مازن معروف: وصولي لقائمة "مان بوكر" الطويلة اعتراف بقيمة الأدب العربي
"العين الإخبارية" تجري اتصالا مع مازن معروف من مقر إقامته بأيسلندا بعد ترشيح روايته "نكات للمسلحين" للقائمة الطويلة لجائزة "مان بوكر".
عبّر الكاتب الفلسطيني مازن معروف عن سعادته بوصوله للقائمة الطويلة لجائزة "مان بوكر" العالمية، التي أعلنت، الأربعاء، وضمت عملين من الأدب العربي لأول مرة، هما روايته "نكات للمسلحين" التي ترجمها جوناثن رايت، ورواية "سيدات القمر" للكاتبة العمانية جوخة الحارثي، وترجمتها المستعربة مارلين بوث، بعنوان "الأجرام السماوية".
وقال معروف، في اتصال هاتفي مع "العين الإخبارية" من مقر إقامته في أيسلندا، إن الترشيح يمثل إنجازا للأدب العربي ويعطي مؤشرا على جدارته، خاصة أن القائمة تتضمن عملا عربيا آخر، متمنيا لو أن العالم انتبه لجدارة الأدب العربي.
وأضاف: "رغم حصول قائمة كبيرة مثل نجيب محفوظ على جائزة نوبل عام 1988؛ فإن الثقافة العربية لم تترجم هذا النجاح لفرص أكبر لتسويق الأدب العربي وترجمته على الرغم من جدارته الكبرى".
وتابع صاحب "نكات المسلحين": "ما يزيد من التحدي أن الجائزة نالتها أسماء كبرى في الأدب مثل فيليب روث، إسماعيل قدري، تشينو أتشيبي، وأليس مونرو".
وأشاد بالجهد الذي بذله المترجم جوناثان رايت في ترجمة المجموعة إلى الإنجليزية، معتبرا أن دقة الترجمة ورهافتها أسهمت في تأكيد جدارتها بالترشيح، وبالتالي فالمترجم شريك في إنتاج النص، وهو أيضا يستحق أن يجاور الكاتب على منصة الترشيح.
وأكمل: "المترجم جندي مجهول دائما، وسعيد بوصفي مترجما أيضا، وإن هذه الجائزة الكبرى تضع المؤلف والمترجم بشكل متساوٍ".
ولفت معروف إلى أن الترشيح يمثل طفرة للقصة القصيرة على صعيد عالمي، لأن "مان بوكر" كانت تتجه في الماضي نحو الرواية، والأهم أن الترشيح جائزة بعد منافسة مع نحو 108 أعمال اختير منها 13 عملا فقط".
وأضاف: "نحن بحاجة لهذا الاعتراف بالقصة القصيرة على الأقل عربيا، لأن هناك صعودا عالميا للقصة منذ تسعينيات القرن الماضي، إذ ضمت أسماء مثل نادين جوديمر، والكندية أليس مونرو والفرنسي لوكليزيو، وكلهم نالوا جائزة نوبل، فيما يصر نقاد العالم العربي على الحديث عن عصر الرواية".
فاز مازن معروف قبل عامين بجائزة "الملتقى" للقصة القصيرة العربية في الكويت في دورتها الأولى، عن مجموعته "نكات للمسلحين" وقيمتها 20 ألف دولار، وترجمت لـ11 لغة، أبزها الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية والإيطالية والنرويجية والتركية.
وتتضمن المجموعة 14 قصة قصيرة، تسرد الواقع غير المنطقي من وجهة نظر طفل يعيش حياته اليومية، في ظل حرب لا تتصدر موضوع القصص إنما تعدّه واقعا فانتازيا يعيشه الطفل، ومن خلاله يقص المؤلف الرؤى الإنسانية والمفارقات والدعابات الساخرة.
والمجموعة الصادرة عن دار رياض الريس هي الأولى للمؤلف الفلسطيني-الأيسلندي، الذي ولد في لبنان عام 1978 لعائلة فلسطينية، وحصل على بكالوريوس في الكيمياء من كلية العلوم بالجامعة اللبنانية، وعمل لسنوات عدة بتدريس الكيمياء قبل أن يبدأ مشواره الأدبي في 2008، وصدرت له سابقا 3 مجموعات شعرية.
"مان بوكر" جائزة دولية تأسست في المملكة المتحدة، وأعلن عن فكرتها يونيو/حزيران 2004، وتأسست رسميا في 2005، ومنذ ذلك الوقت حتى 2015 كانت تمنح كل عامين إلى كاتب من أي جنسية، بشرط أن تكون لديه مجموعة من الأعمال نشرها باللغة الإنجليزية أو ترجمها إلى الإنجليزية، لكن منذ 2016 تمنح الجائزة سنويا مبلغا قدره 50 ألف جنيه إسترليني للمترجم الفائز، ويتقاسم المبلغ بالتساوي بينه وبين المؤلف الأصلي للكتاب.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg
جزيرة ام اند امز