"بوييرا".. زي للسكان الأصليين يثير الجدل في بوليفيا
عالمة الاجتماع خيمينا سوروكو تقول إن التنورة هي رمز للمجاهرة بالحقّ في الاختلاف، بالرغم من التمييز الذي قد تتسبب به.
تحرص مصممة الأزياء جليندا يانيز، المتحدرة من السكان الأصليين في بوليفيا، عند الذهاب إلى مدرسة أولادها النخبوية، على عدم ارتداء التنورة التقليدية للهنود الأمريكيين، التي تعدّ من رموز الهوية الثقافية، إذ تعرّض صاحبتها للتمييز.
وتتوجّه الشابة إلى المدرسة بملابس غربية، خشية من أن يكون للباسها التقليدي تأثير على أطفالها.
وتروي قائلة: "لم تعد الأمهات يتوجّهن إليّ بالكلام"، مفترضة أن هؤلاء علمن بأنها ترتدي تنورة "بوييرا" التقليدية الطويلة والفضفاضة، التي تصمم مع قماش قد يبلغ طوله ستة أمتار.
ولا يزال جزء من المجتمع البوليفي يكنّ ازدراء للنساء المنتميات إلى السكان الأصليين، الملقبات بـ"تشولا"، مع العلم أن هنود أمريكا يشكّلون نصف إجمالي سكان بوليفيا.
وقيل للمصممة الشابة في أكثر من مناسبة ارتدت فيها أزياء تقليدية، من تنورة وقبعة "يزعجنا وجودك هنا"، وتؤكّد يانيز: "إنها مواجهة سياسية".
و"البوييرا" موضع نقاش تتداوله بانتظام جليندا، خصوصاً منذ أن قررت ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات، ارتداء هذه التنورة لارتياد المدرسة، ما كان له وقع الصاعقة على زملائها، وقال لها أحدهم: "أنت عاملة تنظيف".
ومنذ وصول إيفو موراليس إلى سدّة الرئاسة في 2006، باتت التنانير التقليدية أكثر رواجا في الأماكن العامة والأوساط المهنية حيث كانت محظورة في السابق.
ويقرّ دستور بوليفيا الذي صيغ في عام 2009 بوجود 36 لغة رسمية للسكان الأصليين، ويعاقب قانون يعود لعام 2010 على الممارسات التمييزية والعنصرية.
وقبل ذلك، كان من الممكن طرد امرأة من مكان عام لمجرّد أنها ترتدي هذه التنورة.
وتقول عالمة الاجتماع خيمينا سوروكو إن "التنورة هي رمز للمجاهرة بالحقّ في الاختلاف، بالرغم من التمييز الذي قد تتسبب به. وتضطلع المرأة بهذه المسؤولية لأنه ما من أزياء تقليدية للرجال".
ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، أصبحت شخصية "التشولا" شائعة في الأدب البوليفي وهي كناية عن امرأة تعمل خارج المنزل وتشكّل دعامة لعائلتها.