خرق عقوبات النفط يكشف صراعات حكومة طهران
المحطة الثالثة بالتلفزيون الإيراني الرسمي تثير أزمة حادة داخل وزارة النفط بحكومة طهران بعد عرضها كيفية خرق العقوبات الأمريكية.
أشعلت المحطة الثالثة بالتلفزيون الإيراني الرسمي أزمة حادة داخل وزارة النفط بحكومة طهران بعد عرضها محتوى يكشف كيفية خرق إحدى الناقلات النفطية الإيرانية العقوبات الأمريكية.
ما فعلته القناة الرسمية أثار غضب وزير النفط الإيراني بيجين نامدار زنجنة، معربا عن سخطه بعد عرض المحطة التلفزيونية بثا مصورا لتفريغ ناقلة نفطية إيرانية حمولتها في أحد الموانئ الصينية.
أضاف زنجنة معترفا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، الخميس، أن هذه الخطوة تقوض جهود وزارته إزاء التحايل على العقوبات المفروضة ضد صادرات نفط طهران، وتهديدها للأمن القومي، وفق قوله.
وعرضت القناة التلفزيونية الإيرانية محتوى يتضمن ما قالت إنها صورا فضائية متعلقة بتفريغ ناقلة "سارينا" النفطية الإيرانية المدرجة على عقوبات واشنطن حمولتها من النفط الخام بميناء صيني في أواخر يونيو/حزيران الماضي.
واعتبر الوزير الإيراني أن أساليب بلاده المتعلقة بالتحايل على العقوبات الأمريكية يجب أن تبقى سرية، قبل أن ينتقد المسؤولين القائمين على هذا العمل داخل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية التي تخضع لسلطات المرشد الإيراني علي خامنئي.
وفشلت إيران في تصريف أكثر من 300 ألف برميل من نفطها الخام الراكد أو أقل من هذا الرقم على مدار الشهر الماضي، ومن غير المعلوم إلى أي دولة بيعت هذه الشحنات.
وقبل بدء مرحلة الحظر النفطي الكامل التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران بسبب سلوكها العدائي إقليما ودوليا، كانت الأخيرة تبيع 2.5 مليون برميل نفط يوميا.
وتحولت صور الناقلة النفطية الإيرانية التي كشفت انتهاك طهران للعقوبات إلى أزمة سواء بين وزارة النفط والتلفزيون الرسمي أو حتى على مستوى الإعلام المحلي.
يشار إلى أن الوزارة الإيرانية وشركات تابعة لها تعاني أزمات مالية وخيمة في أعقاب تهاوي عوائد الصادرات النفطية إلى مشترين رئيسيين، لا سيما وأن النفط الخام يعد مصدرا هاما لإيران من العملة الصعبة.
ومن المحتمل أن تواجه حكومة طهران أزمة مرتقبة تتعلق بتطوير حقول نفطية في جنوب البلاد، إذا فشلت بفعل العقوبات في تصدير نفط خام بديلا للأموال السائلة يقدر بنحو 140 إلى 200 ألف برميل يوميا إلى شركات صينية تتولي إنجاز هذه المشروعات.
وردا على الانتقادات التي تعرضت لها بعد عرضها هذا المحتوى الذي هاجمه مسؤولون ومتابعون إيرانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زعمت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن تلك الصور عرضتها من قبل صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.
وأبدى وزير النفط الإيراني مخاوفه من أن هذه التصرفات يمكن أن ينجم عنها تعقب السلطات الأمريكية للناقلات النفطية التابعة لبلاده لدى محاولتها خرق العقوبات.
وطالب زنجنة إعلام بلاده بعدم إعادة نشر ما وصفها بتقارير غربية باعتبار هذا أمرا غير لائق، داعيا في نفس الوقت إلى الاكتفاء ببث البيانات المتعلقة بنسب الصادرات النفطية الإيرانية التي تعلنها وزارته فقط، على حد قوله.
aXA6IDMuMTM4LjEyMS43OSA= جزيرة ام اند امز