مقاطعة السلع.. انتفاضة سودانية ضد الغلاء
نشطاء في السودان أطلقوا حملة شعبية لمقاطعة سلع ومنتجات بعد ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ، وذلك ضمن محاولات لكبح جماح الغلاء.
أطلق نشطاء في السودان حملة شعبية لمقاطعة سلع ومنتجات بعد ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ، وذلك ضمن محاولات لكبح جماح الغلاء.
وحددت الحملة الخميس 5 سبتمبر/أيلول، موعداً لمقاطعة اللحوم كأول سلعة، على أن تستمر حتى منتصف الشهر الجاري، ويتم الانتقال بعدها إلى سلع ومنتجات أخرى مثل الألبان والبيض.
وتسود حالة من التفاؤل بين مؤسسي الحملة الذين يتوقعون نجاحها بنسبة تصل إلى 90%، في ظل التفاعل الإيجابي من الشارع السوداني مع دعوات المقاطعة التي أطلقت خلال الأيام الماضية.
ومنذ سنوات يعاني السودانيون من وطأة الغلاء الذي بلغت ذروته بعدما واجهت بلادهم شبه انهيار اقتصادي مطلع 2018، وهو ما دفعهم لانتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس عمر البشير ونظامه في أبريل/نيسان الماضي.
ويتطلع السودانيون خلال الفترة الانتقالية إلى رخاء معيشي ووداع لسنوات عجاف.
وتأتي حملة المقاطعة كأحد المساعي الشعبية للإسهام في إنعاش الاقتصاد وضبط حركة الأسواق التي تشهد غلاء ملحوظاً.
وقال مجاهد جعفر، أحد الفاعلين في "مبادرة "سودانيون ضد الغلاء" لـ"العين الإخبارية" إن حملة المقاطعة جاءت لوقف ما أسماه بجشع التجار والغلاء غير المبرر لبعض السلع المنتجة محلياً كاللحوم والألبان.
وأبدى اعتراضه على وصول سعر كيلو اللحم الضاني إلى 500 جنيه سوداني (نحو 11 دولاراً)، في وقت يمتلك السودان أكثر من 90 مليون رأس من الماشية.
وأضاف "أطلقنا شعار (اشبع بيها) على حملة مقاطعة اللحوم، في إشار لضرورة تركها للجزارين ومربي الماشية".
وحث "جعفر" السودانيين على ضرورة الاستجابة الواسعة لمقاطعة اللحوم التي تبدأ 5 سبتمبر/أيلول وتنتهي يوم 15 من الشهر الجاري، من أجل أن تنخفض أسعارها إلى مستوى معقول.
وأبدى ثقته في نجاح حملة المقاطعة التي ستنتقل إلى سلع أخرى بعد منتصف سبتمبر/أيلول الجاري، من واقع استطلاعات رأي طرحت بصفحة المبادرة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ حيث أظهرت تأييد 90% من المتفاعلين لخيار المقاطعة.
وشهد السودان في 2010 حملة مماثلة لمقاطعة اللحوم بعد ارتفاع أسعارها، ولكن لم تحقق النجاحات المطلوبة نتيجة التفاعل الشعبي الضعيف معها وقتها.
يقول عثمان السيد "موظف حكومي" لـ"العين الإخبارية": "أشجع حملة مقاطعة اللحوم، وألتزم بتنفيذها طوال المدة المحددة، من أجل وقف العبث وفوضى السوق وجشع التجار الذين تفوق أرباحهم نسبة 100%، وأتوقع أن تحقق المقاطعة نجاحات كبيرة".
وأكد الخبير الاقتصادي السوداني عبدالعظيم المهل أن انخفاض الطلب على أي سلعة يقلل قيمتها وسعرها، ما يجعل المقاطعة سلاحاً فعالاً في كبح جماح الغلاء إذا استخدمت بطريقة رشيدة واستهدفت سلعاً سريعة التلف كاللحوم والخضراوات والفواكه.
واعتبر المهل الذي تحدث لـ"العين الإخبارية" أن المقاطعة حق مشروع للمستهلك، حال وجد أن الأسعار ارتفعت بشكل غير معقول، لافتاً إلى أن سياسة التحرير المتبعة في البلاد لا تعني الفوضى، ويجب على الحكومة القادمة قيادة حملة واسعة لضبط الأسواق حتى يضع التجار هامش ربح بنسب مئوية محددة.
وقال إن مقاطعة السلع وحدها لا تكفي لكون الغلاء أحد تجليات الانهيار المالي، واختلالات اقتصادية ينبغي معالجتها في إطار كلي من قبل الحكومة القادمة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز