مواكير باربوزا.. سر لعنة طاردت حارس البرازيل 50 عاما
القصص الغريبة في كرة القدم لا تنتهي، ومن بين تلك الأساطير السلبية، خسارة البرازيل لكأس العالم نسخة 1950 على أرضها وبين عدد جماهيري ضخم.
دخلت البرازيل نهائي المونديال وقتها، وهي المرشح الأول للفوز باللقب ضد الجار اللاتيني أوروجواي، أول أبطال المسابقة والتي كانت تلعب المباراة بفرصة واحدة هي الفوز.
في المقابل، كان التعادل أو الفوز كافيان لقيادة "السليساو" للقب كأس العالم الأول في تاريخها، وهو ما لم يحدث.
كلمة السر في تلك الخسارة التاريخية كانت للحارس الأسبق مواكير باربوزا، الذي يمر اليوم 27 مارس/ آذار، 100 عام على ميلاده.
الحارس البرازيلي السابق عرف عنه أنه لم يكن يرتدي القفازين أثناء المباريات، ولوحق طوال حياته بلعنة خسارة نهائي كأس العالم 1950.
أقيم كأس العالم 1950 في البرازيل بنظام استثنائي لم يتكرر مجددا لتحديد المتوج باللقب، حيث كان أوائل المجموعات الـ4 بالدور الأول يتأهلون لنصف النهائي، قبل خوض دوري من دور واحد لتحديد المتصدر والبطل.
البرازيل نجحت في تحقيق انتصارين كاسحين بواقع 7-1 و6-1 على السويد وإسبانيا تواليا، لتجمع 4 نقاط مقابل 3 لأوروجواي، التي حققت انتصارا وتعادلا قبل مواجهة السامبا.
نهائي كأس العالم 1950
ألبينو فرياكا تقدم للسليساو بعد دقيقتين من الشوط الثاني، لكن خوان ألبيرتو شيافينو تعادل في الدقيقة 66 لأوروجواي، قبل أن يسجل ألسيديس جيجيا هدف التتويج قبل 11 دقيقة من النهاية، بتصويبة ضعيفة فشل باربوزا في التعامل معها فذهبت من تحت يده لداخل الشباك.
معاناة حتى الموت
الحارس الذي رحل عن عالمنا عام 2000، عانى فيما بعد من توابع هذا الهدف وتلك الخسارة حيث يقول: "أقصى عقوبة سجن في البرازيل 30 عاما، ولكني عوقبت بأكثر من ذلك، لقد عوقبت لمدة 50 سنة كاملة".
ريكاردو تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم عام 1993، رفض السماح لباربوسا بالتعليق على مباريات السليساو، بحجة أن "الأطفال الذين سيسألون عن اسم المذيع سيقال لهم أنه شخص تسبب في بكاء جميع أبناء الشعب البرازيلي".
فيلم سينمائي
ثمة فيلم برازيلي قصير أطلق عليه اسم "باربوزا" صدر في عام 1988، عن قصة ساخرة من هدف كأس العالم 1950.
وقام الممثل البرازيلي أنتونيو فاجوندس بتمثيل قصة شخص جاء في الوقت المناسب لمنع هدف أوروجواي التاريخي من الدخول.
إدارة ملعب ماراكانا الشهير، الذي احتضن المباراة، منحته هدية مهينة هي عارضة الملعب القديمة ولكنه قام بإحراقها.
اللعنة السوداء
بقي مركز حراسة مرمى البرازيل لمدة 56 عاما مواجهة 1950، ممنوعاً على الحراس أصحاب البشرة السوداء أو ذوي الأصول الإفريقية هناك.
حين قاد ديدا، حارس مرمى ميلان السابق منتخب البرازيل في كأس العالم 2006، كان أول حارس أسود يمثل "السامبا" بالمونديال منذ باربوزا.
عاش وحيدا
أكثر من ذلك، فإن الحارس الراحل عاش وحيداً ولم يتزوج ولم يكن له أقارب، وعلق على حياته في أيامه الأخيرة قائلاً: "لم تكن خطيئتي وحدي. كنا 11 لاعبا".
جوانب مضيئة
على الرغم من التاريخ الأسود لباربوزا مع السليساو في 1950، فإنه كتب تاريخاً ذهبياً مع السامبا قبلها بعام واحد.
الأمر يعود لقيادة باربوزا منتخب بلاده للقب كوبا أمريكا الثالث في تاريخهم، خلال نسخة عام 1949.
منتخب البرازيل لعب 7 مباريات في البطولة القارية وقتها فاز بـ6 وخسر 1، وفي النهائي ضد باراجواي انتصرت 7-0 بمشاركة الحارس الراحل، في فوز بقي الأكبر في تاريخ المباريات النهائية للبطولة حتى اللحظة.
اختير باربوزا من قبل الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء، كثالث أفضل حارس في تاريخ السامبا، والحارس رقم 11 في تاريخ أمريكا الجنوبية خلال القرن العشرين.
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA= جزيرة ام اند امز