المقاطعون.. أزمة خلف الستار عشية الانتخابات الفرنسية
على قدم واحدة، تقف قارة أوروبا في انتظار الفائز بانتخابات الرئاسة الفرنسية، غير أن لاعبا جديدا دخل على خط المواجهة ويخشاه المحللون.
هذا اللاعب هو "حملة المقاطعة" للانتخابات التي لا يزال الغموض يلف نسبتها في انتخابات الأحد حين ستكون نتائجه موضع ترقب كبير في أوروبا وخارجها.
ويخشى كثير من الخبراء السياسيين أن يتخطى مستوى المقاطعة في الدورة الأولى النسبة القياسية المسجلة العام 2002 وقدرها 28,4% أي أن تكون أعلى بكثير من النسبة المسجلة العام 2017 والبالغة 22,2%.
ورغم ذلك لا يزال عدم اليقين سيد الموقف السبت عشية الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا؛ حيث بات المرشحون ملزمين عدم الادلاء بأي تصريحات علنية حتى صدور نتائج اقتراع الأحد الذي تبدو المنافسة محمومة فيه بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.
وكشفت استطلاعات الرأي أن ماكرون ولوبان اللذين سبق أن تواجها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في العام 2017، هما الأوفر حظا للتأهل مجددا الأحد مع أن زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون يستفيد أيضا كما لوبان، من موجة تأييد جديدة.
وفي حال تكرار سيناريو العام 2017، أظهرت خمسة استطلاعات للرأي فوز الرئيس ماكرون في 24 أبريل/نيسان بفارق ضئيل مع نتائج ترجح نيله نسبة أصوات تراوح بين 51 و54 %.
بينما تبدو فرص المرشحين العشرة الآخرين محدودة جدا إلا أن عدم اليقين يتواصل؛ إذ يؤكد الخبير السياسي باسكال بيرينو أن "هذا الاقتراع هو الأول الذي تبلغ فيه نسبة الأشخاص المترددين أو الذين غيروا موقفهم هذا المستوى مع خمسين بالمئة تقريبا".
وقالت جان دين ماسيو وهي أستاذة موسيقى تبلغ الثامنة والثلاثين في سوق باريسية الجمعة: "الأمور بدأت ترتسم لكن بشكل مبهم لكن بصراحة سأتخذ قراري النهائي عندما أكون داخل العازل".
وأكدت كريستين مازو وهي موظفة متقاعدة تبلغ 75 عامًا في سوق في باريس، "لا أحد من محيطي سيصوّت".
حملة "مسطحة"
أثرت الحرب في أوكرانيا على الحملة التي انطلقت من دون حماسة لكنها انتعشت بعض الشيء في الأيام الأخيرة مع بروز فرضية احتمال فوز مارين لوبان التي ستكون أول امرأة وممثل لليمين المتطرف تصل إلى الرئاسة في حال فوزها.
ونجحت لوبان ابنة جان ماري لوبان ممثل اليمين المتطرف على مدى عقود في فرنسا، في إظهار حزبها بصورة أكثر اعتدالا مع شنها حملة مقنعة ركزتها على القدرة الشرائية التي يضعها الفرنسيون في أعلى سلم أولياتهم في حين يرتفع التضخم جراء الحرب في أوكرانيا.
وبانتظار صدور النتائج الأحد، يحظر منذ منتصف ليل الجمعة على المرشحين عقد اجتماعات عامة وتوزيع منشورات والقيام بالدعاية عبر الإنترنت، ولن تنشر أي مقابلة أو استطلاع للرأي أو تقديرات.
لكن يمكن لبعض المرشحين أن يظهروا السبت من خلال المشاركة في تظاهرات.
وأعلن عن تنظيم "مسيرات من أجل المستقبل" في فرنسا بمبادرة من منظمات يسارية.
وكرس المرشحون الجمعة لمداخلات إعلامية محدودة أو زيارات قصيرة في محاولة أخيرة لإقناع الناخبين الفرنسيين البالغ عددهم 48,7 مليون شخص.
فقد قام إيمانويل ماكرون صباح الجمعة بزيارة قصيرة غير معلنة إلى سوق نويي سور سين عند أبواب باريس.
وزارت لوبان من جهتها ناربون في جنوب فرنسا حيث قدمت نفسها على أنها مرشحة "فرنسا الهادئة".
وقالت وهي تحمل كأس نبيذ في يدها بانها لا تشعر "بنشوة" انتصار محتمل مضيفة أنه يجب انتظار الدورة الثانية.
ونظرا لفرق الوقت، سيدلي الناخبون في مناطق ومقاطعات ما وراء البحار بأصواتهم السبت.
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg
جزيرة ام اند امز