تلفزيون دبي خلال فترة الدراسة، وفي ذلك الوقت عام 2001 عندما التحقت بالتلفزيون كانت النساء 3 فقط، الآن أغلب العاملين بالتلفزيون من النساء سواء مخرجات ومصورات ومونتيرات وغيرهن".
من جهتها، أشادت فاطمة المغني، العضو السابق بالمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في ثوبه الجديد، وتحدثت عن دورها في مشروع "نحو صيف هادئ لشباب المنطقة الشرقية"، الذي يهدف إلى إشغال وقت الشباب بما يفيدهم، وتوفير أجواء لممارسة الهوايات وإظهار الإبداعات وإشغالهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة وتحول المشروع إلى مراكز شباب.
وقالت: "قمنا بوضع دراسات عن الأسرة في المنطقة الشرقية، التي من ظواهرها المحتاجة لعلاج.. تكاليف الزواج باهظة جداً، لذا كان لا بد من تغيير ذهن المجتمع؛ حيث كان الكثيرون يتورطون في الكثير من المشاكل المادية بسبب الديون الناتجة عن الأفراح الباهظة، فبدأنا مشروع الزواج الجماعي للفتيات الذي بدأ بـ14 فتاة ثم توسع في الأعوام التالية واستقطب أكثر من هذا العدد".
وأكدت المغني أن "كل المجتمعات العربية كانت تعاني من التخلف في فهم العادات والتقاليد، ورغم احترامنا لها، إلا أن هناك ثمة خلل في تطبيقها، وكان السؤال قديماً لماذا تتعلم المرأة، ولكن مع الوقت تغير الأمر".
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA= جزيرة ام اند امز