محكمة تقبل طلب عملاق الإنشاءات البرازيلي لحمايته من الإفلاس
تهدف عملية الإنقاذ إلى إيجاد طريقة قابلة للحياة للشركة التي ترزح تحت الديون لمواصلة عملياتها، مع إعطائها الوقت الكافي لهيكلة ديونها.
وافقت محكمة في ساو باولو الثلاثاء على طلب لمجموعة أوديبريشت البرازيلية العملاقة التي تلفها الفضائح من أجل البدء بإجراءات لإصلاح أوضاعها المالية بهدف تجنب إعلان إفلاسها.
وشركة "أوديبريشت أس. آي" التي تأسست عام 1944 ظلت لوقت طويل من أركان الاقتصاد البرازيلي، وهي تتعهد بناء كل أنواع المشاريع، من ملعب "ميامي هيت" الأمريكي لكرة السلة إلى سدّ للطاقة الكهرومائية في أنجولا.
وأفصحت أوديبريشت في الطلب الذي تم تقديمه الإثنين عن ديون هائلة تبلغ 25.3 مليار دولار.
وتعد هذه أكبر عملية إنقاذ لشركة في تاريخ البرازيل، حيث تفوق عملية إنقاذ شركة "أوي" للاتصالات البالغة 64 مليار ريال برازيلي قبل ثلاث سنوات.
وتهدف عملية الإنقاذ إلى إيجاد طريقة قابلة للحياة للشركة التي ترزح تحت الديون لمواصلة عملياتها، مع إعطائها الوقت الكافي لإعادة هيكلة ديونها.
وقال المحامي وخبير الإنقاذ دانيال أمارال إن الهدف هو "تجنب الإفلاس"، مضيفا أن المحادثات مع الدائنين قد تستمر من 12 إلى 18 شهرا.
ويشمل طلب الحماية للمجموعة حوالي عشرين شركة تابعة لها، لكن ليس جميعها، ومن بين تلك التي لا يشملها الإجراء مجموعة البناء "أوديبريشت اينغينهاريا اي كونستروشاو" ومجموعة الصناعات البتروكيميائية "براسكيم".
وبين أكبر دائني أوديبريشت المصارف العامة "البنك الوطني لديسارويو" و"بنك البرازيل" ومصرف "كايسا ايكونوميكا فدرال" إلى جانب دائنين أجانب يملكون سندات.
وأمام الشركة 60 يوما لتقديم اقتراحات لكيفية سداد ديونها.
ومجموعة "أوديبريشت" التي تأسست عام 1944 غرقت في الفوضى مع الكشف عن فضيحة الفساد التي تسمى "مغسل السيارات"، ومنذ ذلك الحين اعترفت المجموعة بدفع نحو 800 مليون دولار كرشاوى أغلبها في دول أميركا اللاتينية.
وهزّت الفضيحة حكومات وأحزاباً في كلّ من البرازيل والبيرو وكولومبيا وبلدان أخرى، وزجّت برؤساء سابقين ومسؤولين كبار في السجن.
أما رئيس الشركة مارسيلو أوديبريشت الذي كان يعدّ أحد أكثر الأشخاص نفوذاً في البرازيل، فقد حُكم عليه بالسجن لمدة 19 عاماً لدوره في قضية الفساد، وهو الآن يقضي عقوبة مخفّفة داخل قصره الفاخر في ساو باولو.