الغلاء يحرم 4 ملايين إيراني من اللحوم

كشفت أرقام صادرة حديثا في إيران عن اتساع رقعة الفقر على مدار السنة الفارسية الماضية؛ بسبب غلاء أسعار المواد الغذائية.

كشفت أرقام صادرة حديثا في إيران عن اتساع رقعة الفقر على مدار الفترة من 21 مارس/آذار 2018 إلى 20 مارس/آذار 2019، بسبب تجاوز أسعار أغلب المواد الغذائية حدود 100%، والتي بدورها حرمت ملايين المستهلكين من تناول اللحوم الحمراء والبيضاء.

ونشر مركز استطلاع طلابي (رسمي) بيانات جديدة ترصد معدلات استهلاك اللحوم الحمراء والأسماك والدجاج في أوساط الأسر الإيرانية على مدار السنة الفارسية الماضية، جاء فيها أن قرابة 4 ملايين شخص لم يتناولوا اللحوم مطلقا في العام الماضي، و9 ملايين إيراني آخرون لم يتناولوا الأسماك أيضا.

• العقوبات تعمق جراح إيران.. مليار دولار خسائر مرتقبة وبكين تماطل

وأظهرت البيانات الجديدة التي نشرها مركز استطلاع الرأي الطلابي في إيران (إيسبا) عبر الإنترنت أن قرابة 43.4% من الإيرانيين لم يتناولوا اللحوم الحمراء والأسماك سوى بضع مرات شهريا على مدار السنة الفارسية الماضية.

وأشارت الأرقام التي استطلعها المركز الطلابي من خلال نسب عشوائية في نطاق مناطق حضرية وقروية، إلى أن نحو 14.2% من المستهلكين على مستوى 32 محافظة إيرانية تناولوا اللحوم الحمراء والبيضاء لعدة أيام فقط على مدى أشهر السنة الفارسية المنتهية.

ومن الواضح أن نسبة الفقر آخذة في الزيادة المطردة للغاية على مستوى أقاليم إيران، خاصة بعد انتشار مقاطع مصورة عبر منصات التواصل الاجتماعي يظهر بها نساء وأطفال يبحثون عن أطعمة على ما يبدو داخل صناديق القمامة في شوارع مدن كبرى داخل البلاد.

وتضاءلت السلال الغذائية للعديد من الأسر الإيرانية بشكل ملحوظ للغاية بسبب زيادة نسب التضخم السلعي وكذلك ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية على الرغم من بقاء الأجور الشهرية على حالها من حيث الضآلة، إضافة إلى إفلاس شركات ومصانع محلية وطرد عمال إثر الأزمة الاقتصادية الخانقة.

وتشير أرقام حكومية صادرة عن وزارة العمل الإيرانية إلى أن قرابة 33% من المستهلكين الإيرانيين لم تعد لديهم قدرة مالية نهائيا على تأمين احتياجاتهم من الغذاء والدواء والتعليم على حد سواء.

وزاد طلب الإيرانيين على شراء مواد غذائية بديلة للحوم والدجاج والأسماك من قبيل البقوليات لكن دون جدوى بعد ارتفاع أسعار هذه السلع أيضا في السوق المحلي، بينما أدى الغلاء إلى تخلي العديد منهم عن شراء الألبان التي كانت طعاما أقل تكلفة على موائدهم.

ويواجه قرابة 33% من التركيبة السكانية في إيران (إجمالي عدد سكان إيران 81 مليون نسمة) تداعيات الفقر المدقع وتمثل هذه النسبة نحو 26 مليون شخص؛ فيما يعاني 6% من السكان الإيرانيين المحليين خطر الجوع بسبب صعوبة شراء الطعام.

ويقدر الخبراء والباحثون الاقتصاديون الإيرانيون عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر بنحو 40 مليون نسمة، في حين يهدر نظام ولاية الفقيه المسيطر على حكم طهران منذ 4 عقود موارد البلاد على دعم مليشيات عسكرية خارج الحدود لتنفيذ مشاريع تخريبية، حسبما أوردت صحيفة كيهان (معارضة تصدر من بريطانيا منذ 40 عاما).