أدباء عمانيون: فوز جوخة الحارثي بـ"مان بوكر" إنجاز عربي
جائزة "مان بوكر" تمنح سنوياً وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني لأفضل رواية تُرجمت من لغتها الأصلية إلى الإنجليزية.
عبّر أدباء ومبدعون من سلطنة عمان عن سعادتهم بفوز الروائية العمانية جوخة الحارثي بجائزة مان بوكر الدولية لعام 2019 عن روايتها "سيدات القمر" التي ترجمتها للإنجليزية الأمريكية مارلين بوث.
وقالت المترجمة العمانية ريم داود إن هذا الفوز يعد فرصة رائعة لتسليط الضوء على الأدب العربي المترجم للغات عالمية، كما أنها فرصة لكي يتابع مبدعو العالم العربي ما ينشر في سلطنة عمان.
وأبدت داود، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إعجابها برواية "سيدات القمر" التي فازت بالجائزة ووصفتها بالرواية الممتعة.
وأوضحت داود أن العالم لا يعرف بالمواهب في عمان، وأن مثل هذه الفرص تكون بابا جيدا ليفتح الطريق أمام تلك المواهب لتثبت نفسها بشكل جيد.
من جهته، أكد الروائي والكاتب الإعلامي العماني سليمان المعمري أنه استقبل الخبر بسعادة كبيرة.
وقال: "صحيح أنه إنجاز فردي لجوخة وتستحقه بكل تأكيد، ولكنه أيضا إنجاز عربي في الوقت نفسه وبالطبع عماني".
وأضاف: "أثبتت جوخة أن ثمة روائيين عربا قادرين ليس فقط على المنافسة، بل وعلى التفوق في هذه المنافسة".
ووصف فوزها بـ"الإنجاز العربي بكل تأكيد"، مضيفا أن "الجائزة فوز لنا جميعا".
فيما شدد الروائي والقاص العماني محمد جداد على أن الفوز يضاعف من فرص ترجمة وقراءة الأدب العربي حول العالم وهي فرصة ينبغي استثمارها بعد أن تم إهدار فوز نجيب محفوظ بنوبل للآداب في عام 1988.
وأضاف أن فوز جوخة الحارثي رسالة للأدب العالمي بأن هناك أدبا في المنطقة جدير بالانتباه، وأن البيئة العربية خلاقة.
من جانبه، قال الشاعر والروائي العماني يونس البوسعيدي إن فوز جوخة يأتي استحقاقا وإعادة صياغة بين المسابقات العربية والإبداع، فرواية سيدات القمر لم تتأهل لجوائز عربية، ولكنها اختطفت البوكر العالمية.
ووصف جوخة بأنها "روائية تشتغل بصمت وهدوء على إبداعها بعيدا عن الضوضاء وبهرجة الميديا، فلا تظهر إلا لتقول خبرا عن إنجاز لها، سواء كان عملا جديدا أو اقتناصا لجائزة عظيمة".
أما الروائي والكاتب العماني يعقوب الخنبشي فقال إن الفوز يعد إنجازا عمانيا عربيا نفخر به ويضع الأدب العماني في المكان الصحيح، وبلا شك سيساعد ذلك على التفات النقاد والكتاب في العالم العربي لما يُكتب في عمان.
وأضاف الخنبشي: "دائما أقول إن الرواية العربية يطاردها الإجحاف وينقصها التسويق الحقيقي فهي بحق تستحق الحضور العالمي".
واعتبرت الروائية العمانية ليلى العبدالله أن فوز جوخة حدث باهر، لأنه سيعيد نظر العالم ولا سيما العربي منه إلى أهمية وتميز الإنجاز النسائي الخليجي عامة والعماني خاصة.
أما القاص والروائي العماني محمود الرحبي فقال: "فوز جوخة الحارثي تتويج للأدب العماني الذي عانى من التهميش بسبب النأي الجغرافي وبُعده عن مراكز الثقافة العربية، لذلك فالأصوات المبدعة لا تصل بسهولة. فهذا الفوز لجوخة زحزح هذه المعادلة قليلا، كما أنه سيكون له أثر إيجابي في الالتفات للأدب العربي بصورة عامة والأصوات الإبداعية العمانية بصورة خاصة".
وأضاف الرحبي أن الرواية في نسختها العربية ظلت مهمشة رغم صدورها من دار عريقة كدار الآداب، وفوزها يعد من محاسن الترجمة.
وأوضح الرحبي أن فوز جوخة الحارثي من بين أسماء وازنة في الرواية من دول أجنبية مختلفة يعد إنجازا كبيرا ليس للكاتبة والأدب العماني فقط بل للعالم العربي وكذلك للغة العربية التي كتبت بها النسخة الأصلية للرواية.
يشار إلى أن جائزة مان بوكر تُمنح سنوياً وتبلغ قيمتها 50 ألف جنيه إسترليني، لأفضل رواية تُرجمت من لغتها الأصلية إلى الإنجليزية ونشرت في المملكة المتحدة.
وتتقاسم المؤلفة والمترجمة قيمة الجائزة معاً وتفوقت الحارثي (41 عاماً) على خمسة منافسين ضمتهم القائمة القصيرة للجائزة من فرنسا وألمانيا وبولندا وكولومبيا وتشيلي.
aXA6IDMuMTQ0LjQwLjIzOSA= جزيرة ام اند امز