شهدت الفترة الأخيرة طرح اسم البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب روما الإيطالي الحالي وعدد من أكبر فرق أوروبا سابقاً، لقيادة منتخب البرازيل مستقبلا.
وأنهت إدارة الاتحاد البرازيلي لكرة القدم مؤخراً علاقتها بالمدرب تيتي، الذي قاد السليساو للتتويج بلقب كوبا أمريكا 2019 للمرة الأولى منذ 2007، وذلك بعد الخروج من ربع نهائي كأس العالم 2022.
وكان الخروج من ربع نهائي مونديال قطر 2022 أمرا مخزيا للبرازيل، كونها دخلت منافسات البطولة بقائمة مدججة بالنجوم، كمرشح أول للتتويج باللقب.
وبعد 20 سنة، من التتويج بأخر كأس عالم في تاريخها عام 2002، وبعد الترنح بين كم كبير من المدربين خلال تلك الفترة وصل إلى 8 مدربين، كلهم يحملون الجنسية البرازيلية، قرر الاتحاد البرازيلي البحث عن مدرب أجنبي، ليلوح في الأفق اسم جوزيه مورينيو.
وبالنظر إلى تاريخ مورينيو التدريبي، والعديد من الأمور الأخرى، سنجد أن هناك العديد من الأسباب الموضوعية التي تجعله خياراً مثالياً لراقصي السامبا، نلقي الضوء عليها خلال السطور التالية.
اللغة البرتغالية
اللغة البرتغالية هي لغة البرازيل، ومن ثم فإن أحد العناصر الرئيسية في التواصل بين المدرب ولاعبيه سيكون متاحا بسهولة.
ولو نظرنا لتاريخ مدربي البرازيل فإن من قادوها من خارج البلد اللاتيني هما اثنان، أحدهما وآخرهما البرتغالي فلافيو كوستا جوريكا في 1944، وقبله الأوروجواياني رامون بلاتيرو.
وباعتراف العديد من المدربين فإن فكرة تعلم اللغة والتواصل مع اللاعبين بلغتهم الأم، حتى لو كانوا يلعبون في دوريات أوروبية ويتحدثون لغات أخرى، أمر مهم للغاية في علاقة المدرب بلاعبيه.
العودة للصف الأول
يعتبر تدريب المنتخبات بالنسبة للمدربين الأوروبيين الناجحين من أمثال مورينيو أو الإسباني بيب جوارديولا، الذي كان مرشحاً أيضاً لتدريب البرازيل، أو الإيطالي كارلو أنشيلوتي أو الألماني يورجن كلوب، خطوة لاحقة وتعني التراجع.
والتراجع هنا قد يكون مرتبطا بالسن، فمدرب ناجح مثل الإسباني فيسنتي ديل بوسكي، المتوج بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، حين كبر درب منتخب إسبانيا وقاده لتحقيق كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه وكأس أمم أوروبا، والتجربة نفسها حدثت للإيطالي فابيو كابيلو مع إنجلترا، ومواطنه مارشيلو ليبي في إيطاليا.
لكن بالنسبة لمورينيو فإن التراجع قد حدث بالفعل بالتوقف عن تدريب فرق الصفوة أوروبيا، فمن تشيلسي وإنتر ميلان وريال مدريد ومانشستر يونايتد انتقل إلى توتنهام هوتسبير ثم روما فريقه الحالي.
وسيكون تدريب البرازيل فرصة لإعادة مورينيو لفرق الصف الأول حين يشارك في كوبا أمريكا أو كأس العالم، والتتويج بالمونديال مع البرازيل إن حدث بعد غياب سيصل إلى ربع قرن في 2024 فإنه سيكون شهادة ميلاد استثنائية للمدرب الذي يلقب نفسه بالاستثنائي.
التمرس على التتويج بالألقاب
عرف عن مورينيو أنه مدرب كؤوس، في إشارة لقدرته الدائمة على التتويج بالألقاب خاصة القارية منها، حيث بات متخصصاً في إحراز الكؤوس الدولية مع فرق غير مرشحة، بداية من دوري أبطال أوروبا 2004 مع بورتو ونفس البطولة الكبرى مع إنتر ميلان في 2010، وصولاً لدوري المؤتمر الأوروبي مع روما في 2022.
بالإضافة إلى ذلك تبرز أيضا تتويجات مورينيو بالدوريات الإنجليزي مع تشيلسي والإسباني مع ريال مدريد، وتأهله مع توتنهام هوتسبير لنهائي كأس الرابطة ثم تعرضه للإقالة قبل أيام من المباراة النهائية التي كادت تعيد السبيرز لمنصة التتويج بعد غياب منذ 2008.
ومن ثم فإن عامل التتويج بالألقاب والذي لم يفقده مورينيو حتى مع هبوطه لفرق المستوى الثاني أوروبياً مع السبيرز والجيالوروسي سيكون عنصراً محفزاً لإدارة الاتحاد البرازيلي لجلب المدرب البرتغالي.
إجادة المباريات الذهنية
تعتبر المباريات الذهنية والحروب الكلامية هي أحد العناصر التي تلقي بظلالها على مباريات المستوى الأول في كرة القدم العالمية.
وقد ظهر هذا الأمر مع مدرب مثل لويس فان جال، مدرب هولندا في كأس العالم 2022، عند استفزازه ليونيل ميسي نجم الخصم الأرجنتيني قبل مباراة المنتخبين في ربع النهائي، وهو ما نتج عنه توتر كبير من اللاعب الأرجنتيني رغم فوزه في النهاية بالمواجهة.
ويعتبر مورينيو هو التلميذ الذي تفوق على الأستاذ فان جال في مسألة الحروب الذهنية قبل المباريات، وهو يعرف كيف يديرها بشكل ناجح، وسبق له القيام بذلك في مواجهات ذهنية مع مدربين مثل بيب جوارديولا وكارلو أنشيلوتي.
التعامل مع النجوم
تبقى مسألة التعامل مع النجوم من العوامل التي تحكم على قدرات أي مدرب ناجح، ولمورينيو تاريخ من التعامل الجيد في هذا الصدد.
وفي ظل منتخب مليء بنجوم الصف الأول مثل نيمار دا سيلفا وكاسيميرو وأليسون بيكر وغيرهم فإنهم بحاجة لمدرب صاحب شخصية قوية يفرضها عليهم جميعاً.
ولا يوجد أفضل من مدرب قاد البرتغالي كريستيانو رونالدو لأفضل مواسمه التهديفية، وقدم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش في عهده أفضل أداءات مع إنتر ميلان ومانشستر يونايتد، للقيام بهذه المهمة.