بورجيه 2025.. ظل الحروب يشعل الولع بالأسلحة ويهمش صفقات الطيران المدني

بينما يواصل أكبر معرض للطيران في العالم فعالياته في بورجيه بفرنسا، تظهر بوضوح الفجوة بين الطائرات التجارية والعسكرية، خاصة مع تحوّل الاهتمام نحو الدفاع والفضاء.
ورغم أن المعرض لا يزال مستمرًا، فإن أولى المؤشرات تشير إلى تراجع كبير في الطلب على الطائرات التجارية مقارنة بالزخم الكبير في مجالات الدفاع والطيران الفضائي.
أهمية الموضوع:
- يشير معرض بورجيه 2025 إلى تحول كبير في اهتمامات صناعة الطيران، حيث هيمنت الطائرات العسكرية ومشاريع الفضاء على المشهد، مما جعل الطائرات التجارية في الظل.
- التوجه المتزايد نحو الصناعات الدفاعية والفضائية يعكس التوترات الجيوسياسية والتطورات التكنولوجية في هذه المجالات.
- رغم تراجع الطيران المدني في المعرض الحالي، فإن هذه التوجهات قد تفتح آفاقًا جديدة لصناعة الطيران المدني في المستقبل، في ظل التحديات المتزايدة والفرص المستقبلية.
حصيلة فاترة للطائرات التجارية
وبعيدًا عن الأرقام القياسية التي تم تحقيقها قبل عامين، تنتهي الأيام المهنية لأكبر معرض طيران في العالم بانطباع عام عن حصيلة فاترة للطائرات التجارية، في ظل الحماس غير المسبوق في عالم الدفاع والفضاء.
ومع أن المعرض لا يزال مستمرًا، فإن أولى المؤشرات تشير إلى أن الطائرات التجارية تواجه صعوبة في التأثير في ظل هذا الحضور الكبير للطائرات الحربية والمشاريع الفضائية، بحسب صحيفة "لا تريبين" الفرنسية.
لم تنته بعد النسخة الـ55 من معرض بورجيه، الذي يُعد أكبر حدث للطيران في العالم، لكن الانطباع الأولي بدأ في التكوّن. مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقررة يوم الجمعة، من المتوقع أن تُعلن بعض الأخبار الجديدة، كما يُتوقع أن تستقطب الأيام الثلاثة المفتوحة للجمهور نحو 170 ألف زائر إلى أروقة المعرض، الذي سيغلق أبوابه يوم الأحد المقبل. لكن رغم ذلك، بدا من الواضح أن التوقعات حول هذا المعرض قد لا تتحقق كما كان مأمولًا.
في بداية يونيو/حزيران، صرّح غيوم فوري، الرئيس التنفيذي لشركة "إيرباص" ورئيس مجموعة الصناعات الفرنسية للطيران والفضاء (GIFAS)، بتوقعات قوية بالنسبة للطلبات على الطائرات التجارية في "بيئة ديناميكية جدًا".
ورغم تفاؤله، أشار إلى أن الأرقام هذا العام لن تكون مشابهة لما شهدته نسخة 2023، حيث تم تسجيل أكثر من ألف طلب للطائرات من جميع الشركات المصنعة. ويبدو أن النسخة الحالية من المعرض في 2025 لا تقترب من هذه الأرقام على الإطلاق.
صعوبة الطيران المدني في جذب الانتباه وسط الطائرات الحربية
في معرض يهيمن عليه القطاع الدفاعي، كانت مهمة الطائرات التجارية صعبة للغاية في محاولة لفرض نفسها وسط حضور الطائرات العسكرية. فالطائرات المدنية، ذات الأنف المستدير والمظهر البسيط، كانت تنافس الطائرات المقاتلة ذات الأنف المدبب، والتي تستهوي الحضور بشكل أكبر. ولم يكن هذا المعرض سوى انعكاس واضح للتوجه العام نحو عالم الدفاع والفضاء، الذي يكتسب زخمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة.
التركيز في المعرض كان شديدًا على المقاتلات والطائرات الحربية، التي تتسم بتقنيات متقدمة ولها أهمية استراتيجية في ظل التوترات الجيوسياسية الراهنة. بينما كانت الطائرات التجارية، على الرغم من دورها الحيوي في الاقتصاد العالمي، في الظل مقارنة بالأضواء التي سرقتها مشاريع الفضاء والطائرات العسكرية.
الاهتمام المتزايد بالفضاء والدفاع في بورجيه 2025
في هذا المعرض، الذي شهد تقنيات متطورة في مجال الدفاع، يبدو أن قطاع الطيران المدني يتراجع إلى الخلف في ظل التركيز المتزايد على الصناعات العسكرية والفضائية. وبخلاف السنوات الماضية، حيث كان الطيران المدني هو النجم الأبرز في المعرض، أصبح القطاع العسكري الآن هو صاحب الكلمة العليا.
يأتي هذا في وقت تشهد فيه الصناعات العسكرية، سواء من حيث المقاتلات أو الأقمار الصناعية، ثورة في مجال التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، يشهد قطاع الفضاء أيضًا طفرة كبيرة، حيث تم عرض عدد من المشاريع الطموحة التي تعد بتغيير ملامح صناعة الفضاء في المستقبل القريب.
هل سيظل الطيران المدني قادرًا على المنافسة؟
رغم هذا التوجه الواضح نحو الدفاع والفضاء، فإن صناعة الطيران المدني لا تزال تلعب دورًا مهمًا في الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، يبدو أن التحديات التي تواجه الطائرات التجارية في هذا المعرض تتزايد. فقد أصبح من الواضح أن المعرض أصبح منصة لعرض التطورات الدفاعية والفضائية أكثر من كونه مناسبة للطيران المدني.
وبينما يبقى المستقبل غير واضح بالنسبة للطائرات التجارية في هذا المعرض، فإن الجميع ينتظرون ما ستسفر عنه الأيام القادمة في بورجيه، خاصة في ظل زيارة الرئيس الفرنسي التي قد تسهم في إعادة التوازن بين القطاعين المدني والعسكري.
الآفاق المستقبلية للطيران المدني في بورجيه
ما زال من الممكن أن نشهد تطورات جديدة في الأيام القادمة، خاصة إذا أعلنت الشركات الكبرى عن صفقات جديدة أو عقود ضخمة قد تعيد التوازن بين مجالات الطيران المدني والدفاع. ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن المستقبل القريب قد يشهد مزيدًا من هيمنة الدفاع والفضاء على باقي القطاعات في المعارض المقبلة.
بورجيه 2025 في ظل التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية
في ظل الأحداث الجيوسياسية والتطورات التكنولوجية، يبدو أن بورجيه 2025 يمثل نقطة تحوّل كبيرة في صناعة الطيران. ربما تكون الطائرات التجارية قد تراجعت هذا العام، لكن المستقبل يحمل فرصًا جديدة قد تكون أكثر توازنًا بين جميع الأطراف، سواء في الدفاع أو الفضاء أو الطيران المدني.