15 سؤالا تكشف رهانات COP30.. حوار شامل مع «غرينبيس» حول العدالة المناخية

يقترب مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الثلاثين (COP30)، المقرر انعقاده في مدينة بيليم بالبرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2025. ومن المنتظر أن يناقش المؤتمر عددا من الموضوعات الجوهرية.
تحظى البرازيل بمكانة خاصة في العمل المناخي؛ فمن أراضيها انطلقت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (UNFCCC)، ومعاهدة التنوع البيولوجي (CBD)، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD). كما أنها تضم أكبر مساحة من غابات الأمازون، رئة العالم. ويأتي المؤتمر هذا العام محملا بملفات حساسة، أبرزها وقف إزالة الغابات، تعزيز العدالة المناخية، ومراجعة خطط الدول الوطنية.
ويجدر بالذكر أن الدول العربية استضافت مؤتمرات الأطراف خمس مرات: مرتين في المغرب، ومرة في قطر، ومرة في مصر، وأخيرا في الإمارات. وقد برزت على أجندة هذه المؤتمرات قضايا مهمة مثل المساواة الجندرية في العمل المناخي (تعني حصول الرجال والنساء على حقوق وفرص متساوية في المجتمع، دون تمييز على أساس جنسهم)، تمكين الشباب، ودور الفن في نشر الوعي البيئي.
في هذا السياق، أجرت "العين الإخبارية" حوارا حصريا مع "غوى النكت"، المديرة التنفيذية في غرينبيس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للحديث عن رهانات المؤتمر، ورؤيتها لمستقبل العدالة المناخية.
ما تعليقكم على استضافة البرازيل لمؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30)؟
مع اقتراب انعقاد COP30، تتجه أنظار العالم إلى مدينة بيليم البرازيلية في عام يسجّل كالأشد سخونة في التاريخ. اختيار بيليم، على أطراف الأمازون، يرمز إلى الترابط بين المناخ والطبيعة والتنمية والعدالة، ويضع الفئات الأكثر هشاشة في صدارة الاهتمام. ورغم التحديات، للبرازيل إرث دبلوماسي فريد منذ قمة ريو 1992، ما يمنحها قدرة على قيادة المفاوضات في زمن الانقسامات العالمية.
ما أبرز الأولويات التي ستركز عليها البرازيل خلال COP30؟
تركز البرازيل على جعل تنفيذ اتفاقية باريس محورا رئيسيا، مع رفع الطموحات في حماية الغابات، والتصدي لإزالتها، وتعزيز التكامل مع اتفاقية التنوع البيولوجي وإطار كونمينغ–مونتريال، إضافة إلى دعم حقوق الشعوب الأصلية.
ويعد عام 2025 محطة مفصلية إذ يتعين على الدول تحديث مساهماتها الوطنية للحد من الانبعاثات، بينما تسجل الانبعاثات مستويات قياسية، ما يزيد الضغط لضمان استجابة فعالة.
ما هي المخرجات المنتظرة من المؤتمر؟
من أبرز المخرجات: وقف إزالة الغابات واستعادة المتدهور منها بحلول 2030، التوصل إلى اتفاق عالمي للتكيف، تعزيز الانتقال العادل، ومعالجة قضايا الصحة، والغذاء، والنقل، والمدن. كما يناقش المؤتمر خريطة طريق لتقديم 1.3 تريليون دولار للدول النامية، مع التأكيد على رفع طموح المساهمات الوطنية والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
كيف تنظرون إلى استضافة خمس دول عربية لمؤتمرات الأطراف؟
المنطقة العربية تعد من أكثر مناطق العالم هشاشة مناخيا، حيث تواجه الجفاف وندرة المياه وتقلبات حادة. استضافة دول مثل المغرب وقطر ومصر والإمارات نقلت معاناة المجتمعات إلى طاولة المفاوضات، ومكنتها من المشاركة في صياغة السياسات. فقد كان COP27 في مصر بداية لإدراج العدالة المناخية بإنشاء صندوق الخسائر والأضرار، بينما شهد COP28 في الإمارات الاعتراف التاريخي بضرورة الانتقال من الوقود الأحفوري.
في ظل إخفاق COP29 ماليا، ما المطلوب من المنطقة العربية في COP30؟
على دول المنطقة أن توظف ريادتها المناخية للدفاع عن مصالح الجنوب العالمي، مع التركيز على تمويل المناخ والانتقال العادل، والمطالبة بتمويل عام من الدول المتقدمة في صورة منح. كما ينبغي التشديد على خريطة الطريق من باكو إلى بيليم لضمان عدالة مناخية حقيقية.
لماذا يجب دمج البُعد الجندري في خطط التكيف المناخي؟
العدالة المناخية لا تنفصل عن العدالة الجندرية. النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر رغم مساهمتهن المحدودة في الانبعاثات، بسبب عدم المساواة في الموارد والقرارات. تجاهل هذا البُعد يجعل الخطط أقل فعالية، بينما يضمن إدماجه استجابات شاملة تعزز من صمود المجتمعات.
ما الفوائد العملية لدمج الجندر في التكيف المناخي؟
الفوائد عديدة، منها: تحقيق عدالة واقعية عبر تلبية احتياجات الجميع، وتعزيز استدامة الحلول، إذ أظهرت الدراسات أن إشراك النساء والفئات المهمشة يزيد نجاح السياسات، وتمكين المجتمعات وفتح المجال للابتكار عبر تنوع الرؤى والمعرفة المحلية.
كيف تصفون دور الشباب في حركة العدالة المناخية؟
الشباب هم القلب النابض للحركة المناخية. عبر مؤتمرات المناخ، تبنّوا سردية جديدة لمستقبل عادل ومستدام. دعمنا وفودًا شبابية من دول عربية وأفريقية لتسليط الضوء على هشاشة المنطقة، وزودناهم بتدريبات سياسية وإعلامية لضمان مشاركتهم الفعّالة.
كيف كان حضور الشباب في مؤتمرات الأطراف الأخيرة؟
شارك الشباب بفاعلية في المقابلات والفعاليات، تعاونوا مع وفد غرينبيس العالمي، ورصدوا المفاوضات عن قرب. كما أنتجوا محتوى مؤثرا انتشر عبر وسائل التواصل، وواجهوا الحكومات والشركات الكبرى بخطابات قوية خلال COP27 وCOP28.
ما الدروس المستخلصة من مشاركة الشباب؟
نجح الشباب في انتزاع مقاعد على طاولة المفاوضات، وأعادوا تشكيل المشاركة المدنية والسياسات العامة. هذا يفتح الباب لتحول تقدمي نحو مستقبل أكثر استدامة، ويؤكد أن تمكين الشباب شرط أساسي لتحقيق العدالة المناخية.
كيف يمكن للفن أن يساهم في دعم القضايا المناخية؟
الفن أداة مبتكرة لنشر الوعي؛ يبسط المفاهيم المعقدة، يكسر حاجز اللامبالاة، ويحفز السلوكيات المسؤولة. في منطقتنا، حيث التحديات مضاعفة، للفن قدرة على غرس ثقافة الاستدامة بين الأجيال الحالية والمستقبلية.
ما أبرز مبادرات غرينبيس الفنية في هذا السياق؟
تعاونّا مع الفنان السوداني أمجد النور في فيديو كليب "الملوّث يدفع" بأسلوب الراب لفضح جشع شركات النفط، وأغنية "أحلامنا" ضمن حملة "الرفاه للجميع"، حيث طالب الأطفال بعالم عادل يقدم الصحة والتعليم والاستدامة والسلام.
كيف تقيّمون الاعتراف الدولي بخطورة إزالة الغابات؟
يُعد وقف إزالة الغابات بحلول 2030 أحد أهم الأهداف المطروحة، فهي رئة العالم وركيزة للتوازن المناخي. أي إخفاق في حمايتها سيقوض الجهود العالمية للحد من الاحتباس الحراري.
ما التحديات التي تواجه التمويل المناخي؟
غياب الإرادة السياسية وسوء الالتزام المالي من أبرز التحديات. وعدت الدول المتقدمة بدعم النامية، لكن ما تحقق أقل بكثير من المطلوب. COP30 سيكون اختبارًا للوفاء بالتعهدات وتوفير 1.3 تريليون دولار.
في الختام، ما الرسالة الأساسية التي توجهونها للعالم قبيل COP30؟
رسالتنا أن العدالة المناخية لن تتحقق إلا عبر التزامات حقيقية، وتمويل عادل، وتمكين الشباب والنساء، وحماية الغابات، والانتقال العادل بعيدًا عن الوقود الأحفوري. مؤتمر بيليم ليس مجرد حدث؛ بل فرصة تاريخية لتغيير المسار نحو مستقبل أكثر استدامة وإنصافا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA==
جزيرة ام اند امز