حكايات مونديالية.. احتفال استفزازي يحرم منتخب البرازيل من كأس العالم

انتظر منتخب البرازيل طويلا من أجل تحقيق اول لقب في تاريخه في بطولة كأس العالم، حيث جاء ذلك في النسخة السادسة للبطولة والتي أقيمت في السويد عام 1958.

قبلها كان راقصو السامبا قريبين من تحقيق أول ألقابهم في كأس العالم خلال النسخة الرابعة التي استضافوها على أرضهم عام 1950، لكنه تعثروا في الخطوة الأخيرة، ليقتنص منتخب أوروجواي البطل الأول للمونديال لقبه الثاني.

لكن خسارة البرازيل ذلك اللقب صاحبته العديد من القصص والحكايات المثيرة، التي أحاطت بتلك المباراة التي أطلقت عليها جماهير راقصي السامبا لقب فضيحة الماراكانازو، بعدما خسروا اللقب بطريقة درامية على أرضهم وسط جماهيرهم.

• حكايات مونديالية.. "يوفنتوس المزيف" يفشل في خداع البرازيل
  

وتستعرض "العين الرياضية" في تلك السطور واحدة من تلك الحكايات التي تكشف بعض الكواليس التي أحاطت بالمباراة التي تعد إحدى المباريات التاريخية في ذاكرة المونديال، نظرا للحضور الجماهيري القياسي الذي شهده استاد الماراكانا التاريخي.

منتخب البرازيل ونهائي كأس العالم 1950

دخل منتخب البرازيل مباراته الأخيرة في كأس العالم 1950، والتي لم تكن مباراة نهائية بالشكل المعروف حاليا للمباريات النهائية، بترشيحات فوق العادة للتتويج باللقب.

كان نظام البطولة حينها يقضي بإقامة الدور النهائي من دورة رباعية تقام بنظام الدوري من دور واحد ويتوج باللقب الأكثر حصدا للنقاط.

• حكايات مونديالية.. رهان خاسر يعرض مارادونا لمحاولة اغتيال
  

وقتها جمع منتخب البرازيل 6 نقاط من مباراتيه الأوليين بعد تحقيق فوزين كاسحين على حساب السويد (7-1) وإسبانيا (6-1)، ليدخل مباراته الثالثة أمام أوروجواي ومعه فرصتان للتتويج، التعادل أو الفوز.

على الجانب الآخر، كانت مهمة أوروجواي أكثر صعوبة، حيث تعادلت في المباراة الأولى مع إسبانيا 2-2، وفازت في الثانية على السويد 3-2، لتبقى آمالها في التتويج معلقة بالفوز فقط ولا شيء غيره.

إعلان برازيلي مستفز.. ورد أوروجواياني قاس

ووفقا لما ذكره موقع الفيفا عن كواليس تلك النسخة من المونديال، فقد نشرت صحيفة "أو موندو" البرازيلية صورة لتشكيلة منتخب راقصي السامبا، تحت عنوان "إليكم أبطال كأس العالم"، فيما مثل احتفالا استباقيا قبل انتظار للمباراة.

• حكايات مونديالية.. قانون الأخلاق الحميدة يهدي البرازيل لقب كأس العالم
  

ذلك الاحتفال المبكر أثار غضب أوبدوليو فاريلا، قائد منتخب أوروجواي، فقام بشراء 20 نسخة من الصحيفة ووضعها على أرض مرحاض الفندق، وطلب من زملائه دهسها بأقدامهم والتبول عليها، والرد على ذلك في الملعب.

وأقيمت المباراة المرتقبة، وتقدمت البرازيل بهدف في الدقيقة 47، قبل أن يرد إليها الأوروجوانيين الضربة بقسوة، مسببين الصدمة التي أسكتت أكثر من 100 ألف متفرج في الملعب، حيث سجلوا هدفين في 13 دقيقة، وبالتحديد في الدقيقتين 66 و79، ليعاقبوا البرازيليين جميعا على احتفالهم المبكر.

وقلب الهدفان المباراة رأسا على عقب، واستبسل لاعبو أوروجواي في الدفاع عن تقدمهم حتى نهاية اللقاء، ليمنحوا منتخب بلادهم لقبه الثاني في النسخة الرابعة، بعد حصده اللقب الأول في النسخة الأولى على أرضه عام 1930.

• حكايات مونديالية.. الشرطة العسكرية تنفذ أمر طرد في كأس العالم
  

وقرر فاريلا المنتشي بالثأر الاحتفال في إحدى حانات البرازيل بمفرده، وتلقى تحذيرات شديدة في هذا الصدد خوفا من الفتك به من جماهير راقصي السامبا، لكنه لم يمتثل لها، غير أن ما حدث معه كان مفاجئا.

ووفقا لما نقله موقع الفيفا عن فاريلا، فقد قال: "توقعتُ ألا يعرفني أحد، وظننتُ أنهم سيقتلونني حال تعرّفوا عليّ، وقمت بطلب مشروب، لكني تفاجأتُ بأنهم يتوجهون لي بالتهنئة رغم صدمتهم من الخسارة، ويقومون باحتساء المشروب معي".