تجدد حالات اختناق قرب مجمَّع صناعي في تونس

تدخلت فرق الحماية المدنية التونسية، الثلاثاء، لإسعاف مصابين باختناق وصعوبات في التنفس.
وقع الحادث بالقرب من مجمَّع كيميائي في محافظة قابس جنوب البلاد، على ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية ومسؤولون محليون.
ويتصاعد الغضب في المدينة منذ أن تم الإبلاغ عن أولى حالات الاختناق في بداية سبتمبر/أيلول.
ومساء السبت، فرقت الشرطة متظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع بعد إغلاق بعض الطرق وإشعال النار في مبنى تابع للمجمَّع الكيميائي الذي يُنتج أسمدة مستخلصة من مادة الفوسفات.
وقال مسؤول في "المندوبية الجهوية للتربية" لإذاعة ديوان إف إنه "تم نقل عشرات التلاميذ إلى مستشفيات المنطقة لتلقي الإسعافات الأولية".
ووصل عدد الأشخاص الذين احتاجوا إلى الرعاية إلى 122، بحسب ما أفاد مسؤول مطلع على البيانات لوكالة الصحافة الفرنسية، مفضّلا عدم الكشف عن هويته.
وقالت المسؤولة المحلية في الحماية المدنية غفران التواتي من دون أن تحدد عدد الحالات "هناك حالات اختناق وأشخاص آخرون يشتكون من آلام في الساقين وعدم القدرة على الحركة".
وتم إسعاف المصابين في المكان ونُقل آخرون إلى المستشفى.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطها مصور الصحافة الفرنسية حالة من الدعر بين الناس وسيارات الاسعاف تقوم بنقل تلاميذ.
وبيّن توفيق ضيف الله أن شقيقته شعرت "بالاختناق بسبب هذه الانبعاثات"، مضيفا: "تعود هذه الانبعاثات كل أسبوع.. الوضع لا يُطاق".
وأكد صلاح بن حامد، الأمين العام "للاتحاد العام التونسي للشغل"، أن "حالات أخرى من الاختناق حدثت اليوم بين تلاميذ مدرسة شط السلام" القريبة من المجمع الكيميائي.
واتهم بن حامد بشكل مباشر المجمع الكيميائي التونسي بأنه المسؤول عن الانبعاثات السامة التي جعلت الأطفال يصابون بحالات اختناق.
ومنذ سنوات، يشتكي السكان المقيمون بالقرب من المجمع من تلوث بيئتهم التي يقولون إنها بسبب إفراغ المجمع فضلاته الصلبة والغازية في الطبيعة.
وأوضح بن حامد أن المصنع الذي أفتتح في عام 1972 "معداته قديمة جدا، ومن الطبيعي أن تحدث تسربات غازية". وأضاف أنه سيتم إعلان "يوم غضب وإضراب عام" قريبا.
وتابع: "لا يمكننا أن نظل صامتين ولا نفعل شيئا إزاء هذا الوضع الذي يزداد تعقيدا".
وتظاهر مئات السكان الغاضبين في الشوارع منذ الجمعة الماضي، بعد أن كان عشرات الأطفال قد تعرضوا لحالات اختناق مرتبطة بالانبعاثات الملوثة من المصنع.
وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع السبت.
والسبت الماضي دعا الرئيس قيس سعيّد في بيان لتوجيه فريق حكومي إلى معمل الحامض الفسفوري بالمجمع الكيميائي بقابس.